أثارت تصريحات باحث تركي بشأن قدرة جيش بلاده على "دخول تل أبيب خلال 72 ساعة" استياء في أوساط الاحتلال الصهيوني، وذلك وسط تصاعد التوترات بين الجانبين بشأن سورية.

 

وظهر المحلل التركي حاقان بايراقجي في مداخلة على قناة "سي إن إن" النسخة التركية قبل أيام قليلة، معتبرا أن حكومة الاحتلال الصهيوني "لا تخشى الدول العربية أو إيران بفضل الدعم الأمريكي غير المحدود، لكنها تُبدي قلقا حقيقيا من تركيا فقط، إذ تعلم أن المزاح مع أنقرة غير ممكن".

 

 

 

وأضاف بايراقجي الذي يدير مركزا للاستطلاع، أن الجيش التركي قادر على الدخول إلى تل أبيب خلال 72 ساعة فقط، حسب تحليله.

 

في السياق، شددت صحيفة "معاريف" الصهيونية على تصاعد التوتر بين تركيا والاحتلال الصهيوني، مشيرة إلى تصريحات المحلل التركي التي وصفتها بالمثيرة للجدل.

ونقلت الصحيفة عن الباحث الصهيوني في مركز ديان بجامعة تل أبيب، هاي إيتان كوهين يانروجاك، وصفه صاحب التصريح التركي بأنه "شخصية يمكن وصفه بالمهرج، مهرج إعلامي، معروف بتصريحاته الفاحشة من هذا النوع، لكسب تعاطف الرأي العام وظهوره في عناوين الأخبار".

 

وأضاف متسائلا: "ما هو المستوى الذي يوجد في التلفزيون التركي الذي يضع أشخاصًا من هذا النوع على الهواء؟".

وأوضحت "معاريف" أن العلاقات بين "إسرائيل" وتركيا تمر بأسوأ مراحلها، مشيرة إلى تعقيد الأسباب وراء ذلك. وأشار يانروجاك إلى أن البلدين أصبحا جارين فعليا من خلال الساحة السورية، محذرا من أن الاحتكاك قد يحدث "برا، وبحرا وجوا".

 

ولفت الباحث الصهيوني إلى أن "حكومة أردوغان تنتقد دولة إسرائيل في كثير من الأحيان بتصريحات قاسية للغاية تحتوي على الشيطنة ونزع الشرعية".

 

وبرغم تصاعد التوتر، دعا الباحث الصهيوني إلى التحلي بضبط النفس، مضيفا: "علينا أن نركز على الهدف النهائي، ألا وهو عدم اعتبار تركيا عدوا نشطا ضد دولة إسرائيل".

 

والخميس، كشفت مصادر في وزارة الدفاع التركية عن عقد أول محادثات بين أنقرة والاحتلال الإسرائيلي في العاصمة الأذربيجانية باكو، بعد تصاعد التوترات بين الجانبين في سورية.

 

وبحسب المصادر التركية، فإن الاجتماع الفني الذي عقد بين الجانبين أمس الأربعاء هدف إلى مناقشة وضع آلية لتفادي التضارب من أجل منع الوقائع غير المرغوب فيها في سورية.

 

ولفتت المصادر إلى أن المحادثات تمثل بداية جهود لإنشاء قناة اتصال لتجنب أي صدامات أو سوء فهم محتمل لعمليات البلدين في المنطقة.

 

في المقابل، كشف مكتب رئيس حكومة الاحتلال عن لقاء جمع وفدا برئاسة مستشار الأمن القومي مع مسئولين أتراك في أذربيجان.

 

وأشار المكتب في بيان عبر منصة "إكس"، إلى أن "كل طرف عرض مصالحه في المنطقة خلال الاجتماع"، لافتا إلى أنه "تم الاتفاق على مواصلة مسار الحوار بهدف الحفاظ على الاستقرار الأمني".

 

والأسبوع الماضي، شن جيش الاحتلال الصهيوني سلسلة من الغارات العنيفة على مناطق مختلفة من الأراضي السورية، مستهدفا العاصمة دمشق ومطار حماة العسكري ومطار "تي فور" العسكري في بادية حمص وسط البلاد.

 

وأشارت تقارير إلى أن هجمات الاحتلال جاءت بالتزامن مع دراسة أنقرة إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية وسط سورية، في حين لفتت وسائل إعلام صهيونية إلى أن الهجمات الأخيرة على سورية هدفت إلى توجيه رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان وزير الخارجية التركي حاقان فيدان، قال إنه "بينما نقوم بعمليات معينة في سورية، يتعين أن يكون هناك آلية تفادي صدام في مرحلة معينة مع إسرائيل، التي تحلق طائراتها في تلك المنطقة، تماما كما نفعل مع الأمريكيين والروس".

 

وأضاف فيدان في تصريحات صحفية، مساء الأربعاء، "طبعا، إنه أمر طبيعي أن يكون هناك اتصالات على المستوى الفني لتأسيس ذلك". لكنه استبعد أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع "إسرائيل"، خاصة بعد أن تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية العدوان الصهيوني الواسع على قطاع غزة.