تقرير- حسين التلاوي

صحف العالم الصادرة يومي الجمعة 22/6 والسبت 23/6/2007م تابعت التطورات في غزة من زاوية الارتباك الذي تشهده طريقة تعامل الصهاينة والأمريكيين مع الوضع القائم بسيطرة حماس على القطاع، إلى جانب التناول الصهيوني لمسألة المعونة الأمريكية المقدمة إلى مصر.

 

فيما يتعلق بالارتباك الصهيوني تجاه الوضع في غزة نقلت (جيروزاليم بوست) الصهيونية عن وزير الشئون الإستراتيجية أفيجدور ليبرمان انتقادَه لمساعي رئيس الحكومة إيهود أولمرت لدعم رئيس السلطة محمود عباس في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية حماس بالنظر إلى فشل فتح في التصدِّي لحماس رغم كل الدعم الذي كانت تلقَاه من الكيان، ونقل راديو جيش الحرب الصهيوني عن ليبرمان قوله: إنه "حتى لو قدمنا لعباس إف 16 فلن يكون قادرًا على السيطرة على حماس".

 

ويقول التقرير إن أولمرت يدرس القيام بعدد من الإجراءات لدعم السلطة الفلسطينية وحركة فتح ضد حماس، تتضمن زيادة الترسانة العسكرية لحركة فتح، إلى جانب الإفراج عن عائدات الضرائب المستحقَّة لدى السلطة الفلسطينية على الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى تخفيف القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية.

 

وأضاف التقرير أن رئيس الحكومة الصهيونية إيهود أولمرت سوف يطرح الأُطُر العامة لتلك الخطة الداعمة لعباس وفتح على الاجتماع الرباعي الذي سوف يُعقَد في شرم الشيخ ويجمع بين عباس وأولمرت والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

 

وبجانب الصهاينة فإن الأمريكيين أيضًا يعانون من ارتباك في الكيفية التي يمكن التعامل بها مع الوضع، فقد نشرت الـ(واشنطن بوست) الأمريكية اليوم مقالاً بقلم تشارلز كروتهامر انتهى فيه إلى أن الأمريكيين عليهم أن يقدموا الدعم الكافي لمحمود عباس لكي ينجح في السيطرة على الضفة الغربية، ويبدأ في التصدي لحركة حماس في غزة، لكنه يورد في مقاله العديد من المحاذير بشأن ذلك، من بينها محاذير تتعلق بعباس نفسه والأخرى بحركة حماس.

 

يقول كروتهامر إن عباس شخص ضعيف للغاية، فقد اعتكف ذات مرة في منزله بعد الصدام الذي وقع بينه وبين رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات وقت أن كان عباس رئيسًا للحكومة، إلى جانب عدم قدرة عباس على ضبط الأوضاع داخل حركة فتح نفسها والسيطرة على التيارات المتصارعة داخلها.

 

 الصورة غير متاحة

إطلاق صواريخ القسام باتجاه المغتصبات الصهيونية

أما المحاذير المتعلقة بحركة حماس والوضع في غزة بصفة عامة فهي أن حركة حماس سوف تكون قادرةً في الوقت الحالي على توفير الغطاء الكامل لعمليات إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني، وذلك في مقابل عجز صهيوني كامل عن وقف الصواريخ، بينما لا يملك عباس أية قوات في غزة قادرة على التصدي لحماس ومنعها من تقديم الدعم الكامل للمقاومة.

 

ويرى الكاتب أن ذلك سيؤدي إلى زيادة شعبية حركة حماس في الأراضي الفلسطينية بالنظر إلى أنها تسيطر حاليًا على القطاع رغم الحصار، وتعمل على دعم المقاومة، وبالتأكيد فإن زيادة شعبية حماس ينعكس بالسلب على شعبية فتح ورئيس السلطة محمود عباس، لكن الكاتب يقول إن الأمريكيين والصهاينة لا يملكون أي خيار إلا دعم عباس على الأقل في الوقت الحالي إلى حين ظهور بديل له!!

 

ويبرِّر كروتهامر ذلك بأن عباس هو الشخصية الوحيدة القادرة على قيادة الساحة الفلسطينية إلى إقرار سلام مع الكيان الصهيوني دون أن يشير الكاتب إلى أنه سلام وفق الشروط الصهيونية الأمريكية، إلا أن كروتهامر أكد ضرورة تعهُّد عباس بأن يؤسس لسلطة فلسطينية خالية