يقول عنه أحد محبيه: "تسمع منه آيات من كتاب الله وكأنك أول مرة تسمعها، وآيات أخرى تسمع شرحها منه كأنك أول مرة تفهمها!".
إنه الدكتور محمد طه أحمد محمد وهدان نائب مسئول المكتب الإداري لإخوان الإسماعيلية المعتقل منذ مارس الماضي ضمن مجموعة الـ19 من قيادات الإخوان بالمحافظات، وصدر حكم من محكمة جنايات القاهرة بالإفراج عنه، قبل أيام من ضمه لمجموعة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.
كان ميلاد د. وهدان في 27/1/1961م بمدينة أبو صوير بالإسماعيلية في وسط أسرة ملتزمة، فحفظ القرآن بكُتّاب القرية، وحصل على بكالوريوس العلوم الزراعية من جامعة قناة السويس عام 1982 ثم الدكتوراه في تخصصه "البساتين والفاكهة" عام 1998م، وعمل أستاذًا مساعدًا بالقسم.
تمَّ انتخابه عضوًا بمجلس محلي الإسماعيلية عام 1992م، وكان رئيسًا للجنة الأوقاف والأزهر بالمجلس، وقد أشاد به وبأدائه المتميز د. أحمد جويلي محافظ الإسماعيلية في هذا الوقت.
حكمت عليه المحكمة العسكرية بثلاث سنوات في القضية العسكرية رقم 8 لسنة 1995م مع مجموعة من قيادات الإخوان وخرج من المعتقل عام 1998م، ودخل إلى قطاع غزة وقت اختراق الحصار عام 2007م، وكان بصحبته د. أحمد اللبان رئيس قسم الجراحة بجامعة قناة السويس، وقاما بالتنسيق لعلاج الجرحى بمستشفى جامعة القناة.
د. وهدان متزوج من وكيلة لمعهد أزهري، وله 4 من الأبناء؛ هم: أحمد وجهاد ومحمود وأمل.
عرفه المخالطون له بالأمل المتجدد وعدم اليأس في أي حال من الأحوال، فكان يقول "ما تأخر من بدأ"، وعن أي أمر عسير أو ضائقة تواجهه كان يقول "لعله خير"، وهو رياضي لدرجة كبيرة، فهو يشترك في معظم المسابقات الرياضية التي تقام في المعتقل كما يُحكى عنه.
أما عن الأساتذة الذين تأثر بهم في دعوته؛ فعلى رأسهم الإمام البنا، من خلال فكره ورسائله، وتأثر أيضًا بالدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام، وفضيلة الشيخ محمد حسين أحد علماء الإسكندرية، والداعية عبد الرحمن الرصد من كبار إخوان الشرقية، وأحمد محفوظ رحمه الله أحد كبار إخوان فاقوس.
يقول عنه الدكتور حمدي إسماعيل عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين: إنه أحد علماء الإسماعيلية الذين يتمتعون بالأخلاق الفاضلة والأمانة والفهم الوسطي الشامل للإسلام، وهو حبيب ومقرب من قلوب الناس، ومن البارعين في الأعمال الخيرية، ولا يبخل بشيء على طلابه وطالباته بكلية الزراعة.
وأما عن اعتقاله؛ فيقول: إن أمن الدولة يحتال للتشهير برموز الإخوان في عملية ثأرية بحتة، بضمه لهذه القضية "القديمة الجديدة"، في محاولة لتمرير التوريث وعدم نجاح الإخوان في الانتخابات القادمة، ولكن -بفضل الله- الإخوان والشعب المصري يعلمون مدى الكذب الأمني والحكومي، فالنظام يكذب ويصدق نفسه.
ويشير د. عادل كمال أحد المقربين من د. وهدان إلى أنه يتمتع بكاريزما بين الناس، وهو صاحب طبيعة دعوية متميزة، وبسبب تأثيره الكبير وطبيعته المتميزة يسعى النظام لإحجام دوره، حتى إن أعضاء الحزب الوطني يخشون الدخول ضده في أي انتخابات؛ بسبب شعبيته وهذا ما دعا الحزب لإخراجه من انتخابات 2005م بحجة المحاكمة العسكرية في 1995م.
ويضيف أن د. وهدان أحد المتميزين في الخطابة، وهو يجيد العفوية المرتبة، أما عن القضية فيجزم أن هذا هو ديدن هذا النظام من قضية لأخرى حتى لو بدون أي اسم لقضية، ولكن المهم عندهم التحفظ على الدكتور طه وهدان ومحاولة تحجيم دوره في إصلاح المجتمع من حوله.