نعى فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور عصام الشربيني الذي تُوفي في الكويت يوم الجمعة الماضي الموافق 18 من ذي القعدة 1430هـ، 6 نوفمبر 2009م.

 

الدكتور عصام الشربيني 81 عامًا، تتلمذ على يد الإمام الشهيد حسن البنا؛ حيث التقى به، وتعلَّم منه، وظل ثابتًا في مدرسته حتى آخر يوم في حياته، وهو في نفس الوقت أحد أعلام العمل الطبي والخيري الإسلامي.

 

وقد وُلد المغفور له بإذن الله بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر في 20/4/1928م، ثم سافر إلى الكويت، واستقر بها منذ عام 1959م، وقد عمل استشاريًّا للأمراض الباطنية في مستشفى الصباح أحد أكبر مستشفيات الكويت، وقد أهَّله نبوغه في الطب ليكون أحد أطباء الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.

 

وقد ترك الشربيني بصمةً واضحةً في تطوير العمل الطبي في الكويت، كما مثَّلها في العديد من المؤتمرات الطبية العالمية، ورغم بلوغه سن التقاعد ظلَّ على رأس عمله الطبي حتى قبيل وفاته. 

 

وإلى جانب نبوغه الطبي، فقد نشأ الراحل في أسرة محافظة ومتدينة؛ حيث كان أخواله يملكون مطابع الحلبي التي كانت تطبع المصحف الشريف، وتصدره إلى جميع أنحاء العالم، وكان لهذه البيئة أكبر الأثر في تشكيل وعيه الإسلامي، وتعزيز اهتمامه بقضايا الأمة الإسلامية.

 

وفي شبابه شارك ضمن كتائب الإخوان التي جاهدت على أرض فلسطين ضد الصهاينة، كما شارك في كتائب الإخوان التي جاهدت الاستعمار الإنجليزي في منطقة القنال بمصر.

 

ويعد الدكتور عصام الشربيني أحد مؤسسي الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، كما كان من المشاركين الفاعلين في اجتماعاتها الدورية، وكان يرحمه الله من المهتمين بالعمل الخيري والداعمين له، وأحد المتبرعين للهيئة.

 

وقد أصدر كلٌّ من جمعية الإصلاح الاجتماعي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بيانَيْن، نعت فيه إلى الأمة الراحل الكريم، وشددت الهيئة والجمعية على أن الراحل كان من رموز العمل الإسلامي الذين انشغلوا طوال حياتهم بهموم الدعوة، والعمل على نشرها، وتنمية الوعي الإسلامي للشباب، كما كان من المؤمنين بالفكر الإسلامي الوسطي، وكان- طيَّب الله ثراه- محبوبًا في كل الأوساط التي عمل بها، ومتواضعًا ودمث الخلق، ومحبًّا لإتقان العمل، وحريصًا على التمسك بالقيم والأخلاق الإسلامية في جميع شئون حياته.