حذَّر فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين من خطورة الحالة المتدهورة التي وصلت لها الأمتان العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن استعمارًا جديدًا صار جاثمًا على صدر الأمة يدرك تمامًا أن تطويقه لها هو الضمانة الوحيدة لاستمراره وبقائه ونموِّه بمقدراتها، وأنه بات أشد خطرًا من كل ألوان الاستعمار على مدار التاريخ وشواهده.

 

وأكد فضيلة المرشد في رسالته الأسبوعية بعنوان "عندما تستقل إرادتنا" أنه عند تغير بوصلة الإرادة تختلف الأولويات ليصبح الفرد قبل المجموع، وعندها يقل الولاء للوطن، ويتراجع الإحساس بالمسئولية، وتنمو آفات التسلق والنفاق والابتزاز، وتموت بذور التواصل بين الناس؛ لينمو على رفاتها كل الطفيليات المجتمعية، وتتسلَّط على الأمة أسباب التخلُّف بإرادة مزيفة وموجهة، ويعم الفساد بكل ألوانه وأشكاله، بدءًا من فساد الحكم، ووصولاً إلى فساد العلاقات الإنسانية.

 

وأضاف أن ضغوطًا رهيبةً مورست ضد الأمة الإسلامية نتج حالة من التفرق والتناحر والتقاتل يصعب على أي أمة أن تتحمله، مضيفًا أن تلك الأمة حُوصرت، وفُجِّرت واعتقلت وحوكمت وفُرِضت عليها العقوبات، ودفعت لمن لا يستحق التعويضات، واستحقت أن تحمل اسم (عالم ثالث) في عالم ليس فيه ثانٍ، كل هذا يومَ ارتضت أن تتحوَّل إرادتها من الاستقلال إلى التبعية.

 

وطالب المرشد العام رجال الأمة الشرفاء بإحداث ثورة في نفوسها لتستطيع أن تحصل لإرادتها على صكِّ الاستقلال، وساعتها تضمن للإنسان إنسانيته، مشددًا على أن الإخوان لا يستأثرون بالحق ولا يتعالون به، وإنما هم سائرون في دربه، وجادُّون في البحث عنه، يحملونه إلى الناس بشارةً، ويتحمَّلون إعراضهم عنه، آملين أن تتفتَّح لدعوتهم العقول ومن قبلها القلوب.

طالع نص الرسالة