يحتسب فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف العلاَّمةَ الكبيرَ الدكتور عبد العظيم الديب أحد رجالات الإخوان المسلمين وعلماء الأمة الأصوليين، الذي وافته المنية صباح اليوم الأربعاء، بعد جهاد كبير في ميدان التحقيق والدراسات التاريخية، وعناءٍ مريرٍ مع الأمراض.

 

وقال فضيلة الأستاذ: "إننا ننعى إلى الأمة عالمًا فقيهًا بارزًا وأصوليًّا قديرًا، آثر العمل في صمتٍ وجدٍّ واجتهادٍ، في ميدان تحقيق تراث الأمة الفقهي، وتقديم رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي".

 الصورة غير متاحة

 نهاية المطلب.. تحقيق الديب حول الإمام الجويني

 

وتقدَّم فضيلته بأخلص مشاعر العزاء إلى أسرة الفقيد وأهله وذويه ومحبِّيه وإخوانه، داعيًا للفقيد بواسع الرحمة، وأن يتقبَّل الله منه صالح عمله، وأن يرفعَه عنده في عليِّين، مع النبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

 

والفقيد الراحل عمل في جامعة قطر أستاذًا للفقه والأصول، وهو صاحب تحقيق كتاب "نهاية المطلب في دراية المذهب" لأحد عمالقة الفكر الإسلامي والعلم الإمام الجويني.

 

ويُعدُّ ما قام د. الديب به في تحقيق الكتاب إنجازًا كبيرًا وذخيرةً ثمينةً من ذخائر التراث الفقهي الزاخر؛ حيث يعرفه المشتغلون بفقه المذهب الشافعي، ويُدركون قيمته؛ فهو أحد الأعمدة التي يُستند إليها ويُعوَّل عليها.

 

وجمعت مصاهرة فيما بين الدكتور الديب والشيخ عبد المعز عبد الستار أحد قيادات الإخوان، فقد تزوج أحد أبناء الشيخ عبد المعز إحدى كريمات د. الديب.

 

وكان الفقيد أحد طلاب المعهد الديني بمدينة طنطا في محافظة الغربية، وأحد خرِّيجي كلية دار العلوم بالقاهرة، وعكف منذ دراساته العليا وأثناء دخوله ميدان التحقيق على تراث الإمام الجويني؛ حيث حصل على درجة الماجستير من كلية دار العلوم حول دراسة عن حياة الإمام الجويني وآثاره، كما حصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف برسالة جامعية أخرى عن فقه الإمام الجويني.

 الصورة غير متاحة

أحد مؤلفات العلامة عبد العظيم الديب

 

ورافق الفقيد الدكتور العلاَّمة يوسف القرضاوي على مدار سنوات حياته وتربط بينهما علاقة أخوَّة وطيدة، ووصف القرضاوي عمل د. الديب في تحقيق الكتاب بأنه" ليس هيِّنًا"، مشيرًا إلى أنه قدم للمكتبة الإسلامية خدمةً جليلةً.

 

ونقل بعض محبيه عنه أنه نعم العالم الحريص عمليًّا لا نظريًّا، مشيرين إلى أنه أمضى في إحدى المرات نحو أربع وعشرين ساعة متواصلةً على المكتب سوى أوقات الصلوات، في ضبط كلمة واحدة، كيما يتحقق من كونها معجمة أو مهملة.

 

وتُشيَّع جنازة الفقيد عصر اليوم بمقابر أبو هامور بالدوحة في دولة قطر الشقيقة.