أخذ يتحدث عن العسل وفوائده وكيف أنه شفاء للناس، وإنه حلو المذاق ذكره الله في كتابه وداوى به رسول الله أصحابه فقال له المذيع ومَن كان السبب في حرصكم الدائم على تناول العسل بانتظام.

 

فأجابه أنه لم يذق العسل من قبل، ولكنه فقط يتحدث عنه بطلاقة.

ما رأيكم في هذا المشهد أليس الأولى بأن نتحدث عن الأشياء التي ذقناها وجربناها، وخاصةً أنها قريبة دانية.. ولا نتحدث عن خيالات وأوهام لم نجربها من قبل كالحياة فوق القمر.. إلخ.

 

دفعني لذكر الكلمات السابقة أنني طالعت كغيري حديثًا لا أحب أن أكرره وكلامًا لا أحب أن أشارك في ذيوعه فهو أولاً وأخيرًا أدنى للغاية من هذا الذكر الذي يتمناه محدثه (وحيد) زمانه و(حامد) حكامه، وهو يتحدث عن الضمير والموضوعية والواجب والأمانة والأخلاق التي دفعته إلى تأليف ما أسماه بمسلسل (الجماعة) ثم يستطرد في حديثه أنه أرسل خمس حلقات فقط لوزير الإعلام بصفته صديق وليس وزيرًا، ونحن جميعًا مصدقون لك تمام التصديق، وكلماتك هذه دليلٌ على أن كل ما ستكتب سيكون غايةً في الشفافية والموضوعية، وهنا أحب أن أسأل سيادتكم أيها الوحيد لماذا لم تكتب عن صديقك وأصدقائك من أمثاله فأنت لا شك تعرفهم أكثر وهم كذلك يعرفونك (لا تدل النار على الدخان كما يدل الصاحب على صاحبه).

 

أيها الوحيد الفريد هل تسمح لمثلي أو لغيري أن يكتب مسلسلاً عنك دون أن تعرف أي شيء مما سيكتبه، وهل ستقبل أن أعتمد أو يعتمد غيري على انطباعاتنا الخاصة أو ما شاهدناه من أعمالك التي لا شك تُعبِّر عن فكرك، ورأيك ببلاغه، وخاصةً النوم في العسل أم إنك ستشكوني وتطاردني وتستغل نفوذك (المتشعب)، والذي هو من نوعية كروت الشحن المدفوعة مقدمًا، وتمنعني بحجة أنني لا أعرفك ولم أعاملك، وأنني قد أعتمد في مصادري على أناس يبغضوك، ويكنوا لك العداء طبعًا لن أكتب عنك، ولن يكتب غيري فما أنت إلا حلقة في مسلسل معروف لدى كل الناس منذ بداية الخليقة.

 

ولكن ما دمت لا تعرف الجماعة ولم تعامل رموزها إلا من خلال مصادر إلهامك (أقصد أمن الدولة)، والذين أبدعت لهم من قبل (طيور الظلام) فأنهيت أزمتك المادية التي عاودتك مرةً أخرى، ولم تجد الحل إلا في هذه الطريقة مضمونة النجاح وها هي المكافآت تبدأ بعرض التلفزيون للمسلسل في رمضان حتى قبل تصويره أو قراءته، ويكفي ما هو معروف من موضوعيتك وتاريخك تجاه (الجماعة) رغم أن المسلسل ليس به نجم شباك، ولا حتى باب كنت أرجو منك أيها الوحيد ألا تتجمل، وأن تتحلى بالوضوح إنني حزين على خفوت نجمك وضياع مكانتك ومكانة الدراما المصرية أمام الدراما السورية، كما أنني أشعر بألم حافظة نقودك بعد حكايات شهرزادك التي لم يسمعها شباك التذاكر.

 

أعلم أنك مشغول وتنتظر مكافأتك على هذه القرابين، وأعلم أنك تحلم بها وتتوقعها، ولكني سأخبرك بها قبل أي إنسان في نهاية هذه الكلمات.

 

أما السادة الذين سيقتطعون من أعمارهم وقتًا لمشاهدة جماعة هذا الوحيد في عمله الفخم الضخم طبعًا هذه هي الأوصاف التي ستسبقه في الإعلانات حتى قبل عرضه.. أحب أن أسألكم أيها السادة وبكامل الموضوعية هذه الأسئلة قبل المشاهدة وبعدها:

- ماذا تنتظر من تلفزيون حكومة تجاه أناس لا تخلو سجونها منهم بلا أدنى اتهام وتشوه صورتهم ويكرم خصومهم لمجرد خصومتهم وتسلب أموالهم ويحرموا من أبسط حقوقهم الطبيعية رغم أنهم من صفوة المجتمع علماً وخلقاً وكأنما حصلوا على مكانتهم العلمية والاجتماعية بالصناديق المزورة والإعلام المتحيز.

 

ثانيًا: هل سيسمح التلفزيون لأبناء البنا وأتباعه وتلامذته ممن ضحوا من أجل فكرتهم بأعمارهم وحرياتهم بالرد والحوار والمناقشة أسوةً بما حدث مع عندليبهم وقاسمهم الأمين وأم كلثومهم.. أم أن المجتمع بأسره يعرف الإجابة مقدمًا.

 

الشيء الأكيد هو أنهم سيحضرون رفعت السعيد وفؤاد علام وأمثالهم من أهل العدل والإنصاف والشفافية المرضي عنها من أصدقائك وأحبابك.

 

ثالثًا: هل تتوقع يأيها الحامد إن جماعتك التي رسمتها في أضاليل خيالك ستفعل ما لم يفعله السجن والجلاد والمشانق والكلاب بنوعيها البوليسية والآدمية في الجماعة.

 

رابعًا: ما الذي ستذكره أيها الوحيد عن شمس بدران وصلاح نصر ونكسة 67 وماذا ستذكر عن جهاد الأخوان في حرب الاستنزاف وفلسطين وغيره ما الذي يمكن أن تذكره عن سيد قطب وعبد القادر عوده وغيرهم من الشهداء أم إنهم ضحوا بأعمارهم من أجل الشهرة والتاريخ والدعاية.

 

خامسًا: كانت ولا زالت هناك شخصيات أحب أن تتحفنا بالحديث عنها فلا شك أنك تعرفها أكثر. ولتقم بعمل مسلسل باسم (بياعين الأرض) بطولة وزير الإسكان السابق و(مدينتي) و(الرحاب) ورجال الأعمال الشيوخ والشباب مثلاً أو مسلسل (أدى اليهود الغاز وأقفل يا مصري البوتاجاز) بطولة المطبعون والمطبعات من الكبار والباشاوات  أو مسلسل (سموم الطعام بقرش حتى تتخلص من الكرش) بطولة يوسفكم الوالي والأباظي الأمين جدًّا أو مسلسل (شعبي يا مصري كلك ذوق أمشي وسيب لينا الصندوق)  بطوله مجلسي الشعب والشورى والنقابات والمحليات.

 

أخيرًا أقول لمَن يحاربون الجماعة من أوائل الخمسينيات حتى تاريخه موتوا بغيظكم، وأقول للوحيد لقد تقدمت إلى ربك في شهر القرآن والعمل الصالح بالتزييف والتدليس وإلباس الحق بالباطل، وأقول لرجالات الجماعة إن الضربة التي لا تميت تزيدكم صلابةً، ويكفي أنهم يتكلمون عن أحياء عند ربهم يرزقون وهم أموات فوق الأرض يعبثون.

 

فلا تدافعوا عن حسن البنا، لا تدافعوا عن إخوانه ودعوته، لا تدافعوا عن الجماعة واتركوا الأمر لله ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)﴾ (الحج).

 

وفي النهاية أذكرك أيها الوحيد بالمكافأة الكبرى التي تنتظرها وتحلم بها والأيام بيننا وهي العلاج على نفقة الدولة ودون قرار، وكفى ما حدث في القرارات، وإنَّ غدًا لناظره قريب.