في الوقت الحرج الذي تعيشه مصر حاليًّا في ظلِّ الانتفاضة الشعبية التي هبَّت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011م، مطالبة بالإصلاح في كلِّ نواحي الحياة بمصر، وإحداث تغييرات حقيقية وجذرية، يجب أن يتمَّ طرح سؤال مهم ومنطقي، وهو ماذا يفعل المصريون المقيمون في الخارج تجاه هذه الانتفاضة؟

 

إن مما لا شك فيه أن المصريين جميعًا نسيجٌ واحد، ومهما بعدت المسافات فإنهم يبقون مصريين ومتصلين بالوطن الأم طول الوقت؛ ما يلقي على أكتافهم عبء متابعة هموم الوطن وأنشطة المواطنين بل والتفاعل معها، كلٌّ على قدر طاقته واستطاعته وإمكانياته.

 

والمحدد الرئيسي للمصريين بالخارج هو التزام نظم وقوانين الدول الموجودين بها، بحيث يقوم بوقفات اعتراض على الوضع السيئ في مصر على يد النظام الحالي لمَن تسمح له الدول التي يعمل بها بذلك.

 

ويمكن للبعض أن يقوموا بانتفاضة إلكترونية عبر المشاركة الفعالة والنشيطة بالمواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت، وإرسال الرسائل المحفزة على مشاركة الشعب في انتفاضته من أجل تحقيق مطالبه العادلة، والمطالبة بالإصلاح في كلِّ نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية، وفضح وسائل النظام في قمع الاعتصامات بإرسال ما يحدث للعالم أجمع، وكشف حقيقة الانتفاضة الشعبية بأنها بيضاء وليست تخريبية.

 

كما يمكن إرسال رسائل تأييد لانتفاضة الشعب المصري ومطالبته بحريته وحمايته من جور النظام وذراعه الأمنية، وذلك بإرسال الرسائل إلى السفراء بالخارج عبر الفاكس والإيميل وكلِّ وسائل الاتصال الأخرى، ملتزمين بأدب الطرح وقوته في ذات التوقيت.

 

إن الدافع الرئيسي وراء كتابتي لهذه التوصيات هو رفع الروح المعنوية لدى المصريين بالخارج، أنَّ بإمكانهم فعل الكثير حتى ولو كانوا خارج حدود الوطن الغالي مصر، كما أن الإنسان يجب أن يكون إيجابيًّا في تحركه تجاه قضايا وطنه ومطالب شعبه العادلة، ولا يتصور أصحاب الضمير الحي أن الصمت والاكتفاء بالمتابعة عبر شاشات الفضائيات، سوف يريح ضمير أحد، وإنما سيزيد الإحساس بتأنيب الضمير ما لم يتحرك الشخص.

طالع ملفًا كاملاً عن يوم الغضب