إخواني الأحباب..

لا يختلف اثنان أننا نحتاج إلى دستور جديد، ولا بد من التذكير بأن التعديلات الجديدة قد تضمَّنت إضافة فقرة مهمة جدًّا، وأعتقد أنها أهم فقرة وهي 189 (مكرر)، والتي تلزم مجلس الشعب المنتخب بالبدء في الترتيب لإجراءات انتخاب لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد.

 

لذا فإن من يقول "نعم" للتعديلات ليس معناه أنه يرفض تغيير الدستور، ومن يطالبون بتغيير الدستور الآن لهم مبرِّراتهم التي نود أن نناقشها بهدوء:

 

1- "التعديلات هي نفس ما طلبه اللا مبارك؛ لذا فإن ذلك يعدُّ التفافًا على الثورة".

وذلك غير صحيح لأن اللا مبارك كان سيشكل لجنةً على هواه أو هوى مجلسه المزوَّر، من ترزية القوانين المعروفين ليلتفُّوا على مطالبنا، كما أن تغيير الدستور لم يكن مطروحًا أصلاً.

 

2- "ولماذا لا يتم تشكيل هذه اللجنة التأسيسية الآن؟!".

هناك مشكلتان: الأولى كيفية تشكيلها، هل يختارها المجلس العسكري وذلك لن نرضاه؛ لأنها طريقة غير ديمقراطية، أو يتم انتخابها وساعتها ستنتخب على أساس سياسي (من له شعبية أكثر سيفوز)، وهنا نفقد فقهاء دستوريين لا يعرفهم المواطن العادي أو ليس لهم نشاط سياسي أو لا يجيدون لعبة الانتخابات.

 

والمشكلة الثانية أن ذلك سيطيل مدة الحكم المجلس العسكري، ويؤخر انتقال السلطة إلى المدنيين، وهو ما لا نوافق عليه أيضًا.

 

3- لماذا لا يتم تشكيل مجلس رئاسي مدني ليرتب هذه الأشياء من 5 أو 7 أفراد؟ كيف سيتم اختياره؟ هل أتقدم بطلب للاشتراك في هذا المجلس الرئاسي؟ أم سيختاره المجلس العسكري؟
إذا كانت لجنة التعديلات (وهي تعديلات فقط) اعترض عليها كثيرون، فكيف يتم انتخابه؟

 

ساعتها الأفضل أن ننتخب مجلس الشعب مباشرةً للانتقال مباشرةً إلى الحياة المدنية الطبيعية.

 

4- "أصل مجلس الشعب المنتخب الجديد لا توجد ضمانات أنه سيمثل جميع طوائف الشعب".
ما هذا الهراء؟ كيف سيكون منتخبًا من قبل الشعب ثم لا يمثل جميع طوائف الشعب؟

 

إن الضمانة الوحيدة هو الشعب نفسه؛ أليس الشعب هو من اختاره؟ إننا بذلك نردِّد- من حيث لا ندري- نفس كلام النظام البائد؛ أننا لا نزال غير مؤهلين للديمقراطية.

 

5- "أصل القوى السياسية ليست منظمة الآن".

إن هذا الوقت هو أفضل الأوقات لتنظيم نفسها في ظل الحراك الحالي؛ أليست هذه القوى هي من كانت تطالب بالديمقراطية وها هي جاءتها دون أن تبذل مجهودًا أو تدفع ثمنًا، فتقول الآن إنها غير مستعدة، كالطالب الخائب الذي يريد تأجيل الامتحان.

 

6- "القوة الوحيدة المنظمة هي الإخوان المسلمون، ولو حصلت انتخابات ممكن أن يفوزوا".

نفس الفزَّاعة التي كان يستخدمها النظام يستخدمها الآن من يطلقون على أنفسهم المثقفين أو النخبة.

 

نعود ونقول لكم: الشعب المصري ذكي وواعٍ بالدرجة الكافية التي تؤهله للاختيار الصحيح.
ومن قال لكم إن الإخوان في هذه الفترة التي ستنظمون فيها أنفسكم لن ينظموا فيها أنفسهمأيضًا، خصوصًا بعد خروجهم من المعتقلات وإنشائهم حزبًا وجريدةً، ويمكن قناة تليفزيونية.

 

إذا كانت تلك شعبيتهم في الفترة التي تمَّ التضييق عليهم فيها؛ فكيف إذا أتيحت لهم حرية أكبر؟
7- طيب ننتخب رئيسًا (الأول) ثم ينظم هو هذا الشأن؟ ألا تثقون أن يكون مصيرنا في يد مجلس للشعب، ثم تثقون أن يكون مصيرنا جميعًا في يد فرد واحد في ظل دستور يعطي له صلاحيات فرعونية؟!

 

إخواني.. علينا جميعًا أن نسمع حجج كل فريق، ونفكر بعمق وإخلاص؛ من أجل هذا الوطن، وأيًّا ما كان رأيك فلا بد أن تذهب لتقول رأيك.

--------

* [email protected]