- شقيقه: نحن على دربه سائرون وأطالب بالقصاص من القتلة

- زوجته: حسبي الله ونعم الوكيل

- أصدقاؤه: كلنا محمد وسنقدم مليون شهيد من أجل مصر

- جيرانه: عرفناه صوامًا قوامًا مُحبًا للخير والفقراء

 

المنوفية- وجيه عاشور:

"محمد سعيد سلام" أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين بالمنوفية, يبلغ من العمر 42 سنة, ان قرية "هيت" التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية, كان يعمل مهندسًا بمجلس مدينة منوف, خرج الشهيد "محمد سعيد سلام" يوم الأربعاء الماضي من المنوفية مسقط رأس المخلوع، معلنًا مطالبته بتطبيق شرع الله وحماية الشرعية المتمثلة في رئيس الجمهورية إلى جوار عشرات الآلاف من أبناء مصر الشرفاء الأطهار الذين حضروا ليتظاهروا أمام الاتحادية، متسلحًا بإيمانه بالله فقط وإيمانه بحرية وطنه غير عابئ بتحذيرات شقيقه وخوف أسرته عليه، مرددًا على مسامعهم "الموت في سبيل الله هي أسمى الأماني لي"، وذهب إلى الاتحادية وفاجأه بلطجية الوطني المنحل وبلطجية موسى والبرادعي وصباحي بالأسلحة النارية، وانطلقت إحدى رصاصاتهم الحية لتخترق رأسه الطاهر، وتم نقله إلى مستشفى هليوبوليس وظلَّ في غيبوبةٍ لمدة 4 أيام حتى صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، مساء أول أمس، وتمَّ دفن جثمانه الطاهر بمقابر الأسرة بقرية "هيت" التابعة لمركز منوف بالمنوفية، مساء أمس، وسط أحزان عمت القرية بأكملها.

 

"يحيى سعيد" شقيق الشهيد قال: يوم الأربعاء الماضي أخبرني الشهيد أنه مسافر إلى الاتحادية لنصرة الشريعة والشرعية، فطلبت منه وخوفًا عليه ألا يذهب، لكنه أصرَّ على السفر، مؤكدًا أنها موتة واحدة ويتمنى أن تكون في سبيل الله, وأضاف: ولمَّا شاهدنا أن هناك تعديًا قد بدأ على شباب الإخوان فكنتُ بين الحين والآخر اتصل به للاطمئنان عليه, وفي تمام الثانية من صباح اليوم التالي الخميس اتصلت بنا إدارة المستشفى وتخبرنا بإصابته.

 

ويؤكد شقيق الشهيد محمد أنه بالرغم من دخول شقيقه- شهيد الإخوان بالمنوفية "محمد سلام" الذي شيعت جنازته بعد عصر مساء أمس بقرية "هيت" التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية- في غيبوبة لمدة 4 أيام إلا أنه قد أفاق رافعًا يده إلى السماء لينطق بالشهادة ثم فاضت روحه إلى بارئها، وهذه شهادة أسأل عليها أمام الله وشهد بها كل من كان موجودًا بالحجرة وقتها، وكم تمنيتً لحظتها أن أكون مكانه وشدد شقيق الشهيد أنهم جميعًا على درب شقيقه الشهيد سائرون ومستعدون للشهادة في سبيل الله وفي سبيل رفعة الوطن والحفاظ عليه.

 

وتساءل: هل هذا هو جزاء التظاهر السلمي الذي دعا إليه كل هؤلاء المجرمين الذين يأملون في أن تضيع البلد وأن تدخل في دوامة كبيرة، حتى لا تقوم لها قائمة مرةً أخرى؟!!

 

وطالب شقيق الشهيد بالقصاص من القتلة، متهمًا الإعلام المضلل والسياسيين الذين يقودون البلطجية بأنهم هم الذين قتلوا أخيه, وتابع: ولن أقول لهم سوى "حسبي الله ونعم الوكيل"، وأقول لهم وللجميع أننا كلنا مستعدون للشهادة في سبيل تحرير الوطن من الطغاة والمستبدين والمفسدين.

 

الزوجة تتحدث

"إيمان السيد جمعة" زوجة الشهيد محمد لم تستطع أن تتحدث من كثرة انهمار دموعها وقالت: زوجي كان مخلصًا لدينه ولم يكن بلطجيًّا, وأن خروجه إلى الاتحادية كان من أجل المطالبة بتطبيق شرع الله وتأييد الشرعية المتمثلة في رئيس الجمهورية ولم يخرج لإيذاء أحد، ولا أملك سوى أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل.

 

"محمد المنسي" أحد أصدقاء الشهيد قال: فليعلم الجميع أننا الشهيد محمد سلام، وأننا على استعدادٍ لأن نُقدِّم مليون شهيد في سبيل الله والوطن، مؤكدًا أن دماء محمد سلام لن تضيع هدرًا لأنها أُريقت في سبيل الله وحرية الوطن وأمنه.

 

"محمود حجازي" أمين الحرية والعدالة بمركز منوف قال: نحسبه عند الله شهيدًا؛ لأنه كان في واجب وطني وتحمَّل عبء الدفاع عن الشرعية, ووجه حجازي رسالةً إلى الشعب المصري كله قائلاً: هؤلاء هم شباب الإخوان المسلمين الذين يهبون حياتهم من أجل هذا الوطن, وأضاف وهذا الإرهاب والإجرام لن يثنينا أو يجعلنا نتراجع عن واجبنا تجاه هذا البلد الذي نعشقه ونضحي من أجله مهما كانت التضحيات والمعوقات.

 

"عابد خليفة" أحد جيران الشهيد محمد سلام قال: عرفت الشهيد منذ سنوات طويلة، وأشهد الله أنني لم أرَ منه طوال تلك السنوات سوى كل شيء طيب, وكان دائمًا يحاول أن يكسب ود الجميع بأدبه وأخلاقه، وكان حريصًا على ألا يخسر أحد, وكان صوامًا قوامًا يحب الخير لكل الناس، ويعطف على الفقراء, وأضاف: ولقد حزنا حزنًا شديدًا عليه، ولكن نحسبه عند الله شهيدًا، ونؤكد أننا كلنا محمد سلام، ولن نقل عنه حبًّا للوطن.

 

 

المهندس إبراهيم حجاج عضو الأمانة العليا لحزب الحرية والعدالة قال: كان الشهيد قرءانًا يمشي على الأرض, كان حافظًا ومحفظًا له, ووصفه بأنه كان قوي الشكيمة في الحق ولا يخشى في الله لومة لائم, وأنه عاش حياته صابرًا محتسبًا لم يتلون في أشدِّ الأزمات حتى اختاره الله شهيدًا.