- الأب: سؤال واحد لحمدين والبرادعي وموسى "هتقابلوا ربنا إزاي"؟!!!   

- الزوجة للرئيس: "لا تتراجع حتى لو سالت دماؤنا في سبيل نهضة الأمة"

- الإخوان لا يلقون أبناءهم في النار ومصلحة الوطن فوق أي اعتبار  

حوار: سماح إبراهيم

 

لا أجد من الكلمات ما يصف المشهد الذي أدهش جميع من حوله، وأبكى جميع الناخبين أمام لجان التصويت على الدستور بالمرحلة الأولى، لمصاب الاتحادية ولاء شعبان عبد الرحمن والذي أصيب في أحداث الاتحادية بطلق ناري اخترق عظام الحوض الأيمن من القطنية واستقرت الرصاصة بالجانب الأيسر مما تسبب في سقوط رجل المشط، وكسر بعظام الحوض الأيمن وتجمع دموي خلف الغشاء البرتيوني.

 

ولاء أصر على الإدلاء بصوته ودخل لجنته محمولاً على نقالة، بعد أن استاجر عربة إسعاف خاصة من خارج المستشفى على نفقته الشخصية, ليذهب إلى لجنته بمدينة الشروق لأداء دوره الوطني حبًّا وولاء لوطنه، فالولاء هو اسمه وصفته معًا، فمدير التسويق أصبح لا يستطيع الحراك!!

 

التقى (إخوان أون لاين) بولاء شعبان أمين حزب الحرية والعدالة بمدينة الشروق وأسرته في أول يوم له بمنزلهم بمدينة الشروق.

 

حول سريره جلست زوجته، وتوافدت بناته الثلاث سلسبيل وبره ورحمات على استحياء وهن يقبلن يديه، وبدعوة طفولية وبراءة منقطعة النظير قبلت يده ابنته الصغرى التي لم تتجاوز الثلاث سنوات وهي تقول "يا رب تخف يا بابا يا رب"..

 

بدأ ولاء شعبان حديثه إلينا قائلاً: "نعم نزلت الاتحادية كي أدافع عن شرعية رئيس منتخب، فليس من المعقول أن نسمح بانهيار مؤسسة أنشأها الشعب "مش هنرجع لورا تاني، والشارع المصري لا يمكن أن يمثله مثيرو الفوضى ممن يبتون بخيامهم أمام الاتحادية وبميدان التحرير ويصفون أنفسهم بالنخب.. متسائلاً: "حمدين صباحي المعروف أيديولوجيته واستخدامه للشباب كأداة لتحقيق مصالح شخصية له من النخب؟! أم عمرو موسى الذي تربى على فكر الأمريكان ولا يعبر إلا عن ثقافة الأمريكان؟ أم الهولوكوست!! إذا كان هم نخب إحنا نبقي إيه؟؟؟

 

جبهة الإنقاذ الوطني لم تتمكن من سرقة الثورة من الشعب فحاولوا تشويهها, وإيقاف مسيرتها، بتعطيل بناء مؤسساتها، وتشكيك المواطنين في نزاهة الجمعية التأسيسية للدستور بإلصاق الافتراءات على مواد الدستور, وأنا أثق بل وعلى يقين أن نتائج الاستفتاء جاءت "بنعم" وموافقة الشعب لها، لن يكفوا عن عبثهم وسيقودون حملة للتشكيك في اللجنة القضائية المشرفة على الاستفتاء!

 

فاهم دستورك؟!

 قمت بقراءة الدستور 3 مرات أثناء وجودي بالمستشفى، كما قمت بتوزيع نسخ من مشروع الدستور على المتواجدين بالمستشفى من مرضى وممرضات ومن يزورنني من أقاربي وأصدقائي، وشرح أي ملاحظات تقف أمامهم حول الدستور. لن أنسي اليوم الذي تحولت غرفتي فيه إلى ندوة نقاش حول الدستور مع أحد أقاربي، وأخذ يردد بغير علم عن الشبهات التي تثار حول الدستور وبعض المواد التي تم فبركتها بغرض توجيه المواطنين لرفضها والتصويت بالرفض وأخرج لي من جيبه ورقة بها 12 مادة لا أصل لها في التشريع الدستوري، وقال لي انظر "الدستور القادم لا يكفل لنا حق التأمين الصحي"، فأعطيته نسخة من الدستور وقلت له افتح مادة 62، والتي تجعل الدولة مسئولة عن تأمين صحي "عادل" لكل المواطنين الغني منهم والفقير، واقرأ علي ماذا تقول مادة "66" التي تتحدث عن ضمان اجتماعي لحالات البطالة والشيخوخة وغير القادرين أيضًا.

 

وقلت له "الشعب سيصوت للدستور الذي بيدك، وليس للورقة التي بجيبك، اقرأ دستورك كويس وافهمه, متخليش حد يضحك عليك".

 

وفي يوم الاستفتاء قمت باستئجار سيارة إسعاف على نفقتي الخاصة بعد أن قمت بعمل إذن خروج من المستشفى، وذهبت إلى لجنتي بمدينة الشروق وقمت بالتصويت لنعم من أجل بلدي.

 

طرائف مبكية!!

وعن أكثر المواقف التي لاقاها ولاء وتعرض لها داخل المستشفى، قال: امرأة في الخمسينات من عمرها تعمل موظفة بالقوات المسلحة وجدتها تطرق علي الباب وتسألني عن اسمي وماذا حدث لي، وعن أسباب نزولي الاتحادية، وبعد أن تحدثت إليها، ظلت تبكي وتعتذر وتقول لي " جئت لأعرف الحقيقة، أنا أسفة، الإعلام يا بني سمم عقولنا، وخرجت بعد أن تبادلنا أرقام الهاتف للاطمئنان عليّ كل فترة".

 

وموقف آخر لصاحب محل ورد أمام المستشفى، كانت زوجتي ذهبت إليه لشراء باقة ورد، فسألها "الورد لمريض هنا في المستشفى؟!، فأجابته "نعم"، فقال لها هو من الإخوان ؟، أجابت بنعم
ثم غاب لفترة بعد أن أحضر بوكيه من الورد، وقال لي "ألف سلامة عليه، قولي له إحنا والله مصدقينكم، وربنا يصلح بيكم البلد"، ورفض أن يأخذ من زوجتي أي مقابل مادي، قائلاً: "الرسول كان يقبل الهدية، إحنا هديتنا ورد، هما بيدفعوا أرواحهم".

 

الحقيقة في الاتحادية كما رأيتها!

سقطات الإعلام تتوالى, فلم يكن غريبًا أن نجد وسائل الإعلام تتغافل عن وصف حقيقة ما يحدث أمام الاتحادية يوم الأربعاء 12/6/2012، فالفضائيات اعتادت تضليل وتغييب المشاهدين، فلم تراع المهنية في نقل المعلومة وباعتباري شاهد عيان سأروي بمنتهى الحيادية حقيقة ما شاهدته ورايته والله شاهدي على ما أقول.

 

كنت أول من تواجد أمام القصر، وبعد أن أدينا أنا ومجموعة من أصدقائي المؤيدين لقرارات الرئيس صلاة العصر بمسجد المصطفى بجوار هيئة الاستثمار، توجهنا إلى محيط قصر الاتحادية، وبمجرد أن تواجدنا أمام الخيام نهتف لتأييد الرئيس وإعلانه الدستوري، خرجوا من خيامهم هاربين، فقمنا بإزالة الخيام التي تركها أصحابها.

 

وأقسم بالله أنه وجد داخل الخيام "أدوية توسيفان، ترامادول، وزجاجات خمر ومولوتوف أمريكاني، والكثير من المعلبات والأغذية " وبعد أن قمنا بتطهير الخيام وإزالتها، ولم نشهد أي اشتباكات مع المتواجدين بمحيط القصر وأصحاب الخيام في هذه الفترة.

 

وبعد مرور نص ساعة، وجدنا مجموعات من شباب الثوريين الاشتراكيين ومن حركة كفاية و6 إبريل أعرفهم جيدًا يتقدمون في مسيرة مؤلفة من 60 فردًا، أمام شارع الأهرام، ويهتفون بأقذر العبارات، والإشارات غير اللائقة، في محاولة منهم لاستفزازنا والدخول معهم في اشتباكات وتعالت الهتافات المضادة لهم "اضرب واشتم قول كمان، مش هنرجع في القرار"،
وفوجئنا بمجموعة من الفتيات يتحرشن بنا بأسلوبٍ همجي ويحاولن الدخول للقصر، ونحن نصدهم بأذرعتنا المكتوفة لإبعادهن عنا، وقبل المغرب بنصف ساعة بدأ البلطجية في الظهور، والبلطجي هو من لا يعرف لغة الحوار أو الهتاف، فلا يعرف سوى الضرب والعنف.

 

250 جنيهًا يومية

وأكد أن محطة مترو سراي القبة كانت بمثابة مركز لتجمع البلطجية وأن الحشد كان يتم من أمام المحطة، بعد تجميعهم من أماكن متفرقة، مشيرًا أن يومية البلطجي في هذا اليوم كانت لا تقل عن 250 جنيهًا للفرد، بعد إعطائهم الأوامر وتزويدهم بالأسلحة اللازمة.         

 

وبالفعل بدأت الجبهة الأولى بشارع الأهرام بالمناوشات عقب أذان المغرب، وسقط أمامي صديق لي من مدينة نصر بطلق ناري برجله من طبنجة، وقام بربط قدمه بالحزام إلى أن جاء المسعف وقام بنقله إلى المستشفى، وآخر أصيب بطلق ناري برأسه ومات على الفور، ثم ذهبت لأداء صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم، وأبلغني صديقي أيمن دسوقي بأن الشوارع الجانبية أمام روكسي وأن الشباب المؤيد هناك متعب.

 

يتابع: ذهبت أنا وصديقي وكان أتباع جبهة الإنقاذ الوطني من البلطجية يطلقون الخراطيش، والقنابل المسيلة للدموع، لا أعرف من أين أتوا بهم؟؟ وشماريخ، وكشافات من الليزر والتي كانت تعمي العين ولا نستطيع النظر لفترة، وظللت أنادي على أصدقائي بعد أن أصبت بالعمى المؤقت وأصبت في قدمي وبعد أن تم إسعافي، توجهت للشارع الرئيسي للقصر، المعروف بشارع لطفي، وكان الوضع هناك مختلفًا، شعرت وقتها أني أحتاج لتجديد نية الشهادة، ولم تمر دقائق إلا وشعرت بقنبلة أمام قدمي، وطلقة نارية أصابتني بالقطنية، وسرعان ما قام الشباب من حولي بإيصالي للمستشفي للتداوي.

 

مذبحة الإخوان

ويقول: دخلت المستشفى وأنا أصرخ، الآلام رهيبة وقف لها شعر رأسي، واهتزت لها جسدي، وحرقان لا يطاق، ولم أتمالك نفسي من البكاء، حينما وجدت أن جميع من حولي من المصابين معظمهم من شباب الإخوان وظللت أصرخ في الطبيب المعالج والمتواجدين قائلاً: "شوفتوا مذبحة الإخوان؟ ميليشيات الإخوان بيتصفوا! حسبي الله ونعم الوكيل".

 

فرد الطبيب وهو يهدئ من روعي "كلنا عارفين أن المصابين كلهم إخوان، وإن أنتم أصحاب حق".

 

ويقول شعبان عبد الرحمن والد المصاب، كنت دائم الاتصال به، حتى الساعة 11 مساءً، وبعدها لم يرد على هاتفه، اتصلت بزوجته والتي أكدت لي أنها تحاول الاتصال به ولكنه لم يرد عليها هي الأخرى.

 

وفي حوالي الساعة السادسة صباحًا وجدته يتصل بي ويبلغني بأنه مصاب ونقل إلى مستشفى هليوبوليس، وظل يومين بالإنعاش وفي اليوم الثالث قام الأطباء بإجراء عملية استكشاف بالبطن، وإجراء عملية رنين للتأكد من سلامة النخاع الشوكي، ولكن الدكتور عزت كمال أحد قيادات الإخوان أكد أن العملية صعبة وخطيرة وستؤدي إلى تكسير بعظام الحوض.

 

وقال بلهجة غاضبة: "بجد حسبي الله في كل اللي بيحشد بلطجية ويتعامل مع جهات أجنبية، ويمول في مؤسسات حزبية عشان يخربوا بيها البلد، أنا نفسي أقول جملة واحدة للبرادعي ولحمدين صباحي ولعمرو موسى اللي عاوزين يولعوا البلد "خامسكم في السبت"، بمعنى أن لك يوم تسألون فيه، فجهزوا أنفسكم له!

 

حضن الإخوان

الجماعة هي الحضن الدافئ، الحمد لله على نعمة الإخوان، بهذه العبارة تحدثت أم سلسبيل، زوجة البطل ولاء، وبصراحة الزوجة التي تخاف على زوجها قالت "كنت معترضة على نزوله واتصلت به 3 مرات، أطلب منه الرجوع، كنت أرى بوجهة نظري المحدودة أن القرار ليس صحيحًا، وأنه سيولد عنفًا، ولكن بعدما رأيت الزيف الإعلامي، ورأيت حشد البلطجية، وبدأ ينكشف لي مؤامرات المفسدين في هدم شرعية الرئيس وسمعت لتصريحات النخب المضللة.

 

حينها استشعرت معنى الثقة في قيادة الإخوان وقراراتهم "الإخوان، وعمرهم ماهيرمونا في النار"، شعرت بالندم بعدها أني كنت أمنعه من النزول ودخلت على صفحة الرئيس بموقع التواصل الاجتماعي ودونت فيها "يا رئيسنا المنتخب لا تتردد أو تتراجع لحظة حتى لو سالت دماؤنا في سبيل نهضة الأمة".

 

الكل هنا يحب الإخوان لحبهم للناس، فلا أمر على بائع أو شارع إلا ويسألني عن صحة زوجي، ويقول لي "إحنا نزلنا وصوتنا بنعم، بعد ماشوفنا جوزك على التليفزيون اتكسفنا أوي من نفسنا".

 

كما أن قيادات الإخوان قامت بزيارتنا أكثر من مرة للاطمئنان علينا في المستشفى، وعلى رأسهم الدكتور محمود عزت نائب المرشد والدكتور صلاح سلطان، والدكتور جلال شفيق وغيرهم، وكان هناك فريق طبي من خارج المستشفى يتابع للحالات المصابة، وكانت الزيارات لم تنقطع والدعاء متواصلاً.

 

رسالة الفن

وعن الفن قال ولاء إن الفن له دور قوي في إمتاع المشاهد وله أثر بالغ في تغيير المفاهيم والأكثر قبولاً للجماهير ولهذا السبب خضت المجال الفني بغرض الخروج من عنق زجاجة النظام البائد، من خلال التوعية السياسية للمواطنين وحثهم على المشاركة بانتخابات 2010م، فكنت أحد أبطال فيلم "شارك" لفريق فكرة الفني المستقل.. كما شاركت في "سينما الشوارع" وهي عبارة عن مسرحيات سياسية يتم تقديمها في الشوارع والأحياء وأمام محطات المترو، ومن أشهر المسرحيات التي شارك في بطولتها "سيد لوكس" والذي يقدم فكرة محاولات الفلول في اقتحام الحياة السياسية لإعادة إنتاج النظام السابق، وأسال الله أن يعجل بشفائي بعد إتمام كورس العلاج الطبيعي، لخدمة بلادي دعويًّا وفنيًّا وإعلاميًّا.