كتب: حسين التلاوي

وصفت جريدة (لوموند) الفرنسية فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف بأنه "مرشد التجديد" في الجماعة، وتناولت في مقال لها سيرتَه الذاتية ومسارَ عمله في الإخوان، ومِحَن الاعتقال التي مر بها، ونتائج سياساته المعتدلة في تحقيق الإخوان لفوزهم الكبير في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

 

وعن أهمية الدور الذي تلعبه القيادة في رسم وتنفيذ السياسات وبالتالي تحكمها في حالتي النجاح والفشل فإن الصحافة الغربية اهتمت كثيرًا بالدور الذي لعبته قيادة الإخوان في النجاح الكبير الأخير الذي حققته الجماعة سياسيًّا وإعلاميًّا، وعلى صغر حجم التقرير الذي نشرته (لوموند) إلا أن محتواه وكذلك دلالات نشره لافتة؛ مما دعانا إلى ترجمته كاملاً وفيما يلي نص التقرير الفرنسي:

 

محمد مهدي عاكف.. مرشد التجديد

لم يُخْفِ أحدٌ توقعَه أن يكون الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد السابع والحالي للجماعة التاريخية المعروفة بالإخوان المسلمين- رمزًا للتجديد.

 

فقد ولد السيد عاكف في العام 1928م، وهو العام الذي تأسست فيه جماعة الإخوان المسلمين، وعمل مدرسًا للتربية الرياضية، واستطاع بشخصيته الكاريزمية أن يقود جهود الإصلاح والتجديد في الجماعة، وبالذات في اتجاه الانفتاح على الآخر.

 

وقضى محمد مهدي عاكف أغلبَ حياته في المعتقلات، ومرَّ بمحنة الحكم بالإعدام وذلك في العام 1954م، بعد محاولةٍ لاغتيال الرئيس عبد الناصر، ثم تمَّ التخفيف إلى الحكم بالسجن مدى الحياة قبل إطلاق سراحه في عهد الرئيس أنور السادات، ثم أُرسل إلى ميونخ في ألمانيا للالتحاق بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وعند عودته إلى مصر في العام 1996م نال حكمًا بالسجن لمدة 3 سنوات.

 

ويُعد مهدي عاكف معتدلاً مقارنةً بمن كان قبله، كما يحظى بالتقدير في أوساط الجيل الجديد من الجماعة، وقد أطلق حملةً سياسيةً معتدلةً ولكنها فعَّالة، ونجح الإخوان تحت مظلتها في الفوز بـ88 مقعدًا في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في مصر بين شهرَي نوفمبر وديسمبر الماضيَين.