إستراتيجية (الصدمة والرعب) التى انتهجها العسكر منذ بداية الانقلاب كانت القاعدة الخرسانية التى ستُبنى عليها كل مراحل الانقلاب، إذا كانوا يستهدفون إجهاض الحراك الثوري، تم الانتقال للتحالف الإقليمي (مصر- السعودية- الكيان الصهيوني)، ثم الانتقال للوجود العالمي الضامن لتعامل محترم مع المنظمات المالية العالمية والدول المانحة، وبالتالي دوران حركة الاستثمار لمنح اقتصادهم قبلة الحياة، وتمكين العسكر من جديد.

 
 
لكن الصمود الأسطوري والاستمرار بالشوارع والتحركات الدولية المقاومة للعسكر.. كل ذلك أربك الإستراتيجية الانقلابية، وهذا ما ينبغي أن يستدعيه شباب الشرعية كلما سألوا أو سئلوا ماذا أنجزنا؟ وماذا بعد؟
 
 
- إن جلوس العسكر على سدة دولة فاشلة يُنَفِّر أقرب حلفائها عن دعمها إلا بعقود إذعان مهينة.
 
 
- ثم إن انكشاف مؤسسات الدولة باعتبارها (تدار بالفساد) وليست مجرد مؤسسات طالها الفساد، هو من أهم إنجازات الانتفاضة ضد العسكر، وإلا فإن الصناديق كانت- وستظل- سوداء ومغلقة؛ أما سطوع الحقائق وظهور أعداء الشعب في الجيش والشرطة والقضاء والمخابرات… إلخ فإنه يمثل قفزة هائلة في إدارة المعركة مع دولة الضباط.
 
 
- لم يضع جهادنا سدى، والتضحيات عرَّت الخصوم، والغد لم يصبح ضبابيًّا، وعلى خصمنا العسكري أن ينسحب هو من المستقبل ويخشاه، أما نحن فمستمرون بالشوارع والمؤسسات والديبلوماسية الشعبية لنكسر هيبتهم مهما كانت قوة آلتهم العسكرية، فعليه هو أن يسأل كيف سأحكم شعبًا يخرج بعضه كل يوم ليهين كرامة حكامه، وحكامه عاجزون عن توفير أدنى ضرورات الحياة الكريمة لهذا الشعب.
 
 
عليه هو أن يخشى المستقبل ويقول، ماذا لو انضم الغلابة المقهورون لصفوف المقاومين، وسيحدث.. عليه هو أن يصل لمرحلة اليأس.
 
 
- أما نحن فليس أمامنا تحديات إلا الإبداع في حركتنا، ومراجعة الإستراتيجية وإحكامها أولاً بأول، لكننا أبدًا لن ننسحب، ولن نسلم الراية ?جيال بعدنا بتفاهمات أو حلول وسط تنقذ هيبة العسكر بعدما ظهرت خيانتهم.
 
 
والآن ليس أمام الحاكم العسكري إلا خيار من اثنين:-
 
- أما ان يعود لشعبه ويستبق ما ينتظره من تنامى العداء بينه وبين الشعب.. ولا نظن فيهم عاقلاً يعي هذا!!.
 
 
- وإما أن يرتمي في أحضان المحور (الصهيو- أمريكي) ليعمل كشرطي يحافظ على مصالحهم وأمنهم وتمددهم بالمنطقة.. وهذا هو خياره الوحيد الآن.
 
 
- من أجل حفنة دولارات سيبيعون شرف العسكرية المصرية، ليصبع العدو الصهيوني صديقًا، وتصبح المقاومة الفلسطينية أعداء وإرهابيين.
 
 
- من أجل حفنة دولارات سيحاصرون غزة وسيعملون على قتل شعبها الذي يمثل طاقة الأمل والرجولة والدم الساخن في وجه الصلف الصهيوني.
 
 
- من أجل حفنة دولارات سيحاربون الثورة الليبيبة ويحولون جنودنا إلى مرتزقة لصالح دولة القذافي.
 
 
- من أجل حفنة دولارات سيحاربون الإخوان والإسلاميين والإسلام في المنطقة، فهؤلاء هم سبب العداء للصهاينة؛ ?ن كل الاتجاهات والفصائل الأخرى رضخت وباعت.
 
 
- من أجل حفنة دولارات سينقضُّون على كل فضيلة ويحاربونها، وسيُبَشِّرون بكل رذيلة وينشرونها.
 
 
وسيكون العسكر دائمًا مستعدين لعمليات عسكرية كمرتزقة.
 
 
ونحن نتربص بهم أن يستكملوا هذا السيناريو لتنكشف سوءاتهم ويثور عليهم الشعب المغيب الذي دمروا بنيانه، وحولوه إلى مسوخ آدمية تنتظر اللقمة.
 
 
- لذلك نحن بالشوارع، ومستمرون، هو يقاتلنا بكل شراسة، لكن لن نعود إلى منازلنا مرةً أخرى، ولن نشارك في منظوماتهم مرةً أخرى.
 
 
- ينبغى أن يرضخ هؤلاء الآن أو غدًا، لا خيارَ أمامهم، ولا خيارَ أمامنا.. هو سيذهب إلى الفجر في الخصومة حتى سقوطه، ونحن سنتحمل ونصابر ونستمر حتى انتصارنا.
 
 
هذه هي المعادلة.
مكملين..
لا رجوع..
 
------