كتب- حسين محمود

جدَّد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- استنكارَه للدعواتِ التي تفرِّق بين السنِّة والشيعة فيما يتعلَّق بدعم السنَّة لحزبِ الله الشيعي، قائلاً: إن الجميعَ يشكلون الأمةَ الإسلاميةَ، حيث "يتبعون ربًّا واحدًا ونبيًّا واحدًا وقرآنًا واحدًا".

 

وقال- في برنامج "مباشر مع" على قناة "الجزيرة مباشر" اليوم الأحد 30 يوليو-: إن استبدادَ الأنظمةِ العربيةِ والإسلاميةِ الحاكمة يحول دون تقديمِ الشعوبِ الدعم للمقاومة، سواء في لبنان وفلسطين مشيدًا بمواقف الشعوب في رفض الانتهاكات الأمريكية والصهيونية بحق العرب، مشيرًا إلى أن ما وقع اليوم من مجزرة صهيونية في مدينة قانا لا يعتبر غريبًا على أساليب الصهاينة في القتل والتشريد.

 

وأكد فضيلة المرشد العام أن ما حدث اليوم في قانا يشير إلى تفاقم المأزق الذي تعيشه القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسها الأمم المتحدة والنظم العربية والإسلامية لـ"عدم اتباع أي شرع أو دين أو أخلاق"، لدفع عدوان العصابات الصهيونية على اللبنانيين، مؤكدًا أن ثبات المقاومة يعبِّر عن الحياةِ الكريمةِ التي يجب أن تعيشها الشعوب الحرة، وأضاف: إن الصهاينة ارتكبوا 36 مجزرةً منذ العام 1947م وحتى مجزرة قانا الأولى في العام 1996م لتُضاف المجزرة الجديدة إلى هذه القائمة من جرائم الصهاينة.

 

ونفى أن تكون الأنظمة العربية قد استجابت للدعوات التي وجَّهها الإخوان المسلمون للتحرك ضدَّ العدوان الصهيوني، على الرغم من أن الإخوان يوجِّهون هذه الدعوات باسم الشعوب، مؤكدًا أن صمتَ النظم العربية أفضلُ من حديثها بالنظر إلى أن "كل حديثهم تشجيع للصهاينة".

 

وقال: إن الدول العربية وبخاصة مصر لديها الكثير لتقدمه في هذا السياق، ومن ذلك طرد السفير الصهيوني في مصر، إلى جانب إلغاء معاهدة السلام الموقَّعة بين مصر والكيان الصهيوني.

 

وفي ردٍّ على سؤال حول ما إذا كان إلغاء المعاهدة يعني إعلانَ الحرب، أجاب بأن ذلك لا يعني إعلانَ الحرب؛ لوجود العديد من المؤسسات الدولية التي تحول دون نشوبها.

 

وأكد فضيلة المرشد العام أن القمع الحكومي وسياسة الاعتقالات التي تتم في صفوف الجماعة يحولان دون قيام الإخوان المسلمين بدورهم، مشيرًا إلى أن هناك حوالي نصف مليون شرطي يقومون بقمع المواطنين المصريين.

 

وحذَّر فضيلته من إن ممارسات القمع لا تخدم إلا الهجمةَ الأمريكية والصهيونية التي لا تهدف إلى ضرب مصر وحدها، ولكنها تهدف إلى ضرب الإسلام وقيمه الإنسانية، وردًّا على سؤال حول فائدة دخول الإخوان في العملية السياسية طالما لا يزال القمع الحكومي عاملاً معوقًا لهم، قال: إن دورَ الإخوان المسلمين هو إثارةُ وعي المواطنين للتحرك ضدَّ الحكام، مشيرًا إلى أن النظام المصري الحالي وَصَلَ بالشعبِ المصري إلى درجة كبيرة من التخلف، موضحًا أن مهمة الإخوان هي الحفاظ على دين الأمة وأخلاقها وقيمها.

 

وأضاف: إن الإخوان لا يريدون إراقةَ دماء الشعب المصري بلا طائل في مواجهات مع القمع الرسمي، مشيرًا إلى أن نوابَ الإخوان وعددًا من النواب المستقلين قد طالبوا بانعقادِ مجلس الشعب، إلا أن الرئيس مبارك رفض إصدار قرار بدعوة المجلس للانعقاد، مما دفع نواب الإخوان إلى الخروج في مسيرةٍ من مقر مجلس الشعب إلى مقر جامعة الدول العربية، ونفى أن يكون الإخوان "دعاة ثورة"، موضحًا أنهم "دعاة حق".

 

وفي تعليقه على رؤية قبطية أشادت بعملية المقاومة اللبنانية التي أسرت فيها جنديَّيْن صهيونيَّيْن، قال الأستاذ عاكف: إن الإخوان المسلمين لديهم علاقاتٌ جيدةٌ مع الأقباط، وأكد أن الإخوان المسلمين يرون أن العصيانَ المدنيَّ قد يحقق الكثيرَ لدفع الحكومة المصرية للتحرك، مشددًا على ضرورة التنسيق مع القوى السياسية الأخرى قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة.