بقلم : ماجدة شحاتة

إن ثورة تجرئ على طواغيت نظم الاحتلال بالوكالة ، ماكانت لتستقيم مساراتها التصحيحية دون إزاحة جبال التزييف التي راكمها الخونة على مدى ستة عقود .

فمصر كانت تحتاج لعملية هدم وتجريف ثم تجفيف بعد تنظيف ليقام بناء يليق بأمة تفرك عينها من نوم طويل ألفت فيه الغمض .
 
أي محاولة أو سياسة لتفويت الفرصة على الانقلاب محكوم عليها باﻹفشال ولو حكم مصر يهودي يريدها حرة مستقلة لوجد نفس التحديات .

ولو لم يتقدم اﻹخوان ﻷبيدوا بعيدا عن أعين العالم .

الفارق الوحيد أن كل شئ يتم صوتا وصورة وعلى عينك ياتاجر مع توظيف جهل الشعب وفقره تحت مظلة تواطؤ دولي ينكشف ستره لتتعرى منظومة الحكومة العالمية التي كانت تحكم من وراء ستار .

فلم يكن البقاء برابعة ولا التصدر للرئاسة إلقاء بالنفس للتهلكة ، كلا
فلا يملك مستهدف من قوة لاتعترف به خصما بل عدوا واجب الاستئصال ، إلا أن يدفع عن نفسه ويقاوم مهما تكن التضحيات ليستمر مسار يقاوم احتلالا متلبسا بالوطنية ، ويجب تعريته بفرض مسار الانقلاب الإجباري ليظهر حقيقة العسكر ، فتتداعى الحقائق على مستوى العالم كله فيما يتصل بمسلك ثقافات وحضارات تهيمن في مرحلة أفولها فتستبد وتطغى بمايوجب تدميرها كما دمرت من قبل غيرها ..؟
لم يكن انتحارا ولوحدث العكس لكان واقعا تحت طائلة
" لايسلمه ولايخذله "
الوضع لم يكن سياسة تقبل التحرك في المتاح والممكن ، وتقبل التفاوض والمساومة للخروج بأقل الخسائر ، كلا إنها حرب تعقب واستئصال تتجدد كلما اشتد عود الفكرة وامتد أفق اﻹيمان بها .

جاء نابليون بونابرت وغداة تمكن كان يغتال مع كل صباح بضع طلاب من اﻷزهر ، هؤلاء كانوا يحملون فكرة بعث وإحياء لﻷمة وضعها بذرتها الجبرتي الكبير .
لم يكن يعلم بهم أحد سوى عيون المحتل التي ترصد بذرة الوعي لحظة استنباتها لتقطعها قبل أن تنشق عنها اﻷرض فتفرض واقعها ..

لست متحيزة ولامبررة وما أتداوله هنا صرخت به قبيل الثورة بخمس سنوات أو أكثر فيما يتصل بما سيمارس ضد اﻹسلام السياسي حال صعد للسلطة ، بل ضد اﻷوطان المسلمة حال كان خيار شعوبها اﻹسلام ، ومما توقعت أن تعمل أمريكا على تدمير وتخريب تلك البلدان لتسلمها ﻷهلها خرابا يبابا ، وكان توفعي إسقاط اﻹسلام السياسي بالتشويه أو التعويق دون تحقيق منجز تراه الشعوب فتكفر باﻹسلام حلا .

إن مراكز البحث وصناعة القرار في أمريكا والغرب حلت محل مراكز الاستشراق في مهماتها التخابرية ، فهي تضع اﻷمة على طاولة التشريح ليتناولها جراحون مهرة في الكيد والتآمر في وجود قوة عابرة للقارات استباحت كل شئ ، من خلال نظم تنفذ بالوكالة ، ولاتعدو حكوماتها أن تكون حكومات وظيفية لحكومة عالمية تحدد السياسات وفق مصالح الكبار ومن ثم فطريق التحرير طويلة لن تصل لغاياتها حتى تسقط حضارة وتصعد أخرى في ظل تنامي معسكرات أخرى تتنافس على كعكة الهيمنة .