سلطت صحيفة تركية، الضوء على التعاون المتزايد بين الإمارات والاحتلال الصهيوني، مشيرة إلى أن أبو ظبي تعمل على تأليب تل أبيب ضد أنقرة في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت صحيفة "صباح"، في تقرير لها إن الإمارات باتت رائدة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني في الجغرافيا العربية، وقد أبدت عدم ترددها اقتصاديا واجتماعيا في ذلك، كما أنها عملت على شرعنة كافة الخطوات الصهيونية غير الشرعية، والتزامها الصمت أمام تل أبيب يظهر موقف أبو ظبي حيالها. وأضافت أن التعاون بين أبو ظبي وتل أبيب، خلف الأبواب المغلقة لإجهاض ثورات الربيع العربي، مهد الطريق بين البلدين لتطبيع العلاقات بينهما.

وأوضحت، أن النفوذ الذي اكتسبته الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط عقب الربيع العربي، دق أجراس الإنذار في تل أبيب وأبو ظبي، وتعززت المخاوف الأمنية المشتركة لديهما بعد إصرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، على إبرام الاتفاق النووي مع إيران.

وتابعت، بأن إيران والحركات الإسلامية شكلا تهديدات أمنية للاحتلال الصهيوني والإمارات، وكان الهدف الرئيس لهما هو التعاون للقضاء على هذه التهديدات.

 وأشارت إلى أنه إلى جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن لدى الإمارات العديد من المبادرات في الشرق الأوسط، وصلت إلى حد التدخل في الشئون الداخلية للدول.

ولفتت إلى أن الهدف من السياسة الخارجية العدوانية للإمارات في منطقة الشرق الأوسط، هو الحفاظ على نفوذها وتعزيزه بالمنطقة، والقيام بدور بديل عسكري عن الولايات المتحدة التي خفضت من مسؤولياتها. وأضافت أن جميع المناطق التي تنشط فيها الإمارات دبلوماسيا وعسكريا تقريبا، هي مناطق تهم الأمن القومي الصهيوني بالدرجة الأولى.

وذكرت أن ردود فعل غير طبيعية، تكشفت بالأيام الماضية تظهر التعاون الوثيق بين تل أبيب وأبو ظبي، مشيرة إلى "التحذير الودي" الذي أظهره سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، بشأن خطة الضم الصهيونية. مضيفة أن كتابة مقال لأول مرة تاريخيا لدبلوماسي خليجي في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، لها دلالات رمزية، كشف بعدها أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يقود تحالفا سريا مع الاحتلال منذ 25 عاما.

ورأت الصحيفة، أن الإمارات شعرت بخيبة أمل بعد التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، لا سيما في ليبيا، وكان لوصول الجيش الليبي المدعوم من تركيا، حتى سرت، والهزائم التي تلقاها حفتر تأثير كبير عليها. موضحة أنه على الرغم من المساعدات المالية والعسكرية التي قدمتها أبو ظبي، فقد فشل حفتر بالسيطرة على العاصمة طرابلس وأصبح الميدان ليس لصالحه، ما أثار غضبها.

وأشارت إلى أن الإمارات زادت من ضغطها على الاحتلال الصهيوني ومصر، للتدخل الفوري ضد تركيا في ليبيا، ولكن لا يبدو أن الديناميات الداخلية والخارجية في مصر، ولا أولويات الاحتلال الأمنية الحالية ملائمة لمثل هذا التحرك.

وتابعت، بأن الإمارات تحركت سريعا باتجاه الولايات المتحدة، بعد عدم التجاوب الصهيوني، وأرسلت عبر البريد الإلكتروني رسالة إلى السلطات الأمريكية تطالب بـ"إيقاف تركيا"، وباتت ترسل رسائل لتل أبيب بالتهديد بوقف حركة التطبيع التي بدأتها في العالم العربي. وختمت بأن الإمارات بالغت كثيرا في لعب "دور الظل"، وخاصة في ليبيا، وعدم قدرتها على هضم الدور التركي في المنطقة.