أعلنت صفحة "إثيوبيا" بالعربي، "إثيوبيا | ኢትዮጵያ"  أنه "رسمياً تم البدء بملء سد النهضة"، وفي 27 من يونيو الماضي قالت الصفحة "مستمرون في البناء و٩ أيام فقط تفصلنا عن البدء بملء سد النهضة".

ورغم كون الصفحة غير رسمية، إلا أنها سبق وكانت أول من نشر بيان مجلس الوزراء الإثيوبي مع صفحة إثيوبيا بالعربي في أعقاب الاجتماع الطارئ لرئاسة المكتب "الاتحاد الإفريقي" بشأن سد النهضة، والذي قال قبل نحو 10 أيام في 26 يونيو 2020: "إن أديس أبابا عازمة على البدء في إجراءات ملء السد خلال الأسبوعين المقبلين، بينما تستمر عملية بناء السد"، في الوقت الذي أعلن فيه "الاتحاد الإفريقي" أن "إعلان الوصول إلى اتفاق يقضي بعدم ملء السد إلا بعد التوافق بين مصر والسودان وإثيوبيا.

https://twitter.com/AR_Ethiopia/status/1276834138201473027
كما سبق ونشر وزير الخارجية الإثيوبي تصريحاته الشهيرة "لن نتوسل لأي دولة للسماح لنا باستغلال مواردنا المائية فنهر النيل للجميع.. سنمضي قدما بملء #سد_النهضة من بداية الأسابيع القادمة.. ونحن لسنا ملزمين بالتوصل إلى اتفاق مع أحد لبدء ملء سد النهضة" وكتبتها الصفحة "@VisitEthiopiaAR"  وأقر وزير الخارجية أنها تصريحاته.
ثم نشرت لاحقا أن "مخرجات اجتماع الاتحاد الإفريقي حول مشروع #سد_النهضة، هي أن يتم مواصلة الحوار بين الدول الثلاث للوصل لاتفاق خلال أسبوعين من تاريخه، علماً أن عمليات بناء السد مستمرة خلال تلك الفترة، وملء الخزان سيتم خلال أسبوعين حسب المجدول له".

تعليقات سريعة
الحقوقي والباحث أسامة رشدي علق قائلا "من الواضح أنهم مستعدون للتفاوض 5 سنوات أخرى بينما يجري العمل في السد كما هو مقرر.. فالسيسي وقّع على بياض وشرعن بناء السد بلا ضمانات وخان اليمين الذي أقسم عليه بحماية حقوق مصر التاريخية في #النيل وخان المصريين".


وعلى غراره كتب الناشط السوداني طارق طه "أصلا السد حيتملي حسب الاتفاق في ٢٠١٥ بس الحكومة المصرية بتطبق اقتصاد الصدمة مع شعبها بمعنى تخلق ليكم أزمة وتخليكم تحت تأثيرها ألا وهي النيل حيجف ونموت عطش وإثيوبيا العدو والسيسي حيمرر تحتها قرارات اقتصادية قاسية على الشعب شدو الحزام يا مصاروة غلاء المعيشة قادم قادم إعلامكم خادعكم".

الأكثر خطرا
وعلاوة على نقص المياه والعطش الذي ستعاني منه مصر إذا أتمت إثيوبيا ملء السد، ما حذر منه الدكتور أحمد فوزي دياب، أستاذ المياه واستصلاح الأراضي بمركز بحوث الصحراء، لموقع "المنصة" من ارتفاع مستوى الملوحة في مياه النيل، بسبب انخفاض سرعة تدفق المياه في مجرى النيل بعد إنشاء سد النهضة، اعتمادًا على القاعدة النهرية "كلما قل المُنصرف من مياه النهر، زادت ملوحة المياه".
وقال إن "نسبة ملوحة مياه النيل في بحيرة ناصر تقترب من 200 جزء في المليون، لكنها تزداد كلما اتجهنا شمالًا، بسبب إلقاء مياه الصرف الزراعي والصحي في النيل مباشرة، وتسرب المياه الجوفية على حواف المجرى المائي لمياه النهر".
وأضاف "إذا كانت ملوحة مياه النيل تُسجل عند القاهرة حاليًا 800 جزء في المليون، فإنها قد تصل خلال عدة سنوات إلى 1000 أو 1500 جزء في المليون، وفي شمال الدلتا قد تصل إلى أضعاف هذا الرقم، بسبب رشح مياه البحر المتوسط وارتفاع منسوب المياه الجوفية".
وتابع: "نقص المياه بسبب سد النهضة، سيضطر المُزارعين إلى الري بمياه ملوثة أو مالحة في شمال الدلتا، مما سيؤدي لزيادة نسب الملوثات والأملاح وتغيير خواص التربة. ويصف دياب، ما تقوم به وزارة الري من خلط مياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي بمياه النيل كي يصل للحد المسموح به عالميًا للري بـ "الكارثة".
وكشف "أستاذ المياه" أن ارتفاع ملوحة المياه سيعمل على خفض الإنتاجية المحصولية للفدان، وزيادة تكاليف معالجة مياه الشرب.