أعلنت صفحة السيسي وفاة الفريق محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي، ومهندس صفقات السلاح، بعد صراع أسابيع مع كورونا، رغم أنه أمس الأول السبت أعلنت المتحدث باسم وزارة الانتاج الحربي أن حالته الصحية مستقرة، ولم تنقل أي تصريحات رسمية عن سبب مرضه.

وقبل أيام قليلة أصدر عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، قراراً بترقيته إلى رتبة فريق فخري ومنحه وشاح النيل. وتناول نشطاء أن السبب الرئيسي لوفاته هو كورونا، وقال الصحفي قطب العربي "لم تفرق الكورونا بين الفريق الوزير محمد العصار والمعتقلين الذين اعتقلهم نظامه، وكان آخرهم المعتقل أسامة الفرماوي من قرية الكتيبة مركز بلبيس بالشرقية "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد".
أما الإعلامي نور الدين عبد الحافظ فكتب "#محمد_العصار اللهم انتقم منه بعدد طلقات الرصاص التي اخترقت صدور المصريين..( فما بكت عليهم السماء والأرض)...".

أما المحامي ممدوح شعير فقال: "مات اللواء العصار.. فقد تساوى فى الثرى راحل. غدا وماض من آلاف السنين". وعلق مدير منصة "الديوان" وليد السيد قائلا: "هذا الذي مات اليوم عبد فاجر.. في هذا المقام يستحب السجود كما سجد الحسن البصري لموت الحجاج.. العصار هو العراب الحقيقي ليس للانقلاب وحسب وإنما لكل الدماء من يوم ٢٨ يناير..العصار ليس كالفنجري أو حجازي أو شاهين أو بدين أو الرويني.. كلهم كلاب وكلهم لهم نصيب من دماء الشباب ومن قتل الثورة وتنفيذ الانقلاب.. لكن العصار هو عقل أو قلب من جوارح الإجرام.. العصار طاغية أهلكه الله".
الناشط المصري المقيم بنيويورك كتب "وفاة اللواء العصار داهية تاخد كل الرمم الحرامية... ده مفتاح حرامي الدولارات وفلوس هيئة التسليح. أحد أهم دواسات جزم طنطاوي. عقبال خبر طنطاوي وبقية كل الرمم".

عسكري بارز
‫والفريق محمد سعيد العصار هو عضو المجلس العسكري السابق خلال ثورة يناير ٢٠١١ وما تلاها من أحداث جسام، وكان ‫أحد أبرز العسكريين الأكثر ارتباطا بوسائل الإعلام خلال فترة حكم المجلس العسكري، ومن ‫أهم تصريحاته وقتها "أن عصر الانقلابات العسكرية قد ولّى إلى غير رجعة"! وضمنا هو المسئول الأول في صفقات التسليح على مدار العقدين الأخيرين، لا سيما مع الولايات المتحدة وأحد أبرز المقربين لعبدالفتاح السيسي.

وترأس العصار الوفد العسكري المصري المرسل إلى واشنطن لإجراء حوار استراتيجي في يوليو 2011، للتأكيد خلاله أن المجلس العسكري ليس امتداداً لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وادعاء أن الجيش لا يتدخل في عمل السلطة القضائية، أو الخطوات القانونية المتصلة بمحاكمة رموز النظام السابق.
وفي أكتوبر 2011، ظهر العصار على شاشات التليفزيون المصري، رفقة عضو المجلس العسكري -آنذاك- اللواء محمود حجازي، للرد على اتهام القوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين الأقباط في أحداث "ماسبيرو" الشهيرة، وهو اللقاء الذي حذّر خلاله من عدم سماح الجيش بحدوث اعتداءات على أفراده مرة أخرى.

وتخرج العصار في الكلية الفنية العسكرية عام 1967، وشارك في حرب الاستنزاف، ثم في حرب السادس من أكتوبر كأحد عناصر سلاح المهندسين العسكريين، وارتقى في المناصب داخل الجيش حتى أصبح رئيساً لهيئة التسليح، وهي المسئولة عن التعاقد على صفقات الأسلحة، ودخولها وخروجها من الخدمة.
وأحيل العصار إلى التقاعد في عام 2003، إلا أن وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوي، استحدث له منصب مساعد الوزير لشئون التسليح، ليعود إلى الخدمة مرة أخرى في المنصب الذي شغله في عهد كل من الرؤساء حسني مبارك، ومحمد مرسي، وعبدالفتاح السيسي.