كشف حقوقيون أن طبيب العناية المركزة بمستشفى معهد ناصر أحمد صفوت، ظهر بعد اختفاء قسري لمدة أسبوع، وقررت نيابة أمن الدولة حبسه، 15 يومًا، على ذمة قضية أمن دولة بعد مطالبته بحقوق الأطباء وانتقاده التعنت ضدهم.

وتزامن اعتقال "صفوت" مع قرار بحسب الدكتور أحمد الفوال عضو بنقابة الأطباء في مصر بعد مطالبته رئيس الوزراء بحكومة الانقلاب بالاعتذار عن تصريحاته التي أعتبر أن الأزمة الحالية بشأن كورونا تتعلق بـ"إهمال وسوء إدارة الأطباء" يعرض صحة المواطنين للخطر.
وسجلت مصر حتى الاثنين، إجمالاً 76 ألفاً و222 إصابة بكورونا؛ بينها 3422 وفاة، و21 ألفاً و238 حالة تعاف.

وقال تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" نشرته الاثنين، إن 10 أطباء و6 صحفيين على الأقل، اعتقلوا منذ أن وصل فيروس "كورونا" المستجد، إلى مصر، لأول مرة في فبراير الماضي. وأضافت أن الأجهزة الأمنية تحاول تكميم الأفواه التي تنتقد أو تتحدث عن النظام الصحي الهش في البلاد، ليس بالاعتقال فقط بل بالتهديد حيث نقلت عن عاملين بالقطاع الطبي قولهم: "إن رؤساءهم حذروهم من أن عدم التزامهم الهدوء يعني مواجهتهم للعقاب".

وأضاف التقرير أن طبيبا اعتقل أخيرا بعدما كتب مقالة ينتقد فيها النظام الصحي الهش في مصر، كما اعتقل صيدلاني بعدما انتقد على الإنترنت نقص معدات الحماية. وأشار إلى إلقاء القبض على طبيبة حامل بعد أن استخدمت هاتف زميلتها للإبلاغ عن حالات مشتبه بها بالإصابة بفيروس "كورونا".

وأرسلت نقابة الأطباء المصريين، خلال الشهر الماضي، رسالة للنائب العام تطلب فيها الإفراج عن 5 أطباء محتجزين بسبب إبداء الرأي باستجابة الحكومة لأزمة "كورونا". ولكن بعدما تنفس الأطباء الصعداء واعتقدوا أن نقابتهم ستتصدى للتحركات الحكومية، اعتقلت السلطات عضو مجلس إدارة النقابة "محمد الفوال" الذي كان قد طالب رئيس الوزراء بالاعتذار عما بدر منه بتحميل العاملين بالقطاع الصحي مسؤولية ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس "كورونا".
وقالت نقابة الأطباء المصرية، اليوم الثلاثاء، إن ضحايا فيروس كورونا من أعضائها ارتفع إلى 100، وذلك على أثر نعي "النقابة" في بيان، الطبيب محمد سامي برغوت، والذي توفي متأثراً بإصابته بكورونا، في محافظة الغربية. وقال البيان إن الطبيب محمد سامي هو "الشهيد رقم 100 بين الأطباء بمصر".

وبينما قال متابعون إن عدد الأطباء الذين توفوا نتيجة إصابتهم بكورونا من الأطباء حتى 30 يونيو الماضي وصل إلى 105 طبيا، لم تحدد نقابة الأطباء إجمالي عدد الوفيات بين الطواقم الصحية إجمالاً، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى ارتفاع العدد لأكثر من 200 وفاة، ونحو 25 حالة وفاة في محيط الصيادلة، وما يزيد على 1500 إصابة في عموم البلاد.
وطالبت نقابة الأطباء مراراً حكومة الانقلاب باتخاذ أقصى إجراءات الحماية وأعلى معايير مكافحة العدوى في المستشفيات، لضمان سلامة الأطباء والطواقم الصحية خلال عملهم، لا سيما مع ازدياد حالات الإصابة والوفاة بين الأطباء وأعضاء الطواقم الطبية.