في 11 يوليو الجاري، يكون قد مرّ ربع قرن على الهجوم الوحشي على مدينة سربرنيتسا من قبل مليشيات صرب البوسنة الأرثوذكس، مما اضطر السكان المسلمين العُزّل إلى الهروب عبر الغابات المحيطة تاركين بيوتهم وحقولهم وكلّ ممتلكاتهم. لكن المليشيات الصربية طاردتهم وقامت في يوليو 1995، بقتل 8372 شيخا وشابا وطفلا، واعتدوا بوحشية لا نظير لها على آلاف النساء اللاتي وقعن في أيديهم، كل ذلك تم على تحت سمع وبصر قوات "الحماية الدولية" التابعة للأمم المتحدة، التي تواجدت في المدينة لحفظ الأمن بها تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 819 الصادر في أبريل/نيسان 1993، باعتبار سربرنيتسا منطقة آمنة.

يكرّم المسلمون في مثل هذا اليوم من كل سنة موتاهم بإقامة شعائر صلاة الجنازة لمن تم العثور على رفاتهم خلال نفس السنة، ثم يتم دفنهم في مركز النصب التذكاري الموجود في سربرنيتسا، بحضور الأهالي وجمع غفير من المسلمين ومناهضي الظلم، ليس من البوسنة فحسب بل من كل دول العالم.
صوت سربرنيتسا للعالم

يشهد هذا العام حدثا مختلفا، فقد قام عبد الله سكاكا عمدة مدينة سراييفو بمبادرة حازت موافقة الجميع. يقول سكاكا للجزيرة نت "هذا العام، أردنا أن يصل صوت سربرنيتسا للعالم بطريقة مختلفة، أردنا توصيل هذا الصوت من خلال لوحات الفنان صَفت زيتس، لقد شعرنا أن الأعمال التي تجولت في العالم، والتي تصور كل الرعب والألم والمعاناة والمأساة، يجب أن تأتي إلى المكان الذي تتحدث عنه".

وأضاف سكاكا قائلا "قررنا أن تُعرض اللوحات في مصنع البطاريات السابق الذي تمت فيه كل الأعمال الوحشية من قِبل المجرمين الصرب، والذي كان مجرد ذكره يبعث الرعب في النفوس، قررنا أن نرد على الجُرم بالنبل وعلى القبح بالجمال".

واختتم عمدة سراييفو كلمته "نحن فخورون أن تكون مدينة سراييفو الراعي لهذا المشروع، فنحن نؤمن أن الفن بما يحمل من عناصر العاطفة، يمس الحالة الداخلية للإنسان، والصورة والعمل الفني الذي نراه يترك علينا تأثيرا أقوى من الكلمات".