قال نيستور أوموهانجي، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن، إن اليمنيين يعانون أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم، وإن 10 ملايين شخص باتوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
ويعاني اليمنيون من تداعيات حرب مستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام، بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
وأضاف أوموهانجي: "بعد خمس سنوات من الصراع، يعاني الناس في جميع أنحاء البلاد من أدنى مستويات المناعة وأعلى مستويات الضعف الحاد في العالم، حيث يعتمد 80 في المائة من السكان (24 مليون نسمة) على مساعدات إنسانية للبقاء أحياء".
وحذر من أن "عشرة ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وربع السكان يعانون من سوء التغذية، والكثير منهم يعانون من سوء تغذية حاد".

وتسببت الحرب في انهيار شبه تام في كافة القطاعات، وخاصة القطاع الصحي، وهو ما يزيد من مخاطر تفشي كورونا الذي يضرب العالم منذ أشهر.
وبشأن هذه المخاطر، قال أوموهانجي إن "الإجراءات الوقائية الأساسية – كغسل اليدين- ليست خيارا للعديد من اليمنيين، فأكثر من 17 مليون شخص يحتاجون إلى الدعم لتلبية احتياجاتهم الأساسية من المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية".

وحذر من أن "النظام الصحي على وشك الانهيار، حيث تعمل نصف المرافق الصحية فقط أو تعمل بشكل جزئي". وأردف: "في ظل هذه المعطيات، فإن عدد من يصابون بالعدوى في اليمن من المحتمل أن يصابوا بها بشكل أكبر وأكثر من أي مكان آخر في العالم". وشدد على أن "مكافحة الفيروس ستكون صعبة، لكن يجب إعطاء هذا الأمر الأولوية القصوى".

ويزيد من تعقيدات النزاع اليمني أن له امتدادات إقليمية ودولية، فمنذ 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، بقيادة الجارة السعودية، القوات الموالية للحكومة اليمنية، ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

عواقب وخيمة
وحذر أوموهانجي من أن "وقف خدمات الصحة الإنجابية سيؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة ورفاه النساء والفتيات في وقت ينتشر فيه كورونا بسرعة في اليمن". وتابع: "النساء والفتيات بالفعل هن أكثر الفئات ضعفا في الصراع اليمني.. نقص خدمات الصحة الإنجابية سيزيد بشدة من هشاشتهن".
واستطرد: "نتيجة لهذا النقص في التمويل، فإن حياة مليوني امرأة وفتاة في سن الإنجاب ستكون في خطر؛ لأنهن سيفقدن إمكانية الحصول على خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة".

وزاد بقوله: "من المحتمل أن تموت 48 ألف امرأة من مضاعفات الحمل والولادة". وأردف: "نقص التمويل يعني أيضا أن العاملين في وحدات الصحة الإنجابية وأجنحة الولادة لن يكون لديهم المعدات واللوازم الوقائية الشخصية من العدوى، بما فيها كورونا، مما يزيد من تعرضهم للخطر وتعرض الأمهات للعدوى".
وأفاد بأن "20 في المائة فقط من النظام الصحي يقدم خدمات لصحة الأم والطفل.. تعاني أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية، وتحتاج 9.1 ملايين امرأة وفتاة إلى الدعم لتلبية احتياجاتهن الأساسية من المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية".