أعلنت "جبهة الخلاص الوطني" التونسية، الأحد 4 ديسمبر2022،  عن تنظيم الأحزاب المعارضة لرئيس البلاد قيس سعيد، مظاهرات مختلفة في العاصمة، السبت 10 ديسمبر تحت شعار "ارحل". 

جاء ذلك في كلمة لرئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي، وسط العشرات من أنصاره أمام قاعة اجتماعات مغلقة، حيث قال: "مختلف الأحزاب المعارضة للرئيس قيس سعيد ستنزل السبت المقبل في مظاهرات مختلفة بالعاصمة تونس تحت شعار "ارحل" وستلتقي في شارع الحبيب بورقيبة".

وذكر أن السلطات منعتهم من "حق الاجتماع" في مدينة الكاف شمال غربي البلاد، مشيراً إلى أن المسؤولين قالوا لهم إن "الاجتماع يخضع للهيئة العليا المستقلة للانتخابات". غير أنه أوضح أن الجبهة "ليست طرفاً في الانتخابات".

"ما وقع اليوم يدل على ازدواجية خطاب السلطة التي تقول بتوافر الحريات، والحال أننا لم نتمكن من الاجتماع"، أضاف الشابي.

يشار إلى أن "الجبهة " تضم خمسة أحزاب معارضة هي "النهضة" و"قلب تونس" و"ائتلاف الكرامة" و"حراك تونس الإرادة" و"الأمل"، إضافة إلى حملة "مواطنون ضد الانقلاب"، وعدد من البرلمانيين.

وفي سياق متصل، قال العجمي الوريمي القيادي في "جبهة الخلاص" وحركة "النهضة": "لا أحد اليوم مع المنقلب (في إشارة إلى الرئيس قيس سعيّد)، لا الأحزاب ولا المنظمات ولا المواطنون ولا الإدارة".

وخلال كلمته في اجتماع الجبهة، أضاف الوريمي: "قيس سعيد لم يعد جزءاً من الحل، فهو لا يملك حلولاً لتونس، بل أصبح هو المشكل".

ومتوجهاً إلى العشرات من أنصار الجبهة الحاضرين، قال: "أبشركم أن هناك مؤشرات إيجابية، فقوى المعارضة بدأت تتقارب، وهي بصدد البحث عن أرضية مشتركة وستلتقي على الميدان متحدة في الشعارات والتشخيص والهدف".

"جميعنا (المعارضة بمختلف أطيافها) ندعو إلى غلق قوس الاستبداد والعودة إلى الديمقراطية ومقاطعة هذه الانتخابات المهزلة"، أضاف الوريمي

اتهام بالتطبيع مع الكيان الصهيوني 

في سياق آخر، اتهم الشابي خلال الاجتماع ذاته، الرئيس سعيّد بـ"التطبيع مع إسرائيل" بعد أن كانت "مناهضة التطبيع أهم شعارات سعيّد خلال انتخابات 2019 الرئاسية".

ومفصلاً لاتهامه، قال الشابي: "رئيس حكومتنا (نجلاء بودن) تبتسم لرئيس حكومة العدوان الصهيوني الذي يغتال الفلسطينيين كل يوم، الذين هم إخواننا وأشقاؤنا".

وأضاف: "من يتحدث عن التطبيع كخيانة عظمى أمضى على مرسوم يخص اتفاقية تهم البحر المتوسط وإسرائيل عضو فيها".

هذه الاتفاقية، حسب الشابي "رفضها برلمان ما قبل الثورة ( قبل 2011) ورفضها المجلس التأسيسي (2011 – 2014) والمجلس النيابي الأول بعد الثورة (2014-2019)".

وخلص الشابي إلى أن "الرئيس يستغل اغتصاب السلطة للمصادقة على شيء يتناقض مع مشاعر التونسيين وقيمهم وإرادتهم (التطبيع)" على حد قوله.

ونشرت الجريدة الرسمية التونسية "الرائد" الخميس، مرسوماً رئاسياً يتعلق بالموافقة على بروتوكول بشأن "الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية من المتوسط" والمعتمد بمدريد في 21 يناير2008.

واعتبر سياسيون ونشطاء هذا المرسوم الرئاسي، تطبيعاً مع الكيان الصهيوني كونها من الدول الموقعة على البروتوكول المذكور.

وبجانب أحزاب "جبهة الخلاص" في تونس، تتكتل أحزاب أخرى معارضة ضمن "تنسيقية الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية" وتضم "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" و"الحزب الجمهوري" و"حزب العمار" و"التيار الديمقراطي" و"حزب القطب"، إضافة لأحزاب أخرى تناهض بانفراد مسار الرئيس قيس سعيد.

وتشهد البلاد حملة انتخابية منذ 25 نوفمبراستعداداً للانتخابات التشريعية المقررة يوم 17 ديسمبر الحالي.

وفي 25 يوليو 2021، اتخذ الرئيس سعيد عدة إجراءات استثنائية، منها إقالة الحكومة وتعيين أخرى وحل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وإقرار دستور جديد عبر استفتاء في 25 يوليوالماضي وتبكير الانتخابات البرلمانية.