أصدرت حركة النهضة التونسية، مساء اليوم الإثنين، بياناً على أثر ما وصفته بـ"سابقة خطيرة في تاريخ القضاء التونسي"، بعد الحكم على بعض أعضاء كتلة ائتلاف الكرامة بالسجن، محملةً "سلطة الانقلاب مسؤولية هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان".

وجاء في البيان أنّ الحركة تابعت في نهاية الأسبوع الماضي بـ"استغراب كبير، الحكم الصادر في حق رئيس كتلة ائتلاف الكرامة الأستاذ سيف الدين مخلوف، والأستاذ مهدي زقروبة، وعدد من نواب ائتلاف الكرامة، والحكم على بعضهم بالسجن مع النفاذ العاجل".

وقالت "النهضة" إنه "أمام هذه الأحكام الجائرة"، فإنّ الحركة "تحمّل سلطة الانقلاب مسئولية هذا الانتهاك الصارخ والمتجدد لحقوق الإنسان ضدّ المعارضين السياسيين، بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري مع إكساء أحكامها بالنفاذ العاجل، على خلاف أحكام القانون في وقائع اتصل بها القضاء العدلي، وصدرت فيها أحكام باتة غير قابلة للطعن".

ودانت "النهضة" "استهداف قطاع المحاماة، ومحاولة الترهيب والتخويف والإعدام الاجتماعي التي تطاول المحامين الشرفاء المعارضين للانقلاب والمدافعين عن قيم الحرية والعدل والديمقراطية وحقوق الشعب، عبر شطبهم من قائمة المحامين في تعدٍّ سافر على صلاحيات الهيئات المشرفة على القطاع".

كما أكدت الحركة على "رفضها إجراءات التعسف والقمع والترهيب التي تطاول المناضلين الأحرار من كل الأطياف السياسية"، مشددة في الوقت عينه على أنّ "هذه الحملات لن تزيد الوضع إلا تأزماً، والمناضلين إلا ثباتاً وإصراراً على إسقاط الانقلاب والتعجيل بوضع حد لمعاناة التونسيين، في ظلّ انهيار المقدرة الشرائية، وانغماس السلطة القائمة في تصفية الحسابات مع المخالفين لها، بعيداً عن أولويات الشعب ومطالبه الاجتماعية والاقتصادية المشروعة".

وعبّرت الحركة عن "تضامنها مع الأستاذ سيف الدين مخلوف، والأستاذ مهدي زقروبة، وكل من طاولته هذه الأحكام الجائرة"، وطالبت بـ"إطلاق سراح المحكومين وإيقاف تتبع المدنيين عبر القضاء العسكري، ووقف عملية التنكيل والتشفي بالمعارضين السياسيين للانقلاب".

النهضة تندد بإحراق نسخة من القرآن الكريم في السويد

وفي بيانٍ منفصل، نددت "النهضة" بـ"إحراق المصحف الشريف أمام السفارة التركية في استوكهولم، على أثر سماح السلطات السويدية، نهاية الأسبوع، لأحد زعماء اليمين المتطرف بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في استوكهولم".

ودانت النهضة "هذه الحادثة الشنيعة" واعتبرتها "خارجة عن كل أعراف العيش المشترك والاحترام المتبادل لمعتقدات الشعوب وأديانها وخصوصياتها الثقافية، واعتداءً سافراً على مشاعر مئات الملايين من المسلمين عبر العالم".

وحذرت حركة النهضة "من تداعيات هذه الممارسات (...) المتطرفة والاستفزازيّة على أرواح المواطنين المسلمين وسلامتهم الجسدية في كل العالم".

وذكرت بأنّ "قيم التعايش المشترك تقوم على احترام الأفكار المختلفة والمعتقدات والأديان والأعراق وغيرها من الاختلافات بين الشعوب والأمم، وهو ما يقره الدين الإسلامي الحنيف ويتبناه الدعاة والمفكرون والمثقفون المعتدلون والمخلصون".