في يومين حزينين 7، 8 من رمضان 1426هـ 21، 22 من أكتوبر 2004م، رحل عنا رجلان من رجالات دعوة الإخوان المسلمين؛ هما الشيخ أبو الحمد ربيع عضو مكتب الإرشاد، والحاج عباس السيسي مؤلف القلوب، والرجلان أَبليا بلاءً حسنًا في هذه الدعوة المباركة.

 

والشيخ أبو الحمد ربيع وُلد عام 1934م مركز المنشاة- محافظة سوهاج، كان مسئول مكتب إداري إخوان سوهاج، ثم عضو مكتب الإرشاد، اعتقل عام 1965م لمدة 3 سنوات، ولم يُفرج عنه حتى عام 1971م.

 

لم يكن الشيخ أبو الحمد عالمًا أزهريًّا فقط، بل كان صاحب فكرٍ ملتزمٍ بآداب الدعوة؛ يجهر بكلمة الحق، لا يخشى حاكمًا، ولا لومةَ لائم، وكان- رحمه الله- ينطبق عليه لقب "رجل يحمل الدعوة" وليست الدعوة هي التي تحمله، بمعنى أن الدعوةَ أولاً ثم المصالح الشخصية من بعد.

 

خاض انتخابات مجلس الشعب في عام 1987م بسوهاج، وحصل على أعلى نسبة من الأصوات لولا التدخل الأمني، وكان خطيبًا مُفوَّهًا؛ تهتز له المنابر، يُسمع الناس كلماته الطيبة، كان رجل خير وإحسان، يأتي له الناس في أي وقتٍ من الليل لحل مشاكلهم، وكان يقابل الناس بالود والترحاب.
رحم الله شيخنا الفاضل الشيخ أبو الحمد ربيع رحمةً واسعة.

 

أما الفارس الثاني فحدِّث عنه ولا حرج؛ هو مؤلِّف القلوب، الرجل الفاهم لدعوته الحاج عباس السيسي.

 

وُلد الحاج عباس السيسي في 18/11/1918م برشيد- بحيرة، تعرَّف على دعوة الإخوان عام 1936م، التحق بسلاح الصيانة بالجيش المصري بتوجيه من الإمام البنا، حضر معارك الحرب العالمية الثانية عام 1940م، فُصل من الخدمة العسكرية عام 1956م لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، اعتقل عام 1948م لمدة 6 أشهر، ثم اعتقل عام 1954م لمدة عامين، ثم اعتقل عام 1965 لمدة 9 سنوات، وهو صاحب "الدعوة إلى الله فن".

 

وهو صاحب دعوة فريد؛ كان في أي مكانٍ يحل فيه يترك بصمةً وأثرًا، وهو الذي علَّم الإخوان كيف يُقاتلون أعداءهم بالحب.. هذا الرجل كان يحمل الدعوةَ في رُوحه وقلبه، وكان يقول: "راحتي في لقاء الإخوان"، وكان لا يترك فرصةً إلا واستغلها لدعوة الله.

 

كان صاحب مدرسة عُرفت بمدرسة الحب، واشتُهر بالحب والبسمة الطيبة والقلب الكبير الحنون، ولو نظرنا إلى جنازته المهيبة: أكثر من 30 ألف أو يزيد من الشباب الذين أحبوه وتربَّوا في مدرسته الخاصة؛ مدرسة الحب والوفاء، علَّمهم الجهاد بالحب في الله، كان يقول: "يا شباب.. إن الدعوة إلى الله حب، والصبر عليها جهاد، يا شباب.. إن الإسلام ذوق، والإسلام لطائف، والإسلام أحاسيس مشاعر".

 

رحم الله أستاذنا فضيلة الحاج عباس السيسي رحمه واسعة.

-------

* www.torathikhwan.com