وقف بجرأة وشجاعة ليقول للرئيس أنور السادات وأمام العالم كله: "اعدل وأصلِح من حولك".. إنه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، السياسي المعروف بجرأته، والإخواني المعروف بحبِّه لدعوته، والطبيب المشهور بإنسانيته.. إنه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، الذي أدرجت الجهات الأمنية اسمَه ضمن قضية هلامية وهمية اسمها "التنظيم الدولي"، ورغم عدم اعتقاله وقتها لم يختبئ الرجل أو يهرب، وإنما ظلَّ يمارس عمله ومهامَّه الدعوية والمهنية بدون جزع أو قلق، حتي تمَّ اعتقاله من منزله يوم أمس الأحد.

 

وليست هذه هي المرة الأولى التي يتمُّ فيها اعتقال الدكتور أبو الفتوح؛ حيث سبق اعتقاله عدة مرات كان أشهرها في أحداث سبتمبر عام 1981م، وفي عام 1995م كان د. أبو الفتوح أحد قيادات الإخوان في أولى المحاكمات العسكرية خلال عهد الرئيس مبارك وحُكِمَ عليه وقتها بالسجن 5 سنوات، وبعد الإفراج عنه اعتُقل عدة مرات تراوحت بين الشهور والساعات.

 

 الصورة غير متاحة

 د. أبو الفتوح أمام معبر رفح

عندما كان أميرًا للجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة، وقف كالأسد أمام الرئيس السادات وكان له موقفه الشهير عندما طالب الرئيس دون خوف بأن يصلح بطانته، وأن يحاسب من حوله، وهو الموقف الذي كشف عن قائد جديد في الحياة السياسية المصرية، ولم يكن غريبًا أن يكون ضمن قائمة الشرف في اعتقالات سبتمبر التي حبَس فيها الرئيس السادات رموز المعارضة المصرية طلابًا وقادةً.

 

وُلِد د. أبو الفتوح في حي المنيل بالقاهرة عام 1951م وأتمَّ تعليمه الابتدائي والإعدادى في نفس الحي الذي وُلد فيه، ثم تخرَّج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1976م بتقدير "جيد جدًّا"، ورغم تقديره المتميز لم يتمّ تعيينه معيدًا في الجامعة بسبب المناقشة الساخنة مع الرئيس السادات.

 

وعاش د. أبو الفتوح في حي المنيل حتى تزوَّج، واستقر في مدينة نصر عام 1984م، وكانت أول عيادة فتحها في منطقة مصر القديمة.

 

 الصورة غير متاحة

د. أبو الفتوح مع الرئيس السوداني عمر البشير

ولأنه شخصية متميزة إداريًّا ومهنيًّا فقد شغل د. أبو الفتوح العديد من المناصب منذ كان طالبًا؛ حيث تمَّ انتخابه رئيسًا لاتحاد طلاب كلية طب قصر العيني عام 1973م، ثم رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة عام  1975م، وبعد تخرجه انتُخِبَ أمينًا عامًّا مساعدًا لنقابة أطباء مصر عام 1984م، كما اختير أمينًا عامًّا للجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر من عام 1986م وحتى عام 1989م، ثم انتُخب أمينًا عامًّا لنقابة أطباء مصر من عام 1988م إلى عام 1992م، كما انتخب أمينًا عامًّا لاتحاد المنظمات الطبية الإسلامية منذ تأسيسه وحتى الآن، كما انتخب أمينًا عامًّا مساعدًا وأمين صندوق اتحاد الأطباء منذ عام 1992م حتى عام 2004م، واختير رئيسًا للجنة الإغاثة والطوارئ منذ إنشائها حتى الآن، كما اختير مديرًا عامًّا لمستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية حتى عام 2004م، وأخيرًا اختير أمينًا عامًّا لاتحاد الأطباء العرب منذ مارس 2004م وحتى الآن، كما انتُخب الدكتور أبو الفتوح عضوًا بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1987م وحتى الآن.

 

 الصورة غير متاحة

د. أبو الفتوح مع نجيب محفوظ

وللدكتور أبو الفتوح العديد من المقالات من أشهرها "الإسلام الإصلاحي بلا مساحات رمادية"، و"الإصلاح الشامل.. رؤية أولية لمفهوم الإصلاح تستند إلى المرجعية الإسلامية"، "أخلاق المصريين الطيبين".

 

د. عبد الجليل مصطفى المنسق السابق لحركه كفاية قال عن الدكتور أبو الفتوح: "عبد المنعم أبو الفتوح علامة من علامات شرف مصر، وعلامة من علامات الرجولة والاحترام، وهو شخصية وطنية عربية مناضلة مضحية ومنتجة، لها تاريخها".

 

أما الحاج السيد نزيلي فقال له: "الإسلام دعوة علمتنا الصبر والثبات والاحتساب، والفوز بأجر الصابرين يحتاج إلى مزيد من الابتلاءات، وليس هذا يعني أن نصمت على تلك الممارسات؛ بل يجب علينا أن نتصدَّى لكل هذه الممارسات القمعية ونعمل على فضحها بكافة السبل الممكنة".