الحلقة العاشرة:

في الحلقة العاشرة يحاول المؤلف الفكاهي إضحاك المشاهد على قادة الإخوان؛ في محاولة يائسة منه للتقليل من مكانة قادة الجماعة الذين يحظون طوال تاريخها باحترام الجميع لهم... فيصور المرشد السابع- بطريقة كارتونية- وهو يحمل أثقالاً؛ لإضحاك المشاهد كما قلت، ولإلباس المرشد وجماعته ثوب العنف الذي لا يتم إلا بالمحافظة على الرياضات العنيفة وألعاب القوى.

 

حسن البنا نرجسي، مغرور.. هكذا يخترع المؤلف تلك الصفات الذميمة؛ ليقلل بها من قدر ذلك الرجل الذي يعد- بحق- أحد أئمة الإسلام العظام ومجدد القرن العشرين.. فهو يفرح كثيرًا وتنفرج أساريره عندما يناديه أخ من المؤسسين بلفظ (فضيلة المرشد)، ويغضب- في المقابل- عندما يقول له أحمد السكري إنه مرشد المحمودية.. ولا يكتفي المؤلف الموتور بتلفيق تلك المشاهد بجرأته النادرة- بل يؤكد للمرة العاشرة- وبطريقة مملة- أن البنا كان عصبيًّا، عالي الصوت مضطربًا، يجيد اللف والدوران، يستخدم الإشارات والغمزات (السوقية)، ولا يتردد في استخدام الألفاظ الخارجة في حواراته، فترد على لسانه كلمات مثل: المولد، والرقاصة، وغيرهما!!

 

يخشى المؤلف أن يكون المشاهد قد نسى أن هناك علاقة للإخوان مع السعودية (الوهابيين)، وأن هناك تمويلاً من هذه الدولة لمساعدة الجماعة- فيعود لتأكيد ذلك؛ لأغراضه الخبيثة كما سبق وذكرنا، في مشهد ساذج وحوار أبله بين الإمام الشهيد والأستاذ حافظ وهبة.

 

الحلقة الحادية عشرة:

في هذه الحلقة يلح المؤلف في توصيل رسالة للمشاهد مفادها: أن الإخوان لا يعملون لله؛ وإنما يعملون لمصالحهم.. فالبنا يدعو المسلمين لبناء المسجد مقرًّا للإخوان الذين هم في أمس الحاجة إلى مقر لكنهم لا يملكون المال، وبالتالي لا بد من خداع الناس للتبرع للمسجد.
تبدو حوارات البنا في المسلسل عمومًا، وفي هذه الحلقة خصوصًا: تافهة، سطحية، لا تمت بصلة لما عرف عنه من رجاحة العقل وعظم الموهبة، وأصحابه أيضًا يبدون سذجًا، منبهرين به، مطيعين له طاعة عمياء!!

 

لو اطلعت على الحوار الذي لفقه وحيد حامد ودار بين رئيس هيئة قناة السويس والإمام البنا، لأدركت أن هذا المسلسل يعد أجرأ عملية تزوير تاريخي، وأن هذا المؤلف ليس لديه أي اعتبارات مهنية عند تنفيذه لهذا العمل، فالمهمة الكبرى عنده أن يسود صفحة الإخوان، وأن يهيل التراب على ماضيهم وحاضرهم.. في الحوار يصف المؤلف البنا بالجهل والغباء (أنا مش ناقص وجع دماغ)، وبالانتهازية والنصب (خليه يبحبح إيده شوية)، وبالتعصب والعنصرية (اشمعنى اتبرع للكنيسة بنصف مليون جنيه؟!) وبالابتزاز والمساومة (ممكن نعتبر دا دفعة أولى؟!) مع العلم أنه لم تحدث كلمة واحدة من هذا الحوار الساقط، كما أكدت مذكرات البنا، وكما أكد نجله في حوار لموقع (إخوان أون لاين)، وكما هو معلوم عن طبيعة الإمام الشهيد الذي كان يعتز بدينه ووطنيته.

 

يعود المؤلف ليؤكد- بالكذب- علاقة الإخوان بالسعودية، في لقاء- من وحي وحيد- يجمع الثلاثي البنا ورشيد رضا ومحب الدين الخطيب، يحاولان خلاله إقناعه بأن يكون إسلامه كإسلام السعودية!! وقد عرضا أن يدعماه ماديًّا ومعنويًّا.

 

الحلقة الثانية عشرة:

يحاول المؤلف في هذه الحلقة- بطريقة غبية وساذجة- تنفير المشاهد من البنا وجماعته، وتصويرها على أنها جماعة متشددة، تتبنى العنف، وتستعلي على باقي المسلمين، وتحتفظ لنفسها بالعلم والدين من دون الناس، كما يبدو البنا في الحلقة محبًّا للظهور، طالبًا للزعامة، كارهًا لكل من ينافسه في منصبه وسلطانه.. فيختلق المؤلف مشهدًا تبدو فيه مجموعة من الخيام في منطقة صحراوية، يتدرب حولها أفراد الإخوان على الأعمال العنيفة، ويبدو البنا مفتخرًا بهذا العمل محدثًا محاوره بأن: "القوة لازمة وضرورة لنا، فلسنا من المستضعفين في الأرض، وإن لنا أهدافًا أخرى من هذه القوة غير الدفاع عن الجماعة!!".

 

ولكي يضمن المؤلف أن الرسالة- رسالة تنفير المشاهد من الجماعة ومؤسسها- قد وصلت إلى المشاهد، فإنه يؤكدها بطريقة شرعية، فيبدو أحد الأزهريين من أصحاب البنا يقول له: "إن الجماعة بدعة"، لما قد تحدثه هذه الجملة من بلبلة في ذهن المشاهد، خصوصًا أن قائلها أزهري وإخواني، وخصوصًا أن البنا يبدو نرجسيًّا للغاية، فهو يعلق صورة له بحجم كبير خلف مكتبه، وأصحابه يعدونه أميرًا للمؤمنين حتى أن أحدهم يقول له بالنص: "اترك التدريس وكل من بيت المال، كأمراء المؤمنين!!".

 

ولقد بالغ المؤلف (الجريء) في تشويه البنا في هذه الحلقة بصورة مزعجة، ولم يستح أن يتهم عمله بالمط واللا موضوعية، كما لم يخش أن يقال إنه كذاب.. فيأتي بمشهد ذكره الإمام الشهيد في مذكرات الدعوة والداعية، إلا أن المؤلف (البطل) يحرف فيه، فيبدو فيه البنا ضعيف الشخصية، قليل العلم والحجة، في حين أن من يقرؤه في المذكرات يعجب بتلك الشخصية وينبهر بعملها ومنطقها.. أقصد قصة لقاء الإمام مع القاضي الشرعي للإسماعيلية ومجموعة من أصدقائه ومن بينهم القاضي الأهلي، وخلافهم حول الشرب في أكواب الفضة.

 

الحلقة الثالثة عشرة:

لو سألت المشاهد العادي عن أبغض شخصية إلى قلبه في هذا المسلسل لقال على الفور: عزت العلايلي، وهو راوية المسلسل، الذي يلخص- في الوقت ذاته- الأحداث ويربطها ببعضها، ويقوم بتوصيل الرسائل التي يريد المؤلف توصيلها إلى المشاهد.. وراوية هذا المسلسل كذاب، ما صدق في كلمة واحدة خلال المسلسل بأكمله، ومن أمثلة كذبه في هذه الحلقة: "الأحزاب الدينية خطر يهدد السلام الاجتماعي"، "اللي مش إخوان واللي مش مؤمن بمنهج الإخوان إسلامه ناقص"، وهذا هو منهج الجماعة، "الإخوان مشغولين بالمظهر الإسلامي فقط، حسن البنا استفاد من التنظيمات الشيعية، وتأثر بالحشاشين"، "البنا عمل تنظيم قتالي كما فعل حسن الصباح"، "عمر التلمساني قال إن البنا قرأ في الشيعة حتى التشيع"، و"سيد قطب كان يكره البنا"، وهكذا يتحدث هذا الراوية خلال المسلسل بهذه الطريقة الفجة، وبهذا الكذب البواح، وبجرأة يحسد عليها.

 

يختلق المؤلف واقعة للتشكيك في ذمة البنا وجماعته، وللتقليل من شأنه، وإظهاره بأنه لا يستحق كل هذا الاحترام والتقدير.. فتبدو مجموعة من المتمردين عليه- بعد انتقاله إلى القاهرة بقليل- يتهمونه في ذمته، ويعترضون على اختياره للشيخ الجداوي وكيلاً للجماعة- فنراه وهو الشخص المشهود له باللين والحلم، يدبر عمليات ضرب وخطف لمعارضيه بصورة أشبه بحرب العصابات، بل بالغ المؤلف في الكذب عندما صور الطرفين كفتوات الحارة فاخترع معركة بالنبابيت، فاز- بالطبع- أنصار البنا.

 

وهذه الواقعة تكذبها مذكرات الدعوة والداعية.. وكذبها كذلك الدكتور وحيد عبد المجيد في مقال له بـ(المصري اليوم) (27/8/2010م) جاء فيه: "إذا جاز القول إن أسلوب البنا في إدارة الخلاف الكبير الأول في تاريخ الجماعة كان مؤشرًا إلى بداية اللجوء إلى العنف كما جاء في المسلسل، فقد يجوز القول أيضًا في المقابل إنه أرسى مبدأ الانتخاب في الجماعة، فالمثبت تاريخيًّا أن اختيار مسئول شعبة الإسماعيلية تم بالانتخاب، وأن الخلاف كان على مدى سلامة الإجراءات المتبعة في الاقتراعين اللذين أجريا لاختياره".

 


ويشكك المؤلف المسكين في قدرات البنا- على لسان الرداد- فيؤكد أن هذا الجهد الكبير ليس من إنتاجه وحده، ويصوره في مشهد آخر بصورة العاجز، فهو كلما ضاقت به الحال- وكثيرًا ما تضيق- يضطرب فلا يستطيع الكلام، ويردد: لا حول ولا قوة إلا بالله.

 


أما إخوان (2006) فلا يسلمون من أذى وحيد في هذه الحلقة- وبقية الحلقات بالطبع- فالأستاذ عاكف يقرأ مقتطفات- في أحد المشاهد- من رسالة التعاليم تؤكد معاني السمع والطاعة والثقة في القائد، حيث يتم التركيز على هذه الجمل والضغط عليها كثيرًا.. وفي مشهد آخر حوار عن محاولة الإخوان لإنشاء قناة فضائية وعاكف يؤكد "لو 40 أو 50 مليون دولار مش مشكلة" (أي: أن أموالنا كثيرة والحمد لله، والدعم والتمويل الخارجي مستمران لم ينقطعا!!).

 

أما المشهد (الخائب) فهو غضب (عاكف) على نساء الجماعة، وترديده لألفاظ لا يقولها إلا حامد وإخوانه، حيث يصدر- أي عاكف- أوامر للتنفيذيين بأن تنزل الأخوات المظاهرة.. "واللي مش حتروح المظاهرة تروح بين أهلها" (معلوم أن عمل الأخوات في الجماعة اختياري، والزوج فقط هو من يستطيع أن يقول: زوجتي تعمل أو لا تعمل).

 


الحلقة الرابعة عشرة:

اجتماعات في الظلام وإمام دميم الوجه ذو صوت أجش يصلي في إحدى شعب الإخوان يقرأ من سورة القيامة بما فيها من تخويف وتهديد ووعيد هؤلاء هم الإخوان أراد المؤلف المنصف أن يقولها للمشاهد الساذج الذي سمع في الحلقة نفسها عقيدة الإخوان والتي لن يصدق بعدها كل ما يقوله حامد وممثلوه الأفذاذ.

 

وفي تحدٍّ صريح لكل مواثيق العمل الإعلامي يكذب وحيد ويتحرى الكذب فيقول إياد نصار على لسان البنا: على الجامعة أن تعزز نفسها بالأثرياء والوجهاء وهذا مخالف لصفات الجماعة التاريخية التي تؤكد: البعد عن هيمنة الكبراء.

 


ويخوف المؤلف الأقباط من الإخوان وهي خطة الدولة نفسها فيتطرق إلى حديث البنا عن المبشرين بصورة تقلق الطرف الآخر ويشكك أيضًا في قصة ذكرها الإمام في مذكراته عن رؤية رآها لشباب كاد أن يتنصَّر، وهدف وحيد من ذكر القصة زيادة جرعة تخويف الأقباط من ناحية والتشكيك كما ذكرت في روايات البنا ومذكراته من ناحية أخرى.

 

الحلقة الخامسة عشرة:

يحذر المؤلف الحكومة من خطر الإخوان المسلمين فإنهم حسب رأيه يقدرون أهمية الإعلام ولذا ينشئون مشروعات الطباعة وغيرها وهذا تحريض واضح وحرمان الإخوان كمواطنين من أبسط حقوقهم.

 

مشهد لمجموعة من الإخوان يتدربون على نماذج لبنادق خشبية يقوم بتدريبهم شخص كريه الوجه، وتبدو المجموعة المتدربة عنيفة شرسة متعطشة للدماء.

 

في لقاء يجمع قادة حزب الوفد مع زعيمهم النحاس باشا يتم التأكيد خلاله على أن البنا صنيعة الملك والإنجليز، وفي اللقاء نفسه يتم الطعن في الخلافة على لسان النحاس: (حسن البنا ده عاجبوا إيه في الخلافة؟) طبعًا هذا من كذب وحيد حيث لم يقل التاريخ إن النحاس كان ناقمًا على الخلافة.

 


الحلقة السادسة عشرة:

من جديد ينفر المؤلف المشاهد من حسن البنا الذي يظن نفسه نبيًّا مرسلاً فعبد الرحمن البنا يخطب والإمام يبدو فرحًا بما يقول شقيقه وخصوصًا عبارة: إن فضيلة المرشد يربي الإخوان كما ربى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته في دار الأرقم بن أبي الأرقم.

 


ومن جديد أيضًا، ينفر المؤلف المشاهد في الخلافة التي يدعو إليها الإخوان حيث يدور حوار بين طالب إخواني وزميل له يعرفه بدعوة الإخوان فيقول الأخير: كلمني عن أي شيء إلا الخلافة العثمانية، الخلافة العثمانية لم تحكم بالعدل والدولة الأموية عملت إيه؟!

 

مشهد مضحك لمجموعة أطباء من الإخوان يستغلون مجموعة من البسطاء كي يرددوا شعارات الجماعة، في مقابل العلاج الاقتصادي أو العلاج بالمجان أراد وحيد أن يضحك المشاهد بهذه اللقطة إلا أن الجميع ضحك عليه إذ في هذه الفترة لم يكن الإخوان قد أنشأوا المستوصفات بعد.

 

يتذكر المؤلف فجأة كلاًّ من محب الدين الخطيب ورشيد رضا فيختلق لهما مشهدين في هذه الحلقة مع البنا، يؤكد في اللقاء الأول أن لقاءاتهم كانت سرية ومشبوهة حيث تعقد في الظلام والكلام فيها بالهمس.. أما اللقاء الثاني فجعله خصيصًا لوصم البنا بالجبن وبعدم الوطنية وبأنه وجماعته ينأون بأنفسهم عن مواجهة المتاعب.. حيث عرض الشيخان الخطيب ورضا على الإمام ضرورة مواجهة الإنجليز فكان يراوغ ويتنصل مبتعدًا بنفسه عن تلك المواجهة، زيف وحيد طبعًا تاريخ مصر في هذا المشهد فأين جهاد الإخوان في القناة إذا؟ سوف نشير إلى هذه القضية لاحقًا.

 

مشهد آخر مضحك حيث يستقبل الإخوان البنا بعد عودته من رحلة الحج ويتعاملون معه كأنه شيخ طريقة صوفية يقولون فيه الشعر وهو جالس (منشكح) وقد تحولت المناسبة إلى جلسة للسباق.

 

في مدح وتقديس البنا هذا الكلام لا يعرفه الإخوان ولا يسمحون به من الأساس وهذا ما رباهم عليه البنا نفسه.

 

من أكثر المشاهد سقوطًا في هذا المسلسل والتي فضحت المؤلف ومن يقفون وراءه في مشهد السخرية من الأخ الداعية الدكتور عمرو خالد، بطريقة تحمل كل معاني الإثم والزور فهو يختلس النظرات الشهوانية إلى المذيعة ويتاجر بالدين ويكذب على من حوله ومن أجل المادة يمكن أن يحتمل الإساءات والطرد من مكتب مدير القناة الفضائية فضلاً عن قلة علمه وضحالته حتى أن طالبًا في معهد التمثيل يمكن أن يقوم بما يقوم هو به على حد قول مدير القناة.

 

أما الإخوان؛ إخوان 2006 فلم يسلموا من السب والشتم المباشر في هذه الحلقة فجاء على لسان صلاح عبد الله أنهم طائفة منغلقة على نفسها لا يعرف أحد عنهم شيئًا لا يتزوجون من غيرهم ولا يزوجون غيرهم استثماراتهم الضخمة مقفولة عليهم، ويخوف المؤلف المشاهد من الانضمام إليهم أو التقرب منهم عن طريق وكيل النيابة الرداد الذي يؤكد باعتباره رجل قانون أن من له ملف يبقى طول عمره بدون تقطيع.

 

الحلقة السابعة عشرة:

الراوية الكذاب عزت العلايلي بمنطقه التآمري الذي يفسر كل خير يأتي من الإخوان على أنه شر يؤكد في هذه الحلقة: أن حسن البنا كون فرقة مسرحية شارك فيها أكبر وأشهر الممثلين لا لأنه يعترف بالمسرح أو يحبه وإنما لكي يخدم به الدعوة بدليل أنه لم يدخل السينما ولو مرة واحدة، ولم يزر الأهرامات سوى مرة واحدة انظروا إلى عبقرية المؤلف.. ويؤكد العلايلي بمنطقه التآمري أيضًا أن إخوان اليوم لا يعترفون بالمسرح.

 


يبدو حسن البنا في هذه الحلقة تابعًا للقصر انتهازيًّا متآمرًا وخصوصًا في مشهدين أحدهما إثر وفاة الملك والآخر أثناء لقائه بعلي ماهر.

 

أمنية حياة وحيد حامد العلماني أن يدع الإخوان السياسة وأن يعترفوا بفصل الدين عن الدولة ولا يجد الكاتب وحيد عصره سوى الشيخ طنطاوي جوهري (عبد الرحمن أبو زهرة) ليجري هذا الرأي الغريب عن الإسلام على لسانه والذي بالتأكيد لم يقله وإنما هي كذبة من كذبات وحيد إذ يقول الشيخ جوهري للبنا: السياسة تفسد الدين والدين يفسد السياسة سوف نرد على هذا الرأي الفاسد لاحقًا.

 

تدليس آخر من جراب المؤلف الكفء يخرجه هذه المرة متهمًا به الإمام الشهيد حسن البنا؛ ليبدو الأخير كالذي يلعب بالبيضة والحجر، فعندما يطلب علي ماهر نصيحة البنا لتجميل صورة الملك أمام الشعب ينصحه البنا بالصلاة أمام الجماهير، والتردد على المساجد قائلاً: أنا دليته على السكة.

 

كان الإمام البنا أبعد الناس عن المظاهر، وقد ذكر نجله الأستاذ سيف الإسلام في حوار لموقع (إخوان أون لاين) أن مجلة المصور أجرت حوارًا مع والده في 3 يوليو 1947م والتقطت في هذا الحوار عدة صور له وهو يصلي، فأرسل خطابًا يطالب فيه بألا تُنشر هذه الصور قائلاً: "لا أشجع أن يُعْلَنَ عن صلاة أو تعبد فتلك لله وحده".

 

وإذا كان لفظ الخلافة مما يشمئز منه المؤلف ولا يود سماعه أبدًا، فقد حاول للمرة الرابعة نفير المشاهد منه على لسان النحاس باشا الذي طعن في الخلافة التي ينادي بها البنا، مؤكدًا أن الخلافة كانت على عهد الخلفاء الراشدين فقط، "لكن إيه اللي شفتوه من الخلافة العثمانية".

 

وما زال النحاس باشا يشتم ويسبُّ في الإخوان، ووحيد يهدف من وراء ذلك أيضًا أن يوقع العداوة والبغضاء بين الطرفين الحاليين، خصوصًا بعد قيادة الوفد الجديدة واحتمالات وجود تحالف انتخابي كما حدث عام 1984م فهو يقطع الطريق على هذا التحالف باستدعاء العداوات القديمة، وبإظهار النحاس كأحد الكارهين للإسلام.

 

وإذا كانت جماعة الإخوان لم ولن تكون جماعة دراويش، إلا أن وحيد يحاول إلى تلك الحقيقة؛ لينفِّر الناس من الجماعة ومؤسسها، فالبنا في أحاديثه وخطبه يبدو كمن يُحضر الجان، وشباب الإخوان قليلو الذوق، ومستمسكون بقشور الدين، بعيدون عن واقع المجتمع، فأحد الداخلين إلى المركز العام (موفد من علي ماهر باشا) يلقي على المجتمعين بالمركز تحية المساء (مساء الخير)، فيلقنه أحد شباب الإخوان درسًا في أصول التحية، وأنها لا بد أن تكون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الحلقة الثامنة عشرة

تعد هذه الحلقة من أكثر الحلقات التي يبدو فيها المؤلف مضطربًا ربما لكثرة ما طرحه خلالها من أكاذيب، فتاهت منه خيوط اللعبة، فظهر حقده على الجماعة ومؤسسها بصورة جعلته يتعرض بعد إذاعة الحلقة لانتقادات فنية شديدة، فالحوارات ساذجة، وضحلة الأفكار، ولا تليق بحسن البنا، ولا بالسياسيين الذين وردوا بالحلقة، وقد أنزل المؤلف البنا منزلاً لا يصدقه عاقل، فحسن البنا ينزل نفسه منفردًا كي يشتري السلاح من تجاره، والتفاصيل مضحكة، وأمام المؤسس في حوار مع أحد إخوانه يسأله عن أحوال الأحزاب وحجم الإخوان كمن لا يعرف شيئًا عن جماعته (من عاصروه، يؤكدون أنه كان يملك ذاكرة حديدية، وقدرة عجيبة على تحليل الأحداث والوقائع، وعلى استقراء واستنباط النتائج التي ما خرجت عن توقعاته يومًا ما).

 

وفي الحلقة مَشَاهد حاول المؤلف أن يؤكد فيها تجذُّر العنف داخل الجماعة منذ تأسيسها على يد البنا الذي كان يشتري السلاح بنفسه كرجل عصابات، وكان يستمع لشرح استعمال المسدس من أحد معاونيه من ضباط الجيش الصاغ محمود لبيب، والذي في نيته أي البنا أن يقتل به كل من يقف في طريق الدعوة مسلمًا كان أو غير مسلم، حاكمًا أو محكومًا، وهذا سرُّ المشهد الذي يستمع فيه البنا عندما كان في زيارة لإخوان طنطا لصوت الشيخ رفعت وهو يقرأ آية سورة المائدة ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30)﴾ فأخذته الرجفة، وأمر على الفور بإطفاء الراديو.

 

الإلحاح.. الإلحاح.. هذه طريقة وحيد حامد الفاشلة في توصيل أفكاره وأفكار النظام الفاسد الذي كلفه بهذا العمل المسفّ، فإنه يحشد الفكرة والفكرتين على مدار الحلقة الواحدة أو الحلقتين على الأكثر يُنَوِّع خلالها المشاهد؛ ليوصلها إلى المشاهد، معتمدًا على الكذب تارة وعلى التحريف تارة أخرى، فيعيد في هذه الحلقة قصة التخويف من الخلافة على لسان النحاس باشا الذي يقول: إن الخلافة تعني الاستبداد"، ولمزيد من الطعن في الإخوان يضيف: "جماعة الإخوان ضد الدولة المدنية" هذا كلام غير صحيح بالمرة.

 

كما يعيد قصة اتهام الإخوان بالعمالة؛ حيث استخدمهم الملك لمجابهة الوفديين تارة، ولتأييده والهتاف باسمه تارة أخرى.

 

ومن مشاهد الإلحاح أيضًا: اتهام الإخوان بالسذاجة والدروشة؛ لإبعاد الشباب عن طريقهم، وفي هذه الحلقة ترى أحد شباب الإخوان لا يشغله في احتفال طنطا سوى تصحيح مفاهيم عامل الميكرفون الذي يردد أثناء تجربة الصوت 1، 2، 3 فيقول له الأخ لا تقل 1، 2، 3، ولكن قل بسم الله الرحمن الرحيم.. وفي هذا الاحتفال ترى أيضًا اليفط الساذجة، والهتافات الساذجة، والشخصيات الساذجة التي تُقَبِّل يد المرشد، وتتمسح به كأنه نبي.

 

وأخيرًا يختمها وحيد ختامًا أراه غبيًّا وعنصريًّا، فالبنا يعطي بعد إلحاح نقيب معلمي التعليم الإلزامي الحق في عقد اجتماعاتهم في شعب الإخوان، بعدما ضاقت بالنقابة الحال ولم تجد مقرًّا يأوي هؤلاء الزملاء، فماذا فعل وحيد بهذا الموقف؟ اعتبر ذلك فكرًا أصيلاً في الإخوان، هذا الفكر يقوم على سرقة النقابات واستغلالها لخدمة الجماعة، وقد اختلق حوارًا يبشر فيه البنا أنصاره بالاستعداد لاستقبال النشء الذي صارت نقابة معلميهم في عب الإخوان.

 

الحلقة التاسعة عشرة

النحاس يسخر من الخلافة للمرة (...)، واضح أن التعليمات: كفر حزب الوفد.
هذه الحلقة مخصصة لـ(الإخوان والعنف) فهناك أكثر من مشهد لأعضاء الجماعة، وهم يتدربون على الأعمال العنيفة، وحسن البنا في زي عسكري لأول مرة يتحدث مع مساعده عن الجيش السري.

 

وطلاب الإخوان بالجامعة بلطجية، اعتدوا بالضرب على طلبة مصر الفتاة.

 

الحلقة العشرون

عاد الراوية الكذاب عزت العلايلي ليقول، وهي بالطبع أفكار المؤلف: الملتزمون يكذبون دائمًا، التحايل حاجة مش غريبة عن هؤلاء الناس- يقصد إحدى المنتقبات وأباها المتدين.

 

من الإلحاح في هذه الحلقة: حركة تقبيل يد المرشد، والملك مبسوط من الإخوان؛ لأنه يستخدمهم لكسر شوكة الوفد، وإظهار البنا بمظهر لا يليق بمكانته في نفوس الإخوان؛ حيث لا يعبأ به الملك وهو في المقابل يبدو مهمومًا حزينًا حريصًا على مقابلته.

 

سؤال من الذي أعطى وحيد حامد تلك الجرأة العجيبة على الكذب والتزوير إلى درجة إتيانه بوقائع سجلتها أدبيات الإخوان وأدبيات غيرهم بل سجلتها محاضر وقاضيا رسمية ثم يستعرضها بطريقة أخرى معاكسة تمامًا لما جاءت في المصادر التي أشرنا إليها؟
على سبيل المثال يختلق وحيد مشهد ساعة إنشاء التنظيم الخاص، يؤكد فيه البنا لمن بايعوه من مؤسسي التنظيم على قتل من يفشي سر التنظيم، فالخائن يُقتل، ولا أدري من أين جاء بهذا الكلام؟ ثم ألا يخشى نتائج هذا الكذب حتى على سمعته ومهنته.

 

في هذه الحلقة يخطط البنا بنفسه لجمع السلاح في مشهد له مع أحد المزارعين، المشهد طبعًا من اختراع المؤلف؛ ليؤكد للمُشَاهد أن العنف عند الإخوان أصل وأساس، وإلا لما قام مؤسس الجماعة بنفسه بالترتيب لشراء السلاح، وتدريب أفراد الجماعة عليه.

 

الحلقة الحادية والعشرون

محاولات مستميتة من جانب المؤلف؛ لإقناع المشاهد بعملية فصل الدين عن الدولة، وإبعاد الدين عن أمور السياسة، "ما لنا ومال السياسة" جملة وردت في مشهد لأحد الإخوان أثناء عتابه للإمام الشهيد، بسبب خلطه الدين بالسياسة، المشهد طبعًا من اختراع وحيد، سنتحدث في الصفحات المقبلة عن علاقة الإسلام والإخوان بالسياسة، وهو لم ولن يحدث.

 

محاولات أخرى لإهالة التراب على البنا من جانب المؤلف؛ حيث يختلق مشهدًا يجمع البنا بمجموعة من زملائه المُدَرِّسِينَ يتعرض فيه لسخريتهم، فينسحب منكس الرأس خاسرًا؛ حيث لم يستطع الرد على أسئلتهم حول هتلر وجيوش المحور، لاحظ الكذب والتدليس.. البنا بعلمه الفياض وذيوع صيته في ذلك الوقت وزعامته لجماعة كانت تهابها الدنيا بأسرها لا يستطيع الرد على مجموعة من زملائه البسطاء، وهو الذي أوقف مدير التعليم الإعدادي متحيرًا أمام حججه ومنطقه، وهو ما زال طفلاً.

 

الحلقة الثانية والعشرون

موسيقى تصويرية مصاحبة للصلاة لا تتناسب مع جلال الفريضة استمرت لفترة طويلة، كان غرض المؤلف والمخرج طبعًا: تشريح المصلين، والتفتيش في نياتهم، وفضحهم أمام المشاهد، فهؤلاء الإخوان الذين يبدون خاشعين في الصلاة وراءهم ما وراءهم من المصائب والأحداث.

 

عودة إلى وصم الإخوان بالعنف، حسن البنا يقول للسندي في مشهد مكذوب ساعة تسليمه قيادة الجهاز السري بعد سفر محمود عبد الحليم: "من لا يدين لك تخلص منه في نفس الوقت، واحرص على ألا يكون شوكة في ظهرك".

 

مشاهد مكذوبة مكررة ومملة، مشهد البيعة على المصحف والمسدس؛ لتأكيد العنف، ومشهد تقبيل يد المرشد؛ لإظهار قداسته عند الإخوان، ومشهد حصول الإخوان على إعانات من الملك؛ لتأكيد عمالتهم الدائمة لآخرين، ومشهد يطالب بفصل الدين عن السياسة لتنحية الإسلام وقيام العلمانيين بالدور، أما المشهد الأخير فهو أهم المَشَاهد بالنسبة للمؤلف، فهو مكلف بتهيئة الأجواء للانتخابات المُقْبِلة بإبعاد الإخوان عنها بأي طريقة فيقول على لسان النحاس باشا: خليكوا في الدعوة خليكوا في الدعوة.

 

يكره وحيد- كما قلنا- كل ما هو إسلامي، وإن كانت جرعة الإخوان تفوق غيرهم، فهو يكره الخلافة، والنقاب، واللحية، والوهابيين إلخ، وفي هذه الحلقة يصب حامد جام غضبه على الحزب الوطني القديم ذي التوجه الإسلامي، فيؤكد على لسان النحاس باشا- أحمد راتب- أنه حزب رجعي منذ أول تأسيسه.

 

ولا يسلم البنا في الحلقة مثل باقي الحلقات من التقليل من شأنه، إذ يبدو في أحد لقاءاته بالنحاس باشا منزويًا صغيرًا، ويبدو الباشا في المقابل متعاليًا عليه يعامله معاملة الأسياد للعبيد.

 

الحلقة الثالثة والعشرون

أكاذيب فجة امتلأت بها هذه الحلقة، وأفكار غريبة يتحدث بها البنا وأعضاء الإخوان، لا يقولها إلا وحيد وإخوانه العلمانيون، ففي أحد المشاهد يؤكد البنا لوزير الداخلية فؤاد سراج الدين أن الإخوان يفصلون بين الدين والسياسة بقوله: "عُمْرِنَا ما فكرنا نشتغل بالسياسة".

 

وفي الحلقة أيضًا يؤكد المؤلف أن الإخوان حاولوا قتل أحمد ماهر، وهذا كلام كاذب.

 

وفي الحلقة كذلك عقب تزوير الانتخابات البرلمانية، وعدم نجاح البنا يقول عبد الرحمن السندي: ربنا فوق والبنا في الأرض، فكيف لا ينجح في الانتخابات.

 

أما الإلحاح على المشاهد لتقبل فكرة عنف الإخوان فلا يزال مستمرًا، فأحد المحاضرين من المنتمين للتنظيم الخاص يؤكد في حضور السندي أن الخارج عن الجماعة خارج عن جماعة المسلمين، وليس له بالتالي إلا السيف، الإخوان يقولون منذ نشأتهم إنهم جماعة من المسلمين وليسوا جماعة المسلمين، وهو ما سنتحدث عنه لاحقًا.

 

الحلقة الرابعة والعشرون

هذه الجماعة عبارة عن عصابة لها زعيم ومساعدون، أما الزعيم فهو البنا، وأما المساعد الرئيسي فهو عبد الرحمن السندي- مسئول التنظيم-، وببساطة شديدة وجرأة أشد على الكذب يبني المؤلف مشاهد الحلقة على هذه الفكرة التي لا تجدها سوى في خياله المريض، فالبنا يبدو في أشد حالات الفرح بعد سماعه اعتداء أحد شباب الحزب الوطني (محمود العيسوي) على أحمد ماهر، ويصف الشيوعيين بأنهم كفرة، وسوف نفرد لاحقًا مقالاً حول قضية الإخوان والتكفير، وأضاف إلى أنه شخص انتهازي يجيد المساومة؛ للحصول على مكاسب شخصية فيقول لإخوانه بعد تولي النقراشي الوزارة: "الإيد اللي متقدرش تقطعها تبوسها"، ويتحدث عن حرب الإنجليز باعتبارها موقفًا سياسيًّا وليست منطقًا جهاديًّا كما يظن البعض.

 

أما عبد الرحمن السندي فهو شخص لا يعرف إلا الدماء، منزوع الرحمة، لا يعرف شيئًا عن الأخلاق والقيم الإسلامية، فهو يبصق في وجه أحد أفراد التنظيم، ويغلق عليه الحجرة موعزًا لأحد مساعديه بالتصرف معه.

 

ولا تخلو الحلقة من تلك المشاهد المكررة المملة، ففاروق-أحمد الفيشاوي- يدعي أنه كان يعطي الإخوان دعمًا ماديًّا، وفاروق أيضًا يطعن في الخلافة، وحسن البنا يبدو كقط صغير أمام النقراشي وأمام يوسف رشاد.

 

الإخوان مصدر خطر للأقباط، هكذا يقول وحيد حامد على لسان النقراشي باشا؛ لمحاولتهم تطبيق الشريعة الإسلامية، (كأن الإخوان وحدهم هم الذين يطالبون بتطبيق الشريعة، هذا كلام لا يقوله إلا العلمانيون، أما الأقباط فكثير منهم لا يعارضون تطبيق الشريعة بما فيهم بابا الأقباط نفسه).

 

الحلقة الخامسة والعشرون

اقترب المؤلف من النهاية، فلا بد بالطبع من تسويد صفحة الإخوان، وإلصاق التهم بمؤسسهم، وإقناع المشاهد بأنهم قتلة سفاحون يستحلون دماء المسلمين، من أجل ذلك يختلق وحيد وقائع لم تحدث، وحوارات من صنع خياله أجراها على لسان أبطال مسلسله؛ لتتم الحبكة التي هي في الحقيقة فضيحة تاريخية بكل المقاييس.

 

يدعي وحيد أن البنا هو الذي أمر بقتل الخازندار بشكل غير مباشر؛ حيث قال أمام السندي: "لو حد يخلصنا منه، ربنا ينتقم منه" ففهم السندي أن هذا أمر له من المرشد بالقتل، وهذا كذب بالطبع، وقد تأثر البنا تأثرًا بالغًا لهذا الحادث، وحزن حزنًا شديدًا، وقال للسندي: "أي شيطان علمكم هذا الأمر؟ الذي لا هو في الشرع أو الدين أو المذهب ولا سمعنا به في أي نظام" واستطرد: "هذه الجريمة في عنق السندي، وسيُسأل عنها بين يدي الله".

 

يلحظ الشاهد أن المخرج قد أطال جدًّا في مشهد مقتل القاضي الخازندار لاستدرار عطفه على القتيل وأبنائه، وفي المقابل شحذ غضبه على القَاتِلَيْنِ اللذين ينتميان للإخوان، وعلى الجماعة كلها.. وقد مطَّ المخرج في استعراض منظر الدماء ليبقى هو المنظر العالق في ذهن المشاهد، ويغطي على ما يسمعه أو يراه من إيجابيات ومحاسن للإخوان.

 

أما حظ البنا في التشويه في هذه الحلقة، فيبدو في مشهد مدسوس دسه المؤلف على الإمام الشهيد وهو منه براء، إذ يدفع البنا- عندما علم بمقتل الخازندار- الموظف الذي أبلغه الخبر دفعة قوية لا يصدق كل من رآها- ممن عاصروا الإمام أو سمعوا به- أن تكون قد وقعت إلا من حسن البنا العلماني الذي اخترعه وحيد مؤخرًا.

 

نكتة المسلسل محمود عساف يقترح على البنا لمَّا رآه مهمومًا بسبب قضية الخازندار أن يشغل الرأي العام بالجهاد ضد الصهاينة، وهذا يمثل قمة الإسفاف، وسنتحدث في الصفحات المقبلة عن دور الإخوان في دعم القضية الفلسطينية وقضية الجهاد.

 

الحلقة السادسة والعشرون

في هذه الحلقة والحلقتين التاليتين، وهي الحلقات الثلاث الأخيرة يتم التركيز على تشويه الإمام المؤسس والطعن فيه بشتى الطرق.. فتبدو قضية فلسطين غير حاضرة في ذهنه، وإنما كل ما يهمُّه هو إرضاء الحكومات المحلية وإرضاء الملك، من أجل الإبقاء على جماعته وزعامته لها، ويبالغ المؤلف في كذبه، فيصور لنا مشهدًا يجمع البنا مع مرتضى المراغي مدير الأمن العام، أدعى فيه أن البنا قال له: إحنا ملناش دعوة بجلالة الملك بس يمنع حل الجماعة، يروح يلعب قمار يشرب خمر يسهر في علب الليل.

 

يُظهر المؤلف الشخصية الإخوانية مماطلة مكروهة مكشوفة الوجه.. فإبراهيم (ترزي العباسية) يمتنع عن إخلاء منزل مواطنة بسيطة رغم حاجتها الشديدة إليه كي تزوج فيه ابنتها إلا أنه لا يراعي الجوانب الإنسانية، ولا يعرف شيئًا عن أعمال البر والإحسان وتقديم العون للآخرين.

 

الحلقة السابعة والعشرون

تلخص هذه الحلقة هدف المسلسل كله في جملة مقتضبة قيلت في نهاية الحلقة على لسان إبراهيم عبد الهادي (رياض الخولي) قال: أنا عايز مصر من غير إخوان.. وهذا هو مطلب الصهاينة والأمريكان والحكومات الفاسدة العميلة والعلمانيين وأشباههم.. أما ما قيل قبلها في الحلقة فهو تهديد ووعيد مبطن للإخوان، بأنهم إذا استمروا في منافسة الحزب الحاكم فسوف يلقون مثل ما لاقاه حسن البنا من إهانة وذل على يد عبد الرحمن عمار، وقد رأى المشاهد كيف بكى البنا بطريقة عبيطة كمجرم صغير مستعطفًا المسئولين للإبقاء على جماعته بدون حل.

 

والحلقة تحاول أيضًا نسف ما تبقى في ذهن المشاهد من تصورات إيجابية حول تلك الأسطورة المسماة (حسن البنا) فهو: تناقض أفعاله أقواله، ويقدم التنازلات، ويتذلل للمسئولين، وينهار انهيارًا تامًّا؛ لأنه فقد أمرًا كان يحبه، هذا الأمر هو زعامة الإخوان المسلمين.

 

الحلقة الأخيرة

يبدو البنا في آخر مشهد- وهذا هو المطلوب زرعه في ذهن المشاهد قبل مغادرته المسلسل- مسكينًَا ضائعًا نادمًا على ما قام به من الاشتغال بالسياسة والعمل العام.

 

الكذبة قبل الأخيرة الجماعة شغالة في التجارة، وفيها ناس عايزين زعامة، وناس بتُصرف لهم رواتب، وناس.. هذه الكذبة ساقها المؤلف على لسان مصطفى مرعي باشا، ليشكك شباب الإخوان في قادتهم، وليوهم المشاهد العادي أن هذه الجماعة ليست جماعة دعوة ترعى الحق وأمور الدين، ولكنها طائفة أُسِّسَت من أجل المصالح والمكاسب الشخصية.
آخر وأغبى كذبة أدعى وحيد أن القنبلة التي فجرها شفيق إبراهيم أنس في محكمة الاستئناف نتج منها أكثر من 25 قتلاً، والواقع يكذبه إذ لم يُصب فيها مواطن واحد.