يبتلي العباد ويمتحنهم ليعلموا فقرهم وحاجتهم إليه، وأنه لا غنى لهم عنه، و قدرته عليهم المتصرف المدبر، يفعل ما يشاء، لا راد لحكمه، ولا لأمره رغم ما تقدموا فيه من العلم، ورغم ما وصلوا إليه من الطب، ورغم ما عندهم من المال، فإن ذلك كله يبقى حائلًا دون كشف الكربات وقضاء الحاجات، فلا يكشف الضر إلا الله، ولا يدفع البلاء إلا الله، ولا يشفي من المرض إلا الله القائل: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (الأنعام: 17)، ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ (الشعراء: 80)، ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (النمل:62)

فأسلموا له قلوبكم، وأخلصوا له نياتكم، و وجهوا له وجوهكم فإن الخلق خلقه، والأمر أمره، ولن يكون العبد مؤمنا إلا إذا علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

ومنهج الإسلام الشامل منهج قائم على التزاوج بين الطب الروحي والنفسي والطب المادي، وليس على الجانب المادي فقط، أو الجانب الروحي فقط، وهكذا الإسلام في كل شيء حيث يجمع بين الدين والدنيا، وبين المادة والروح.

هذه بعض التوجيهات العامة التي تسهم في الوقاية والعلاج من الأوبئة عامة وكورونا خاصة.

تربويًّا:

اليقين بقدرة الله (وما أخطأك لم يكن يصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك) – حاجة وفقرك إلى الله - التسلم بقضاء الله وقدره – والإخلاص له

الاستعداد بالمصالحة مع الله (التوبة من الذنوب و المعاصي – القرآن فهو شفاء حسي و معنوي - أذكار الصباح و المساء فيها الكثير من أدعية الحفظ و كذلك الأدعية الواقية من الضرر وسوء المنقلب – كثرة الإستغفار و التسبيح و التهليل – كثرة الدعاء و اللجوء إلى الله – الصدقات –و أعمال البر)

العمل بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر – توجيه الناس إلى الله – بيان عواقب الذنوب و نتائج الظلم و الجور – نشر قيم الخير في المجتمع

صحيًّا:

الوقاية بالنظافة والمحافظة عليها و خاصة الوضوء والاغتسال والسواك

نظافة الأطعمة والأشربة

نظافة الأطفال أشد

نشر الوعي الصحي والعادات الصحية(وخاصة الجهاز التنفسي من عطس – والملامسة - ومنديل وغيره...)

تجنب المجامع واللقاءات العامة وخاصة الأماكن المغلقة

القراءة عن الفيروس وطرق الوقاية والأعراض والأسباب والعلاج

العلاج:

المسارعة في العلاج وخاصة الأنف (وخاصة الأطفال)

محاولة لزوم المنزل عند المرض وعدم المخالطة

عدم التهويل والتعظيم من الأمور وعليك باستشارة الطبيب

اقتصاديًّا:

- الاكتفاء بالضروريات فقط- عدم الإسراف

- إذا اشتد البلاء يفضل تخزين الحاجات الضرورية