في شكل من التسليم بالأمر الواقع في تركستان الشرقية من سويسرا -واحدة من الدول الغربية- نشر موقع "سويس انفو" الرسمي عن وزارة الخارجية في بلده تقريرا كان من أبرز استنتاجاته أنه "سيكون من الصعب التصدي للنهج المنظم جدا الذي تنتهجه الصين وحلفاؤها فيما يخص قضايا حقوق الإنسان، لاسيما وأن الدول الغربية تمثل أقلية في هذا الهيكل المكون من 47 عضوًا"، وذلك بحسب أدريان كلود زولر، رئيس معهد "جنيف لحقوق الإنسان" التدريبي.

وأضاف "زولر" أنه "لا يبدو بأن لدى الصين نية لتخفيف حدّة دبلوماسيتها الهجومية ضمن منظومة الأمم المتحدة، ولقد أعيد انتخابها للتو كعضو في مجلس حقوق الإنسان الذي يتخذ من جنيف مقرا له، على الرغم من حصولها على عدد أصوات داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة أقل مما حصلت عليه في المرّة السابقة".

وعن داعمي الصين أشار "زولر" إلى أن "كوبا وروسيا هما أيضا من بين الأعضاء الجدد في مجلس حقوق الإنسان: "وبالتالي، سيكون من الصعب التصدي للنهج المنظم جدا الذي تنتهجه الصين وحلفاؤها فيما يخص قضايا حقوق الإنسان، لاسيما وأن الدول الغربية أقلية في هذه الهيئة المكونة من 47 عضوًا".

وكانت وزارة الخارجية الصينية ذكرت أن حوالي 70 دولة دعمت موقف الصين، واعتبرت أن "هذه الدول تقدر أن شينجيانغ قد اتخذت سلسلة من الإجراءات القانونية لمواجهة تهديد الإرهاب والتطرف، وحماية حقوق الإنسان للأشخاص من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ".

وأشار "زولر" إلى أن سياسة الرصد والتتبع للعرقيات المختلفة في الصين الشعبية تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، وفي "ثمانينيات القرن الماضي، شجبت منظمات حقوق الإنسان سياسة التعقيم والإجهاض القسري التي تمارسها السلطات الصينية في إقليم التبت".
ورأى أنه "أصبح العمل لصالح الحريات في الصين وضد انتهاكاتها الجسيمة أكثر صعوبة، وبعد التبت، أصبحت شينجيانغ في طريقها إلى "التطبيع" من قبل الحزب الشيوعي الصيني الذي أعاد الرئيس شي جين بينغ هيكلته وعزز قوته.

رحلة إلى بلاد الإيجور
ونقل الموقع عن "ايجور" قولهم: إنه "فات الأوان"، مشيرا إلى تقرير صحفي نشر في كتاب "رحلة إلى بلاد الإيجور" لسيلفي لاسير، في مايو الماضي، وقالت: "وفقًا لشهادات، لم نعد نرى الإيجور في شوارع مدن شينجيانغ إلا نادرا، والوحيدون الذين قابلناهم هن زوجات الهان، الأغلبية العرقية الإيجورية، ولا يخرجن إلى الشوارع إلا أن تكون الواحدة منهن مصحوبة بأخرى".

وعزت الصحفية ذلك إلى "إجراءات الإغلاق والحجر الصارمة والقاسية بعد تفشي كورونا" في أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الإيجور. وأضافت "يد الحكومة الصينية مطلقة لتفعل ما تشاء، حيث تم نقل 150 طالبًا بصحة جيدة من السكن الجامعي في أورومتشي إلى المستشفى لاستخدامهم كفئران تجارب في البحث عن لقاحات ضد كوفيد".

وأشارت إلى أنه منذ عدّة سنوات من جانب السلطات الصينية ضد أقلية الإيجور العرقية إلى حالات اختفاء قسري وإعدامات وعمليات تعذيب، لا يُعرف مداها، كما أن ثلث السكان المستهدفين (13 إلى 18 مليون إيجوري) خضعوا للاحتجاز في معسكرات إعادة التأهيل، وتسعى بعض المنظمات غير الحكومية إلى توثيق هذه السياسة القمعية.

وقالت سويس إنفو تعليقا إن "تلك الشهادات والتقارير الصحفية والصادرة عن منظمات غير حكومية لا تعتبر دليلا دامغا، ولذلك يمكن لبكين أن تنكرها ببساطة بزعم أنها غير صحيحة أو محض افتراء أو ألاعيب سياسية".

تقارير حقوقية
ولكن تعليق سويس إنفو لم يمنع "نحو خمسين خبيرا مستقلا مكلفون من قبل الأمم المتحدة في شهر يونيو الماضي عن استعدادهم الجدي للتوقيع على بيان مشترك يطالب باتخاذ تدابير حاسمة لحماية الحريات الأساسية في الصين".

ونشرت أكثر من 300 منظمة غير حكومية في سبتمبر المنصرم رسالة مفتوحة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والمفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت والدول الأعضاء في الأمم المتحدة، تطالب باعتماد آلية دولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الصين، وخاصة في مقاطعة شينجيانغ.