يقاسي أنس محمد البلتاجي من انتقام سياسي وضيع، بحق والده الدكتور محمد البلتاجي أبرز رموز ثورة 25 يناير والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، حيث قتلوا ابنته الوحيدة بالرصاص الحي في قلب ميدان رابعة العدوية، ووضعوا أنس في زنزانة انفرادية لـ 8 سنوات منذ اعتقاله في 31 ديسمبر 2013، وهو في مقتبل العشرين عاما، ورغم براءته وتلفيق الاتهامات له إلا أن البراءة كانت بمثابة طعنات تزيد معاناة والدته، حصل عليها أنس البلتاجي ثلاث مرات وفي كل مرة يعاد تدويره في هزلية جديدة، في قريب من منهج متبع مع والده المحكوم عليه ، ظلما، بالإعدام في قضايا هزلية، والسجن لأكثر من ١٧٠ عاما!
سناء عبد الجواد والدة المعتقل أنس البلتاجي، تحرص بين وقت وآخر على الاستغاثة وتوجيه نداءات معلنة إلى الله، من خلال صفحتها على "فيسبوك" أو من خلال النوافذ الإعلامية المختلفة الرافضة للانقلاب، تطالب بوقف معاناة نجلها المتواصلة، المتقلبة بين الانتهاكات والإخفاء القسري، والتنكيل به داخل زنزانة انفرادية.
وتلقفت المنصات الحقوقية على التواصل رسالتها الأخيرة التي قالت فيها:
"أنس البلتاجى المحبوس بغير ذنب للعام الثامن على التوالى .. ٥ سنين لم أر فيها ابنى و لا أعرف عنه شيئا، فى زنزانة إنفرادية لم يخرج منها من سنتين سوى للمحكمة ليجدد له فيها ظلما، حبس إنفرادى ٨ سنين الساعة فيها بيوم، واليوم كأنه سنة، يقضى شبابه وحيدا فى زنزانة معتمة بلا شمس ولا هواء ولا طعام ولا ماء نظيف ولا دراسة ولا حتى كتاب يقرأه.

ليتني أستطيع أن أفتديك يا أنس، ماكنت تأخرت بنفسى وروحى وكل أملك.
ولكن أستودعك الله من هو أرحم من الام بولدها أن يحفظك ويتولاك ويحفظ عليك أيمانك وثباتك وعقلك ويملأ قلبك رضا وسكينة .. اللهم أودع فى صدر أبنى ومن معه برد اليقين وأنزع منهم ذل اليأس، وبلغ ابنى يارب منى السلام ..ورده وزوجى وكل الغائبين ردا جميلا" .

أنس محمد البلتاجي، 28عاما، طالب بكلية التربية النوعية-عين شمس، وهو شقيق الشهيدة أسماء التي أستشهدت في مجزرة رابعة 14 أغسطس2013، ونجل الدكتور محمد البلتاجي المعتقل منذ 29أغسطس 2013، يقبع حاليا بسجن ليمان طره بعدما طالت به السنون في سجون أبوزعبل وإستقبال طرة والليمان".