د. طلعت فهمي: المصريون يتوقون للحرية والظالمون إلى زوال..

قال الدُّكتُور طَلعَت فَهمِي، المُتحدِّثُ الإعلامّي باسمِ جَماعةِ الإِخوان المُسلمون، إن المصريين يتوقون للحرية، وإذا أراد الشَّعب المصريُّ الخروج فالإخوان في القلب منهم، مؤكدا أن مصر هي الباقية والظالمون إلى زوال.

وأكد في برنامج "حوار خاص" مع قناة وطن، أن قادة قمة المناخ يجب أن يعرفوا أنهم جاءوا في أسوأ الأوضاع السياسية مع تزايد أعداد المعتقلين والانتهاكات في السجون.
وبكل وضوح، أجاب الدكتور طلعت فهمي، على أسئلة عديدة شملت مواقف جماعة الإخوان المسلمون، من دعوات حراك 11/11، وقمة المناخ، والأوضاع بمصر، والمؤسسة العسكرية، والتحرك الفعال من أجل توحيد القوى الوطنية
وتناول حوار الدكتور طلعت فهمي آخِرِ المُستَجِدَّات على الساحة الوطنية، وموقف جماعة الإخوان المسلمين ومن الاعتقالات المستمرة والتي طالت ألفي فرد من الإخوان منذ الدعوة إلى 11/ 11، مؤكدا أن مصر ليست ملكا لجماعة ولا لطائفة ولا تيار وإنما للجميع.
إلى نص الحوار:
** المصريون مهددون في حياتهم منذ الانقلاب
-دكتور طلعت لا يخفى عليكم الأحداث المتسارعة في السَّاحة المصريَّة على كل المستويات؛ السِّياسيَّة والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة، ما رؤية ((الإخوان المسلمون)) لهذه التَّطورات الَّتي تجري الآن في مصر؟
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، أقول ما قاله أهل الانقلاب حين تحدَّثوا عن حالة شبه الدولة، وحالة الهاوية الَّتي وصل إليها المصريُّون.
فقد صار المصريُّون مهدَّدينَ في غذائِهم ومياه شربهم وأمنهم القوميِّ وتعليمهم وصحَّتهم.
حين تمَّ الانقلاب على الأستاذ الدُّكتور محمَّد مرسي رحمه الله أوَّل رئيسٍ منتخبٍ في حياة المصريِّين؛ كان الدَّين الخارجيُّ 43 مليار دولار، الآن قفز إلى 160مليار دولار.
كان الجنيه المصريُّ أمام الدُّولار ((كلُّ دولارٍ بستَّة جنيهات)) وثمانين بالمئة للدولار في القيمة المصريَّة؛ الآن نحن تجاوزنا ((الدُّولار)) تجاوز عتبة الـ 23 جنيه>
كان ميزان المدفوعات فيه فائض237 مليون دولار؛ الآن نحن نتكلَّم عن عجزٍ تجاوز الـ 10 مليار دولار.
صارت مصر الأولى عربيَّاً في معدَّلاتِ الانتحار، فالبنك الدُّوليُّ يقدِّر عدد حالات الانتحار الآن في مصر حوالي 4000 حالة،
في عام 2012 كان في مصر 312 حالة، صارت مصر الثَّالثة عربيَّاً في معدَّلاتِ الجريمة، وصارت نسبة الأُميَّة في مصر بنسبة 28 %، في فلسطين المحتلَّة 0.2 أو 0.3%.
فنحن نتكلَّم عن أوضاعٍ صعبةٍ وصلت إليها البلاد بعد 9 سنواتٍ من الانقلاب، كلُّ شيءٍ ارتفع الآن في حياة المصريِّين، ولا يكاد المصريون أن يتحصَّلوا على قوت يومهم.
وعندنا قرابة الـ 50% من المصريِّين تحت مستوى الفقر.
في الحقيقة هذه الحال المتردِّية هي الَّتي جعلتهم الآن يخرجون إلى الإعلام ويتكلَّمون بعد أن توقَّف الدَّاعمون؛ هؤلاء الَّذين دعموا مصر بعد الانقلاب بقرابة 60 مليار دولار بشكلِ مساعداتٍ متعدِّدة،
الآن قالوا لن ندفع إلاَّ إذا أعطيتم لنا الأصول.. يريدون أراضٍ على قناة السُّويس وأصولاً في المطارات وفي الموانِئ وفي المستشفيات وفي البنوك وفي الأراضي، وكلُّ هذا في الحقيقة يهدِّدُ أمن مصر القوميَّ بشكلٍ خطير.
** تكرار خروج المصريين وارد
-دكتور طلعَت بشأنِ الحديث عن أنَّ النِّظام خرج وبدأ يتحدَّثُ بعدما توقَّف الدَّعم. المتابع لهذه الخطابات السِّياسيَّة من قبل النِّظام يرى أنَّ هناك تخوفاً بالتَّحديد من ثورة يناير، وتحذيراً شديداً من عدم السَّماح بتكرارها مرَّة أخرى، لماذا برأيك؟
في الحقيقة تخوف النِّظام من تكرار ثورة يناير لأنَّ ثورة يناير إذا تكرَّرت فيهذه المرَّة فسوف تكون ثورةً مختلفةً.
في يناير خرج المصريِّون وقالوا: الجيش والشَّعب ((إيد واحدة)). فهل يا ترى الآن بعد تسع سنواتٍ من الانقلاب والمؤسَّسة العسكريَّة تستولي على أكثر من60% من اقتصاد المصريِّين، وتتدخَّلُ في كلِّ حياة المصريِّين.
الآن بعد أن توحَّشت كلُّ الأجهزة القمعيَّة؛ كيف سيتعاملون في الحقيقة مع الشَّعب؟ أبناءُ سيناءَ الَّذين هم جزءٌ من أمن مصر القوميِّ؛ كيف سيكون حالُهم بعد كلِّ محاولاتِ القتل والتَّهجير والتَّغريب والتَّعذيب وكلِّ هذه الأمور؟
في الحقيقة إذا تكرَّرت ثورة يناير فهم يقرِّون أنَّها ثورةٌ سوف لا تبقي ولا تذر؛ لأنَّ النَّاس أدركوا الفرق بين الثَّرى والثُّريا،
بين الحريَّة الَّتي عاشوها في عهد الدُّكتور محمد مرسي الَّذي ألغى عقوبة حبس الصَّحفيِّين، والَّذي أمِن النَّاسُ فيه على حياتهم.
والآن صار كلُّ النَّاس مهدَّدون.
أنا لا يمكنني أن أنسى ما قاله الدُّكتور مصطفى النَّجار فكَّ الله أسره، وهو مغيَّبٌ قسريَّاً. هو في الحقيقة قال كلمةً مهمَّةً جدَّاً أن يستوعبها الجميع. قال: راجعنا أنفسنا كثيرا، وراجعنا مواقفنا السِّياسيَّة، وأدركنا كم حماقتنا وسذاجتنا وغياب الأولويَّات الَّذي ضيَّع فرصاً غاليةً على هذا الوطن ليخرج من جُبِّ الماضي إلى آفاق المستقبل.
ففي الحقيقة إذا عادت الثَّورة مرة أخرى فأنا أتصوَّر أنَّ الجميع قد وعى الدَّرس وذاكرةُ الشُّعوب لا تنسى، فهم يدركون تماماً أنَّ ثورة يناير في دورتها وفي موجتها الجديدة سوف تكون ثورةً مختلفةً تماماً، بعد أن ذاق المصريُّون ويلات العذاب على أيدي الانقلابيين.
** الشعب يتوق إلى الحرية والكرامة
دكتور هل أفهم من كلامكم أنَّ الشَّعب المصريَّ الآن مهيأٌ لحراكٍ آخرَ مثل الَّذي حدث في يناير؟ -
الشَّعبُ المصريُّ في الحقيقة مهيأٌ وهو يتوق إلى الحريَّة والعزَّة والكرامة، ولكنَّه تعرَّض لضغوطٍ شديدةٍ في معاشه وفي حريَّته،
ولكنَّه الآن قد أدرك الفرق.

لماذا يحذِّر النِّظام دائماً المصريِّين من الإخوان؟ بل إنَّه يعلِّق عليهم دائماً كلَّ ما يعتبره فشلاً بل ويتَّهمهم صراحةً بالفشل لماذا برأيك؟-

هم يخوِّفون النَّاس من الإخوان لأنَّ ((الإخوان المسلمون)) لهم مشروعٌ واضحٌ في الحقيقة في تحرير الأوطان من كلِّ سلطانٍ أجنبيٍّ.
وهم أدركوا وقفة الإخوان المسلمين أمام المستعمر الإنكليزيِّ. ويدركون تماماً أنَّ مشروع الإخوانِ الوطنيِّ يقوم على حكومةٍ منتخبةٍ من الشَّعب، وهذه الحكومة في تصوُّر الإخوان هي حكومةٌ تكون خادماً عند الأمَّة، وأجيراً عندها.
وقد رسَّخ الأستاذ الدُّكتور محمد مرسي رحمه الله هذا التَّصور وجعله حقيقةً واقعةً في حياة المصرييِّن، حين كان له أربعة مساعدين لرئيس الجمهوريَّة، ولهم جلسٌ استشاريٌّ من عددٍ كبيرٍ من المصريِّين الاختصاصيِّين.
ففي الحقيقة نموذج الإخوان نموذجٌ واضحٌ أمامهم جميعاً. فهم يدركون وحتَّى نكون واضحين وصرحاء أن ((الإخوان المسلمون)) هم المهدِّد الأكبر للكيان الصهيوني.
((جنكير كباتريك)) مدير نيويورك تايمز في مصر، وصاحب كتاب ((مصر في أيدي العسكر)) يقول في مقابلةٍ مع ((هيغل)) وزير الدفاع الأميركي؛ يقول الرَّجل: أنَّني كنت محاصراً من إسرائيل ومن الدُّول الخليجيَّة من أجل تأييد الانقلاب على مرسي.
** الإخوان المسلمون عقبةٌ أمام الكيان الصُّهيونيِّ
الكيان الصهيوني ((نتنياهو)) كان يقول: نحن دعمنا الانقلاب بمليارات الدُّولارات؛ لأنَّ مصر مرسي إذا اتَّحدت مع تركيا أردوغان فهذا سوف يكون فيه زوال إسرائيل. فهم يتخوَّفون من الإخوان؛ لأنَّ الإخوان في الحقيقة هي المهدِّد الأكبر لعروشهم.
أحد حكَّام الدُّول الخليجيَّة قال ((لهيغل)) قال له: الإخوان الآن هم الخطر الأكبر في الحقيقة على المنطقة؛ لأنَّهم يقفون أمام التَّطبيع.
هم لا يريدون الإخوان ويخوِّفون من الإخوان؛ لأنَّ الإخوان في الحقيقة قاموا وخطوا الخطوة الأولى نحو تأسيس الدَّولة، وأداروا البلد عاماً كاملاً، بينما هما لآن يقفون على صندوق النَّقد الدُّوليِّ والاقتراض، يحتاجون إلى ترليون جنيه فقط لسداد فوائد القروض.
في حين أنَّ النَّموذج الَّذي قاده الدُّكتور مرسي في الحقيقة كان نموذجا مختلفاً.
الأخطر من هذا أنَّهم يدركون تماماً أن ((الإخوان المسلمون)) يريدون إسلاماً حيَّاًّ متحرِّكاً على الأرض لا يعيش في التَّكايا ولا في الزَّوايا. وهذا يخالف ما يريدون تشكيل المنطقة عليه. فـ ((الإخوان المسلمون)) بالنِّسبة إليهم يرفضون نموذج الإسلام المهجَّن، يرفضون نموذج الإسلام المستضعف. ((الإخوان المسلمون)) عقبةٌ أمام الكيان الصُّهيونيِّ. الإخوان المسلمون عقبةٌ أمام النِّظام العالميِّ الجديد بكلِّ الإباحيَّة وما يعنيه في الحقيقة من اللَّا أخلاقيَّة.

** الانقلاب يدرك أن الجماعة موجودة في كل مكان
- يعني دكتور هل تقصد أنَّ تعامل النِّظام الحاليِّ بالَّتحذير الشَّديد ضدَّ الإخوان هو ليس سلوكه خاصَّةً وإنَّما هو سلوكٌ وراءَه عدَّة دول، أو وراءَه مجتمعٌ دولي؟
لأنَّ الَّذين انقلبوا في الحقيقة لو كان الأمر يعود إليهم فقط لكان المصريُّون أنهوا هذا الانقلاب في أيَّامه الأولى. ولكنَّهم مدعومون من الكيان الصُّهيونيِّ كما ثبت هذا. ومدعومون من الدُّول الغربيَّة وبالموافقة الأمريكيَّة. فهم لا يعبرون في الحقيقة عن أنفسهم.

ثمَّ نظرة هؤلاء منذ القدم إلى الإخوان؛ يعني صفوت الرُّوبي جلَّاد السِّجن الحربيِّ الشَّهير لمَّا كان ((الإخوان المسلمون)) في زنازين السِّجن الحربيِّ -الَّتي لا يكاد يدخلها الهواء- يقوم بالتَّفتيش عندهم يقول للعساكر الَّذين يقومون بالتَّفتيش احذر مِن الإخوان المسلمين لو أنَّ معهم مسماراً، لو أنَّ معهم خشبةٌ يمكن أن يصنعوا منها طيَّارةً تقوم بدَّك السِّجن الحربي. هذا هو تصوُّرهم..
تتصوَّر بعد حدوث الثَّغرة سنة 1973 يستدعي فؤاد علام رئيس جهاز مباحث أمن الدَّولة يستدعي الأخ صقر سليمان من إخوان السُّويس -والرَّجل داخل في20 سنة في السِّجن- ويقول له أنَّ الرَّئيس السَّادات يطلب توصيل معونات للجيش المصريِّ المحاصر، ونحن نطلب معونتك ونطلب خبرتك. فأحضروا له الخرائط ورسم لهم الطَّريق من أجل إيصال المعونات إلى الجيش المصريِّ المحاصر عام 1973. فهم يدركون أنَّ ((الإخوان المسلمون)) في الحقيقة جماعةٌ ((ملايينيةٌ)) موجودةٌ في كلِّ شارعٍ وفي كلِّ حارةٍ وفي كلِّ جامعةٍ وفي كلَّ مدرسةٍ وفي كلِّ هيئةٍ وكلِّ مؤسَّسة. هي ليست مجموعة أفرادٍ عشراتٌ أو مئاتٌ أو آلاف.
فهم يدركون ماذا تعني جماعة ((الإخوان المسلمون)).
** موقفنا من دعوات 11/ 11
- دكتور ذكرت في كلامك أنِّ ((الإخوان المسلمون)) يريدون للأوطانِ أن تتحرَّر من السُّلطان الأجنبيِّ، في الحادي عشر من نوفمبر المقبل، هناك دعواتٌ للِّنُّزول والتَّظاهر ضدَّ النِّظام، ما موقف جماعة ((الإخوان المسلمون)) من هذه الدَّعوات؟
جماعة الإخوان المسلمين منذ الانقلاب في 2013 كانت تنزل في الشَّارع باستمرار، وكانت مستمرَّةً في كلِّ الفاعليَّات، ودفعت أثماناً ضخمةً وكبيرةً. وحين جاءت الدَّعوة ل 11 /11 منذ سنوات في الحقيقة نزل ((الإخوان المسلمون)).
وكلمة الإعلاميِّ الكبير الأستاذ سليم عزوز مشهورةٌ وقتها حين قال: ((الإخوان المسلمون)) ستروا سوأة هذا اليوم.
((الإخوان المسلمون)) موجودون في الشَّارع في كلِّ الأوقات، ولكنَّهم يدركون أنَّهم جزءٌ من الشَّعب المصريِّ في الحقيقة. وهم ليسوا وكلاء عن الشعب، وهم لا يتقدَّمون عليه ولا يتأخَّرون عنه. فالقرار في النِّهاية هو قرارٌ للشَّعب المصري، فإذا أراد الشَّعب المصريُّ الخروج فالإخوان في القلب منهم.
عفواً دكتور ولكن يعني إذا قرَّر الشَّعب المصريُّ الخروج؟؟-
سوف يجد الإخوان في القلب منه.
** اعتقال أكثر من ألفي فردٍ من الإخوان منذ الدعوة إلى 11/11
يعني ستشاركون؟؟
((الإخوان المسلمون)) لا يتأخرون عن الشَّعب المصريِّ. وقرار ((الإخوان المسلمون)) في الحقيقة هو ليس قرارنا هنا في الاستوديو، وإنَّما هو قرارُ الدَّاخل القابض على الجمر، الَّذي يدفع هذه الأثمان.
الأيَّام الماضية بمجرَّد الإعلان عن هذا الحراك؛ تمَّ اعتقال أكثر من ألفي فردٍ من الإخوان.
فكلُّ كلمةٍ لها ثمنٌ يدفعه ((الإخوان المسلمون))

** رسالة إلى المشاركين في قمة المناخ
دكتور طلعت تحدَّثت بالتَّفصيل عن الوضع الإنسانيِّ والاجتماعيِّ والاقتصاديِّ داخل مصر. مصر تحتضن قمَّة المناخ في شهر نوفمبر ما رسالتك لدول العالم في هذه القمَّة؟
نقول لـ 197 دولةً تشارك في قمَّة المناخ: إذا أنتم حضرتم من أجل الوقود الأحفوريِّ، ومن أجل انبعاثات الكربون، ومن أجل الحرارة المتزايدة على كوكب الأرض بسبب سوء استعمالكم للموارد الطَّبيعيَّة الَّتي حباكم الله سبحانه وتعالى إيَّاها؛ فعليكم أن تدركوا أنَّ هذا المؤتمر يقام في أكثر المناخات سوءاً.. إذا كنتم تتحدَّثون عن الانبعاثات الَّتي تسمِّم وتلوِّث حياة النَّاس؛ فأنتم جئتم إلى مناخٍ تمَّ فيه إعدام 105 شخص، في ظلِّ أحكام عسكريَّة وسياسيَّة مسيَّسة، وينتظر 95 شخصاً تطبيق الإعدام عليهم. هذا النِّظام الانقلابيُّ قام بـ 1500 حالة إخفاء قسري، تمَّ قتل 62 فردٍ مصريٍّ منهم..  في هذا المناخ تمَّ قتل 1134 معتقلاً قتلاً ممنهجاً داخل السُّجون.
أخي الكريم هل يمكن أن تدرك أنَّه في حرب الكيان الصُّهيونيِّ على غزة في مايو 2021 كان عدد الشُّهداء232.
يعني هم الآن يحضرون إلى قمَّة المناخ في مصر، أقول لهم مصر فيها 250 امرأةً في ظلِّ هذه الأحكام الجائرة في السُّجون،
بينما الكيان الصُّهيونيُّ عنده 34 أسيرةً فلسطينية.
أنتم تأتون إلى قمَّة المناخ في بلدٍ فيه 88 سجناً، بنى الانقلاب منها 45 سجناً،
أيُّ مناخٍ هذا الَّذي يعتقل ثلاثة آلاف طفلٍ، واعتقل ألفي امرأةٍ، وانتهك حرماتها. ستُّون ألف معتقلٍ، كان لدى الكيان الصُّهيونيُّ 4450 معتقل، مصر عندها أكثر من ستِّين ألف معتقل. فنقول لهم إذاً: أنتم جئتم من أجل تنقية المناخ؛ فعليكم أن تنظروا بعين التَّنقية والتَّطهير في الحقيقة إلى هذا المناخ. وليس إلى بروباغاندا وساحاتٍ محضرةٍ إلى فانتازيا في المظاهرات وما إلى ذلك.
فالمناخ الَّذي أتيتم إليه من أشدِّ المناخات سوءاً في العالم.

** موقف الإخوان المسلمون من المؤسسة العسكرية
-هذا يدعوني إلى سؤالٍ هامٍّ جداً، وهو عن المؤسَّسة العسكريَّة الآن في مصر.. المؤسَّسة العسكريَّة كما يبدو جلياً للمواطن المصريِّ
ولمن يتابع الشَّأن المصريَّ؛ أنَّها أقحمت نفسها -أو أنَّ بعض الجنرالات أقحموها- في غير مهامِّها الَّتي حدَّدها لها القانون والدُّستور، المتمثِّلة في حماية الوطن وسلامة أراضيه.. إلخ. كيف تنظر جماعة ((الإخوان المسلمون)) الآن إلى هذه المؤسَّسة؟
جماعة ((الإخوان المسلمون)) تنظر إلى أنَّها ملكٌ للشَّعب المصريِّ. وهي لا تملك نفسها. فالشَّعب المصريُّ هو صاحب هذه المؤسسة. هو الَّذي يدفع لها رواتبها. ولكن يجب أن تكون هذه المؤسَّسة معنيةً بحماية مصر، وأمن مصر القوميِّ بعيداً عن السِّياسة وبعيداً عن الاقتصاد. وأن تتفرَّغ لمهمتها الأساسيَّة. ليست مهمَّتهم تهجير أهل سيناء وإشاعة القتل والإبادة فيهم، وليست مهمَّتهم فضُّ رابعة والنَّهضة وسائر الميادين وإعمال القتل وإثخانه في المصريِّين.
** المؤسسة العسكرية لا يزال فيها وطنيون وشرفاء يجب أن يعوا حقيقة اللحظة الراهنة
لكن أمَّا وقد فعلت؛ كيف تقيِّمون هذه المؤسَّسة الآن، كيف ستتعاملون معها؟
نقول أنَّ ليست المؤسَّسة كلُّها في الحقيقة على هذا القدر من الفساد لا يزال في المؤسَّسة وطنيِّون ولا يزال فيها شرفاء يجب أن يعوا حقيقة اللَّحظة الرَّاهنة. وأنَّ استمرار قيادة المؤسَّسة بهذه الطَّريقة سوف يدمِّر هذه المؤسَّسة. ونقول لهم لا تنسوا أنَّ الأستاذ الهضيبي مرشد الإخوان المسلمين الثَّاني عليه رحمة الله رفض الاصطدام مع عبد الناصر والمؤسسة العسكرية.
ودفع ((الإخوان المسلمون)) ثمناً غالياً من أجل ألاَّ يتفتَّت الجيش. وأنَّ ((الإخوان المسلمون)) بعد2013 حين قالوا ((سلميتنا أقوى من الرصاص)) لأنَّهم لم يريدوا صداماً مع الجيش لن يستفيد منه إلا الصَّهاينة.  
فراجعوا تاريخ الإخوان سوف تجدون أنَّ الإخوان ينظرون إلى المؤسَّسة العسكريَّة على أنَّها مؤسَّسة وطنيَّة يجب الحفاظ عليها. ومن هنا كان قول الدُّكتور محمد مرسي رحمه الله ((أنا خائف على الجيش، حافظوا على الجيش)).
فيجب أن يَعوا أنَّ الاستمرار بهذه السِّياسات أقول سوف يأتي على الأخضر واليابس. سوف يضيِّع المفسدين ويضيِّع الشُّرفاء الموجودين كذلك. لأنَّ الشَّعب وعى التَّجربة، لأنَّ الشَّعب رأى الممارسات واضحةً أمام عينيه.
** نحتاج إلى أن يتحرر الوطن
- دكتور بيان الإخوان الأخير تضمَّن مسمَّى ((المشروع الوطَّني المتكامل)). وفي داخل البيان تحدَّث (البيان) عن مراحل لتوحيد القوى الوطنيَّة وإسقاط الانقلاب العسكريِّ. ما هذه التَّفاصيل؟
((الإخوان المسلمون)) في الحقيقة يرون أنَّ العقبة الكأداء أمام يناير الحريَّة والكرامة الإنسانيَّة هو الانقلاب. وهذا الانقلاب أتى على مقاوميه وأتى كذلك على مؤيِّديه الَّذين استعان بهم من أجل أن يعصف بالحريَّة في مصر. فالآن هذا أمرٌ نحتاج أن يتدَّبره المصريِّون جيداً. أنَّ المهمَّة الأولى الآن هي استنقاذ مصر من هذا الانقلاب الجاثم على نفوس المصريِّين.
يعني هؤلاء حين يذهبون لمقابلة رؤساء الدُّول يقدِّمون الرَّشا بشراء الأسلحة التي قد لا يحتاجها الجيش في الوقت الرَّاهن.
فالآن وقد وصلنا إلى ما وصلنا إليه على كافَّة الأصعدة كما ذكرنا اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً؛ فنحن نحتاج أولاً أن يعي الشَّعب خطورة اللَّحظة الرَّاهنة، وأن يوقن أن ((الإخوان المسلمون)) لم يكونوا في الحقيقة خطراً على مصر. وأنَّ الأحزاب السِّياسيَّة والحياة السِّياسيَّة النَّظيفة والتَّنافسيَّة الشَّريفة لم تكن في يومٍ من الأيَّام خطراً على مصر. ولا على المصريِّين.
نحن الآن نحتاجُ أن يتحرَّر الوطن. ولن يتحرَّر إلَّا إذا تضافرت جميع الجهود.
** تحركات الإخوان المسلمون لتوحيد القوى الوطنية
-هل تتحرَّكون في هذا الاتِّجاه؟
نحن نتحرَّك في هذا الاتجاه في الحقيقة طوال السَّنوات الماضية، ولم ينقطع تواصلنا مع السِّياسييِّن في الدَّاخل والخارج في ظلِّ ضغوطٍ إقليميةٍ غير مواتيةٍ، وفي ظلِّ ظروفٍ عالميَّةٍ تقف أمام تحرُّر المصرييِّن. لأنَّك تتكلَّم عن مئة مليون في عمق أربعمئة مليون عربيٍ في قرابة ملياري مسلمٍ على مستوى العالم كانت مصر تمثِّل لهم الأمل، ولازالت مصر تمثِّل لهم أملاً.. مصر فيكلِّ الظُّروف الَّتي مرَّت بها هي مصر الَّتي تصدَّت للصَّليبيِّن وكانت حطِّين، مصر الَّتي تصدَّت للتَّتار وكان قطز وبيبرس، مصر73. فمصر دائماً هي الَّتي يُنظر إليها بعين الأمل. وسوف تظلُّ مصر كذلك؛ إذا ما اتَّحدت كلُّ إرادات المصريِّين، وتناسوا كلَّ المحن والبغضاء و مرارات الماضي، وعبروا هذه الصَّفحة، فعليهم بعد ذلك أن يتوافقوا وألاَّ يخافوا.
** مشروع الإخوان السياسي مع التوافق
هل مشروع الإخوان السِّياسيِّ منصبٌّ بشكلٍ كبيرٍ في أمر توحيد القوى الوطنيَّة؟-
هذا ما عناه الإخوان وحرصوا عليه من بعد قيام ثورة يناير. والأستاذ المرشد محمد بديع فكَّ الله أسره وأسر إخوانه جميعاً قال:
قوَّة ((الإخوان المسلمون)) هي قوَّة للأحزاب. لذلك شكَّل ((الإخوان المسلمون)) القائمة الوطنيَّة. وكان الَّذي يرتِّب هذه القائمة الدُّكتور وحيد عبد المجيد وهو ليس من الإخوان في الحقيقة. وحملت هذه القائمة أناساً كثيرين إلى البرلمان من غير الإخوان.
فنقول لهم: لماذا يتِّم الآن عمل هذه الفزَّاعة، ويتِّم تخويف النَّاس منها.. هذه ممارسات الإخوان المسلمين معكم طوال سنوات. تصدَّوا لنظام مبارك، ودفعوا ثلاثين ألف معتقل، وسبع محاكماتٍ عسكريَّةٍ، وصودرت أموالهم، وفتِّشت بيوتهم وعطِّلت مصالحهم، ولمَّا كانت إرهاصات ثورة يناير؛ وجد الشَّعب المصريُّ ((الإخوان المسلمون)) في المقدِّمة، ووجد ((الإخوان المسلمون)) في القلب. حين تعرَّضت الثَّورة لخطر معركة الجمل كان ((الإخوان المسلمون)) وأربعة عشر شهيداً، وألفاً وخمسمئة مصاب.
فـ ((الإخوان المسلمون)) دائماً في الأزمات هم في حائط الصَّدِّ الأوَّل عن هذا الوطن. كانت هناك غرفةٌ في الحقيقة لقيادة المنصَّة في التَّحرير. وحين طل بالثوار بعد تنحِّي مبارك إفراغ الميدان كان رأي الإخوان في الحقيقة غير ذلك، وجاء الأستاذ الدُّكتور محمَّد مرسي وعقد مؤتمراً في مقرِّ الإخوان وقال: هذه رغبة القوى الثَّوريَّة، ونحن متوافقون معهم.  
فـ ((الإخوان المسلمون)) حريصون على التَّوافق. ونحن حريصون على التشارك. والإخوان المسلمون حين جدَّ الأمر عرضوا أمر الرِّئاسة على أجلَّاء من القامات المصريَّة العظيمة. فـ ((الإخوان المسلمون)) لا يريدون أنفسهم لافي الصَّدارة، ولا في المشهد الأوَّل. لكن إذا خلا الصَّف فيتواجد ((الإخوان المسلمون))
فنحن نقول لهم: أنتم رأيتم مرارات العسكر، أنتم رأيتم الطَّرف الثاَّلث، ومن يمثِّل هذا الطَّرف. فلنتوافق ولنحسن النَّوايا، ولنتبع النَّوايا بالفعل والعمل الوطني المشترك.
** نحن مع التشاركية ونشر الحرية
ماذا بعد التَّوافق؟-  
بعد التَّوافق يكون هناك التَّشارك في بناء مؤسَّسات الدَّولة. أن يكون للمصريين دستورهم. أن يكون للمصرييِّن خريطة عملٍ وطنيِّ في بناء هذه المؤسسات. في إعادة الجيش للقيام بدوره. في أن يتحمَّل المصريون اقتصادهم. في أن يقوم المصريِّون ببناء وطنهم.
أن تشيع الحرية الَّتي هي فريضةٌ من فرائض الإسلام. إذا عاش المصريِّون وتنسَّموا مناخ الحريَّة؛ فسوف تجد الإبداع في كافَّة الميادين.
فليتوافقوا ثمَّ يتشاركوا وبعد ذلك يتنافسوا. ولكن أن يكون هناك شفافيَّة في إدارة المرحلة. يعني لا يخرج علينا من جديدٍ من ذهب إلى العسكر وكان يطلب منهم إطالة المرحلة الانتقاليَّة، أو يذهب إلى العسكر ومن يعدُّ لهم وثيقة السِّلمي، أو يقول لهم أنتم فوق الدُّستور، أنتم فوق القانون. فهم في الحقيقة هممن أفسدوا هؤلاء. فنحن نريد توافقاً ثمَّ تشاركاً ثمَّ تنافساً كما يعيش العالم كلُّه.
أمَّا أن يعيش المصريُّون الآن هذه الحالة وأن هذا التَّنافس كأنَّه رجسٌ من عمل الشَّيطان فلماذا؟ وهو حقٌّ لجميع الناَّس.
الَّذين يبعدون عن الممارسة السِّياسيَّة هم في الحقيقة أصحاب الجرائم. وليس أصحاب التَّاريخ الوطنيِّ المشرِّف.
فليتنافس النَّاس وليختر المصريِّون وهم يعرفون دائماً كيف يختارون ومن يختارون.
** الشعب سيختار الإخوان مجددا رغم التشويه
- بناءً على هذه المراحل، بذلك التَّرتيب الَّذي ذكرتموه، التَّوافق ثمَّ التَّشارك ثمَّ التَّنافس؛ هل أفهم من كلامكم أنَّ الإخوان إذا فتح لهم المجال الآن في مصر لن يتصدَّروا؟
نحن نقول فليتوافق الناس. وما تتوافق عليه الأسرة الوطنيَّة والجماعة الوطنيَّة في مصر؛ فنحن معهم فيه. ما يتشاركون فيه من سراءٍ وضراء نحن مشاركون معهم كذلك.
-هل ترى أن الشَّعب إذا فتحت أجواء الحريَّة مرَّة أخرى سوف يختار((الإخوان المسلمون))؟ بعد كلِّ ما مورِسَ ضدَّهم من حملات تشويهٍ في الإعلام وغيره؟
مورِسَ تشويهٌ كبيرٌ على الإخوان بعد حلِّ جماعتهم عام 1948. وحين عادت الجماعة في 1951 التفَّ في الحقيقة حولها الشَّعب.
وهذا التاريخ يمكن بسطه بعد ذلك.. غُيبَت الجماعة من 1954 إلى 1974. وبعد ذلك احتضنها المجتمع المصريُّ. وكانت حياةٌ طلابيَّةٌ وانتخاباتٌ طلابيَّةٌ حافلةٌ ومشرفةٌ. وكانت هناك نقاباتٌ فاعلةٌ. وتسعة انتخاباتٍ برلمانيةٍ شارك فيها ((الإخوان المسلمون)) من 1976 حتى 2010 فدائماً كان الشَّعب ينظر إلى ((الإخوان المسلمين)) نظرة الإعزاز والتقدير.
** رسالتنا إلى المصريين
دكتور نريد أن نسمع رسالتكم إلى المصريِّين على اختلاف طوائفهم. لنبدأ بمصر الوطن ما رسالتكم للوطن؟  -
مصر هي الوطن وهي الأمُّ لنا جميعاً. تربَّينا على أرضها. والإسلام يدعو النَّاس لحبِّ أوطانهم. وإلى الوفاء لبلدانهم. والإخوان المسلمون منذ نشأتهم ينظرون لمصر نظرة إكبار. وكان الإمام البَّنا رحمه الله يرى أنَّ المصريَّ من أفضل الطَّاقات الموجودة في العالم.
فنحن نقول لمصر: نحن حريصون على عزَّة مصر وكرامة مصر. وأن تكون مصرفي المقدِّمة دائماً. ونحن نفتدي مصر بأرواحنا ودمائنا وما نملك. لأنَّ مصر في الحقيقة هي قاطرة العرب والإسلام على مدار التَّاريخ.
- وفي هذا الصَّدد ماذا تقولون للشَّعب المصريِّ أيضاً؟
نقول للشَّعب المصريِّ: أنت خبرت الإخوان وعاينت الإخوان عبر تاريخٍ طويلٍ.
لما كانت مصر تئِنُّ من الأميَّة؛ ((الإخوان المسلمون)) عام 1930 أنشأوا ألف مدرسةٍ ليليةٍ. حتَّى أنَّ وزير الثَّقافة محمد العشماوي باشا وجَّه شكراً خاصاً لجماعةِ ((الإخوان المسلمين)).
نقول لشعب مصر: أنَّ ((الإخوان المسلمون)) حملوا هموم مصر، ووقفوا أمام المستعمر الإنكليزيِّ وجابهوه وجهاً لوجهٍ على ضفاف القناة. وأنَّ ((الإخوان المسلمون)) دفعوا ثمناً كبيراً من أجل ألاَّ تتشرذم مصر.
وتقرير وزارة الخارجية في بريطانيا أنَّ ((الإخوان المسلمون)) لو حملوا السِّلاح عام 2013 لكان تغيَّر وجه مصر.
فنقول لهذا الشَّعب الأبيِّ الكريم: أنت تعاملت مع الإخوان فلا تستمع إلى وشايات الإخوان. وأنت أعطيت الأستاذ الدُّكتور محمَّد مرسي 13 مليون صوتٍ في أعنف وأشرس المعارك الانتخابيَّة الَّتي أُنفق فيها المال من كلِّ حدبٍ وصوب. ولكنَّك كنت رشيداً في هذا الاختيار.  
نقول لشعب مصر: في الحقيقة موقف النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم حين عاد المهاجرون من الحبشة سألهم عن غرائب ما سمعوا. فقالوا: كانت هناك عجوزٌ في الحبشة، وكانت تحمل فوق رأسها وعاء ماء. فجاء أحد المتشاغبين من ورائِها فدفعها فسقطت على الأرض، وانكسر إناؤها. فوقفت ونظرت إلى إنائِها المكسور، ثمَّ نظرت إلى هذا الظَّلوم الغشوم، فقالت له: ستعلم يا ظلوم إذا جمع الله الأولين والآخرين ونصب الكرسيُّ، وجيءَ بالميزان؛ فستعرف وقتها أمري وأمرك، وحالي وحالك.
فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((صدقت.. صدقت. لا قدِّست أمَّةٌ لا يأخذ الضَّعيف فيها حقَّه غير متعتع)).
فأنتم الآن أمام اختبارٍ في الحقيقة. أن تقفوا مع المظلوم في وجهِ الظَّالم. والمظلوم هو أنتم.. أنتم الَّذين عشتم حالة من الأمن والطمأنينة حين أحسنتم اختيار رئيسكم. فكفاكم بنسبة 25% من القمح في عام حكمه. وارتفعت رواتبكم بنسبة 60%. واستشعر المصريُّون (المرأة المعيلة والطِّفل الَّذي لم يدخل المدرسة) الخدمات الصِّحيَّة. فأنتم عاينتم، وأنتم الآن مدعوون إلى نصرة أنفسكم قبل نصرة الآخر.  
** مصر ليست ملكا لجماعة ولا لطائفة ولا تيار وإنما للجميع
جماعة الإخوان هي أكبر قوَّةٍ سياسيَّةٍ معارضةٍ في مصر. ماذا تقول لباقي القوى الوطنيَّة والسِّياسيَّة؟-  
نقول لكلِّ القوى الوطنيَّة والسِّياسيَّة: مصر ليست ملكاً لجماعةٍ ولا لطائفةٍ ولا تيار. وإنَّما هي مصر بمسلميها ومسيحيِّيها. بالملتزمين منهم بالإسلام جملةً وتفصيلاً وبعلم انيِّيها. فهذه هي مصر. بكلِّ مكوِّناتها. ومن أجل أن تتقدَّ ممصر يجب أن نتوافق، وأن نتشارك،
وأن نعيش جميعاً تحت سقف هذا الوطن؛ إخوةً متساويين في الحقوق والواجبات.
بغضَّ النَّظر عن الدِّين أو اللَّون أو الجنس أو طريقة التَّفكير. نحن جميعاً مصريِّون.
أقول لهم: لا تسمعوا إلى هؤلاء حين يخوِّفونكم من الإخوان. فالإخوان لم يهبطوا على أرض مصر من كوكبٍ آخر.
وإنَّما هي جماعةٌ مصريَّةٌ أصيلةٌ قاربت على قرنٍ من الزَّمان. وهي تعمل من أجل مستقبل هذا الوطن، والنُّهوض بهذا الوطن.
كم بنى ((الإخوان المسلمون)) في مصر من مستشفياتٍ ومدارسٍ وشركاتٍ وهيئاتٍ صادرها هؤلاء الظَّالمون.
ولكنَّهم لم يجدوا عند ((الإخوان المسلمون)) اتجاراً لا في الأعراض ولا في المخدِّرات ولا تهرُّبا من الضَّرائب.
وإنَّما وجدوا أساتذةً جامعاتٍ ومعلِّمين وعلماء وعمَّالاً وفلاحين وكادحين، كلُّهم من أبناء جماعة ((الإخوان المسلمون)).
فنحن نقول لهم: نحن نحتاج أن نكون جميعاً يداً واحدةً على الظَّالم من أجل نصرة المظلومين من أهلنا.
نقول لكلِّ القوى السِّياسيَّة: أنتم عاينتم وخبرتم وعشتم. فالآن ننتظر أن نطوي هذه الصَّفحة الأليمة ونفتح صفحةً جديدةً.
** نبذل جهدا كبير من أجل المعتقلين وتخفيف آلام ذويهم
- بشأن الحديث عن الصَّفحات الأليمة؛ في مصر أكثر من 60 ألف معتقل. يعني تقريباً الاعتقال دخل كلَّ البيوت المصريَّة.
ما هي رسالتكم الَّتي توجِّهونها إلى هؤلاء ((أهالي المعتقلين والمعتقلين أنفسهم)) وما يعانونه من آلام؟  
نقول للمعتقلين: نحن لا تصفوا لنا حياةٌ بدونكم. وأننا نتسَّمع في الحقيقة كلَّ الآهات والآلام والصَّيحات. ونحن نبذل كلَّ ما في وسعنا؛
من لقاء أكثر من 25 رئيس دولةٍ ورئيس وزارةٍ وسفيرٍ وقناصل على مستوى العالم. وأنَّنا نبذل جهدنا في كلِّ المحافل الدُّوليَّة.
حتَّى أنَّه في الاستعراض الدَّوريِّ لتقرير حقوق الإنسان في الأمم المتَّحدة؛ صدرت 273 ملاحظةً على الحالة المصريَّة.
وحتَّى اعتذر عددٌ من زعماء العالم عن المشاركة في قمَّة المناخ المزمع إقامتها في مصر في 6 نوفمبر القادم.
وأنَّ هذه الجهود أسفرت أنَّ المحكمة الأوروبيَّة أصدرت حكمها بتلقِّيها الدَّعاوى لملاحقة هؤلاء الَّذين أجرموا في حقِّ الإنسان المصريِّ.
وقفت أمامنا عقباتٌ كثيرةٌ لأنَّ الأمور في المحاكم الدُّولية هي أمورٌ مسيَّسةٌ. ولكن لا يضيع حقٌّ وراءه مطالب.
أنتم بذلتم وضحَّيتم ودفعتم أغلى الأثمان. ومن هنا يجب أن يكون هذا الثَّمن الغالي هو بداية تحرير مصر من الاستبداد.
أقول لهم: إنَّ معاناتكم تفوق الوصف. وحقيقتكم لا يمكن أن تعبِّر عنها الكلمات، ولا تغني عنها الخطب.
لأنَّ ما قدَّمتموه بجسامته لا يعلم به إلَّا الله عزَّ وجل، وأهلكم و ذووكم.
فأنتم دفعتم ثمناً كبيراً، ولن يضيع هذا الثَّمن. وبفضل هذا الثَّمن لا تزال قضيَّة الحريَّة الآن، وتحرير مصر هي القضيَّة الأكبر.
ومن أجل هذا يقف هؤلاء المنقلبون الآن يخوِّفون النَّاس منكم وأنتم داخل السُّجون وأنتم داخل المعتقلات. من أجل أن تدركوا قيمتكم،  
وقيمة ما تحملوه. ونحن لا نحمِّلكم فوق طاقتكم. ولكنَّكم أخذتم بالعزيمة. وأنتم رفضتم الرُّخَص رغم أنَّها من حقِّكم.
ولا يمكن أن يفرض عليكم أحد أيَّ حلٍّ من الحلول. ولكنِّكم اخترتم الطَّريق الأصعب؛ وقد قارب هذا الطَّريق على نهايته.
وحين تحين نهاية هؤلاء الظَّالمين سيذكركم الجميع بكلِّ إكبارٍ وبكلِّ إعزاز. وإنَّ نصر الله لقريبٌ بإذنِ الله.
** مصر هي الباقية والظالمون إلى زوال
- لعلَّ آخر رسالةٍ نريد أن نسمعها هي رسالتكم لمؤسَّسات الدَّولة الَّتي تؤثِّر وتصنع القرار داخل مصر الآن، ماذا تقولون لهذه المؤسَّسات؟
نقول لهذه المؤسَّسات: أنتم مؤسَّسات دولة. أنتم لستم مؤسَّسات أفراد.
هذه المؤسَّسات في الحقيقة ملك لمصر.
وكيل المخابرات الأسبق هذا الَّذي وقف وقال: ((لم نعطِ لمرسي معلومةً صحيحةً))؛
نقول له: أنت أفصحت عن هويَّتك وهويَّة كثيرٍ ممَّن يعملون على إنهاك الدَّولة المصريَّة.
نقول لهؤلاء القضاة: لا تنسوا أنَّ ((الإخوان المسلمون)) في  2006 تم قتل قرابة2000  فردٍ منهم من أجل استقلالكم.
لكلِّ المؤسَّسات نقول لهم: أنتم ملكٌ لهذا الوطن. ولا تملككم أيُّ جهةٍ أو أيُّ فرد. فنحن نريد أن تخرجوا من أتُّونِ هذا الصِّراع،
ومن توظيف غيركم لكم. لأنَّ كلَّ هؤلاء زائلون. ولن يبقى إلَّا الوطن.  فكونوا في المكان الصَّحيح واخرجوا من المكان الخاطئ.
لأن مصر هي الباقية والظَّالمون إلى زوالٍ واندثارٍ إن شاء الله.  
  .............................................................................