شعبان عبدالرحمن *

فوق أنه أحد أساتذة الطب المرموقين، وأحد أصحاب المبادرة الذين قادوا تجربة جديدة تاريخية في العمل المهني في مصر، فهو أيضا أستاذ الإدارة الجادة والهادئة التي حققت نجاحات مرموقة في كل المؤسسات الطبية التي قادها سواء الأمانة العامة لنقابة الأطباء واتحاد الأطباء العرب، أو مستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية وغيرها من مؤسسات العمل الإسلامي والاجتماعي .

عرفته في بداية تسعينيات القرن الماضي بينما كانت التجربة النقابية الجديدة  تشق طريقها بنجاح في عالم العمل النقابي بقيادة الإسلاميين متزامنة مع نجاحات مماثلة في العمل الاجتماعي والدعوي وكنت أغبط الرجل على موازنته  الفريدة بين هذا وذاك .


وقد ساهم ضمن فريق المهنيين الإسلاميين في خوض تجربة مهنية ناجحة بإدارة النقابات المهنية في مصر .. تلك التجربة الفريدة التي نهضت بكل المهن .. الطبية والهدنسية والعلمية وغيرها وشاركت مع غيرها من المهن في الارتقاء بمهن أخرى ، إذ قدمت نموذجا غير مسبوق في إدارة أكثر من ثلاثة ملايين مهني وهم اجمالي عدد المهنيين في ذلك الوقت، وقدمت لهم برامج ومشروعات ارتقت بهم مهنيا واقتصاديا واجتماعيا عبر مشروعات العلاج الطبي والتكافل الاجمتاعي والمشاريع الطبية والعلمية وغيرها   وهو ما أحدث طفرة في العمل المهني وجعل من النقابات المهنية رقما أكثر أهمية في بعض الأحيان من الأحزاب السياسية . 


وعلى الرغم من سفري من مصر تاركا جريدة الشعب الواسعة الانتشار في ذلك الوقت للعمل في مجلة المجتمع الكويتية لم تنقطع الصلة بيننا  فقد ودعته وظل له في  نفسي مكانة كبيرة ومتميزة من الاحترام والتقدير زادت مع  مرور الأيام حبا وتقديرا ،  ففي كل زيارة لمصر كنت أزوره، خاصة أنه كان حريصا على ذلك . وخلال زيارة صحفية لي لموريتانيا فوجئت به في إحدى الندوات حيث كان  ضمن وفد من نقابة الأطباء جاء لاستطلاع احتياجات موريتانيا في مجال طب العيون، وقد كان لزيارة هذا الوفد صدى كبير وردود فعل متفائلة خاصة أن بعض أمراض العيون كانت متفشية بطريقة مخيفة في موريتانيا، وقد علمت أن زيارة الوفد أسهمت في حل المشكلة.. لقاؤنا في هذه الزيارة المفاجئة كان مفعما بالمشاعر الطيبة .


أشهد الله.. أنه كان رجلا صالحا ... إنسانا بمعنى الكلمة ..ودودا ..متواضعا تواضعا رفيعا بقدر رفعة علمه ودرجته العلمية المشرفة.. وسوف يظل كغيره من رجالات مصر ، قدوة لكل طبيب شريف، ولكل وطني محب لوطنه .


أسأل الله له الرحمة الواسعة والفردوس الأعلى من الجنة دون سابقة حساب، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
عزائي لأسرته الكريمة جميعا ولكل إخوانه  ورفاق دربه وأصدقائه وزملاء مهنته في العالم العربي 
: " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" 27- الفجر .. صدق الله العظيم.
---------
•  مدير تحرير الشعب المصرية والمجتمع الكويتية – سابقا.