الصورة غير متاحة

 م. أيمن كمال

هذه الكلمات تخرج من صدر قد ضاق به ذرعًا وتمتلكه الحسرة....

هذا الإنسان الكائن الحي الذي يدب على الأرض عندما تُنزعُ روحه ويصبح بلا حِرَاك يتحول إلى ذكرى.. إلى أي مدى ستظل هذه الذكريات لدى الناس؟ فأنا أسأل هل تَذكُر أو تعرف أصلاً جدك العاشر؟ وما أهم إنجازاتُه أو أعماله التي تعلقت بأذهان الناس، عندما يموت المرء لا يتبقى منه سوى الأعمال الطيبة والمواقف الحسنة التي أثرت في المحيطين به.

 

يقول فلان ما زلت أذكر له كذا, وجزاه الله خيرًا تعلمت منه كذا, وآخر يقول قد شجعني على كذا أو رحمة الله عليه قد وقف معي موقف رجولة في حقي كذا.

 

كل هذه الأعمال لا غُبار عليها وفي موازين الحسنات يوم القيامة؛ لكن سينتهي ذِكرُها بوفاة الأشخاص الأطراف فيها، ويصبح الإنسان بعدهم نسيًّا منسيًّا.

 

السؤال الآن: هل هناك أحد لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الإمام البخاري، الشهيد سيد قطب، العالم عباس بن فرناس، العالم مصطفى مشرفة، دكتور مصطفى محمود؟ لا أشك في ذلك؛ لأنهم تركوا أعمالاً ما زالت وستظل تؤثر في الناس, في وجهة نظري هؤلاء لم يموتوا.

 

هل فهمت لماذا أتحسر؟ ماذا تركت من بعدي يظل دليلاً عليَّ؟ ما الإنجاز الذي فعلته في حياتي؟ ما الصدقة الجارية المستثمرة بعد الممات؟ هل خَلَفتُ من بعدي ذرية تَرَبوا على مبادئ الإسلام والالتزام وحب الأوطان، وكيف يُقررون مصيرهم بأيديهم لا بأيدي غيرهم؟ هل ساهمت في مساعدة جمعياتٍ ترفع من شأن الوطن ووقَفْت بكل قوةٍ في وجه من يسرقه ويساعد في هَدمِه.

 

الخلاصة.. الإنسان لا بد أن يكون له أعمال شخصية لذاته وأخرى اجتماعية لغيره يرتفع بهما عند الله في المنزلة، وهذا هو الأساس حتى يُتمَّ خلافة الله في الأرض.