- تساءل الدكتور محمد البرادعي في صفحته على (تويتر): "الجميع يتفق على أن الانتخابات ستكون مزورةً في غياب مطالب التغيير، والسؤال المطروح وبقوة: هل نقاطع التزوير أم نكون جزءًا منه؟!".

 

إن المناضلين عبر الإنترنت والصحف والمجلات والبيانات والميكرفونات والشاشات سيسارعون باختيار الإجابة المريحة ألا وهي المقاطعة، فلا أحد يملك ذرةً وطنيةً يرضى بأن يشارك في تزوير إرادة الأمة.

 

ولكن لو جاءت بقية سؤال الدكتور البرادعي على النحو التالي: "هل نقاطع التزوير أم نقاومه؟" لتوقف الجميع، وفكروا مرات قبل الإجابة؛ وذلك لأن مقاومة التزوير تحتاج إلى نزول الشارع والالتحام بالجماهير وبذل الجهد والوقت والمال ويعرِّض صاحبه لزوَّار الفجر وظلمات السجن، وهذا ما لن يقدم عليه إلا رجال أفعال لا أقوال.

 

- تساءل البعض بل وغمز ولمز في صحة نسبة موافقة 98% من أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين على المشاركة في الانتخابات.

 

ونسي المتسائلون أن المحن والشدائد والآلام والآمال قد صهرت الإخوان في بوتقة واحدة؛ فتقاربت أفهامهم ونظرتهم للأمور، وبخاصةٍ المصيرية التي يترتب عليها تضحيات جسام، وإن الناس ليعجبون من قوة الروابط التي تربط بين قلوب الإخوان جميعًا؛ حتى قال قائلهم: لو عطس أحد الإخوان في الإسكندرية لشمَّته الذين في أسوان.

 

ولهؤلاء المشككين نقول: لو أجرينا استفتاءً للشعب المصري: هل نصدر الغاز للكيان الصهيوني؟.. فجاءت نسبة الرفض 99% فهل ستتعجبون منها وتشككون فيها، كما تعجبتم من نسبة الإخوان الموافقين على المشاركة في الانتخابات، أم ستقولون هذه نسبة طبيعية نتيجة لموقف المصريين من عدوهم الصهيوني الذي يدنس مقدساتهم؟!

 

- تساءل البعض عن وجود صفقة بين الإخوان والحكومة؟

 

وقبل أن يتحدث أحد عن صفقات، نرجو منهم أن يقوموا بعمل إحصاء دقيق ومقارنة تحليلية للإخوان المعتقلين والمصادرة أموالهم وشركاتهم، والمضارين في وظائفهم، والمنقولين تعسفيًّا، تزامنًا مع كل انتخابات أجريت في ظلِّ هذا النظام، ثم يخبرونا: هل تقبل عقول المنصفين أن تتفق هذه الأعمال القمعية مع وجود "صفقة" يتحدث عنها البعض في كل مرة يخوض فيها الإخوان الانتخابات؟!

 

- تساءل البعض: أيهما أفضل للحكومة.. أن يقاطع الإخوان الانتخابات أم يشاركوا؟!

 

وبدلاً من الجدل البيزنطي العقيم أظن أنه من الأفضل أن نبحث عن إجابة عن السؤال التالي: أيهما أفضل للوطن: أن يقاطع الإخوان الانتخابات أم يشاركوا؟! وقد أُجيبَ عن هذا السؤال في مقال بعنوان: "الانتخابات ومصلحة الوطن".

 

- تساءل البعض: لماذا لا يفعل إخوان مصر مثلما فعل إخوان الأردن؟

 

ونحن نسأل: هل الواقع المصري كالواقع الأردني؟!.. حينما قرَّر إخوان الأردن مقاطعة الانتخابات التقى رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي أربعة من قياداتهم؛ لحثِّهم على المشاركة في الانتخابات النيابية، فهل سيفعل أحمد نظيف رئيس الحكومة المصرية الشيء نفسه مع إخوان مصر إذا قرروا المقاطعة؟!

 

- تساءل البعض: لماذا يصرُّ الإخوان على خوض الانتخابات تحت شعار "الإسلام هو الحل"؟

 

وهؤلاء نسألهم: هل هناك حل غير الإسلام؟!.. لقد اكتوى الناس في العالم بنيران الشيوعية والاشتراكية والعنصرية والفاشية والرأسمالية، ومن حقهم أن يجرِّبوا الإسلام ليكون حلاًّ لمشكلاتهم ومعاناتهم، أليس واجبًا على فئة من المسلمين أن تنهض وترفع راية هذا الحل ليلتف حولها الناس؟!

 

- تساءل البعض: لقد حصلتم في انتخابات 2005م على ٨٨ مقعدًا، فماذا فعلتم؟! ولهم نقول: إذا أردتم الإنصاف، وقبل أن تسألوا هذا السؤال نرجو منكم أن تقرءوا كتاب "أضواء على أداء الإخوان بمجلس الشعب 2005-2010م".

 

- تساءل البعض: هل تتصورون أن الحكومة ستسمح لكم بالنجاح في الانتخابات؟!

 

ويكفي الإخوان نجاحًا وشرفًا الالتفاف الجماهيري حول مرشحيهم، والذي ظهر في انتخابات 2005م، ونسبة التصويت التي بلغت 40% من الكتلة التصويتية لصالحهم، رغم التزوير والقمع والمنع، حتى رأينا الفلاحات المصريات يتسلَّقْن الأسوار على السلالم الخشبية لدخول اللجان تأييدًا لمرشحي الإخوان.

 

- تساءل البعض: كيف تشتركون في أعظم زفَّة للكذب والنفاق؟! وكيف تنساقون للاشتراك في أسوأ ما تورَّطت فيه الديمقراطية، وهو الانتخابات على أساس الدوائر الانتخابية؟!

 

ونحن نسأل: وما البديل العملي الذي ثبت نجاحه للتغيير غير هذا الطريق؟

 

- تساءل البعض: لماذا لا ينشغل الإخوان بإقامة المدارس وتأسيس المستشفيات وتوفير الأعمال للعاطلين بدلاً من تضييع الجهد في الانتخابات؟!

 

ونقول لهم: ألم تسمعوا عن استيلاء الأجهزة الأمنية ووزارة التضامن بمحافظة أسيوط على فروع الجمعية الطبية الإسلامية بمختلف مراكز المحافظة و6 مستوصفات تخدم الآلاف من المرضى، وهدم مبنى المستشفى الخيري المركزي في مدينة نصر، والاستيلاء على المدارس الإسلامية الخاصة، ونهب المكتبات الإسلامية وتشميعها واعتقال أصحابها والعاملين بها، ومصادرة الأموال والشركات في المحاكمات العسكرية الجائرة؟!!

 

- تساءل البعض: لماذا يخرج الإخوان عن إجماع الأمة ويشاركون في الانتخابات؟ أليست هذه خيانة وانتهازية؟!

 

وهؤلاء قد تناسوا أن الإخوان قد أعلنوا منذ ظهور الدعوة لمقاطعة الانتخابات، أنه لو تمَّ اتفاق بين القوى السياسية على المقاطعة فسوف يقاطعون هم أيضًا، ثم إن معظم الأحزاب الرئيسة، كالوفد والتجمع والناصري.. وغيرها، قد أعلنت المشاركة، فكانت الجماعة آخر من أعلن المشاركة، فلماذا لا يوجه اللوم لمن سبقوا الإخوان لا للإخوان الذين أصبحت مقاطعتهم- لو فعلوها- عبثية لا طائل من ورائها؟! ولماذا لا تذكرون مقاطعة الإخوان لانتخابات 95م وتقيمون نتائجها؟!

 

- وهنا يحق لنا أن نسأل سؤالاً: لماذا كل هذه الحملة على مشاركة الإخوان من الأصدقاء قبل الخصوم؟!

 

لا ننتظر إجابةً من الخصوم فأسبابهم معروفة، أما الأصدقاء فقد يقول قائلهم: لأننا نحب الإخوان فهم فصيل وطني له شعبية كبيرة وتاريخ طويل من النضال، وهذا يتطلَّب من هؤلاء الأصدقاء أن يُقدِّروا اجتهاد هذا الفصيل المناضل من أجل الحق والعدل والحرية، ويدفع ضريبة اجتهاده من قوته وقوت عياله وراحته وحريته، وعليهم أن يشدُّوا من أزره في مواجهة المفسدين، فتتجه سهامهم للمزورين لا لمقاوميهم.