- الحكمة وعدل الزوج بين الطرفين يحل المشكلة

- تدليل الوالدين وراء تدخل أخت الزوج

- توعية البنت بحقوق أهل الزوج واجب الأم

 

تحقيق: إيمان حسن

العلاقات الاجتماعية والأسرية يعتريها شوائب كثيرة، ومن ضمن هذه المنظومة الاجتماعية علاقة الزوجة بأخت الزوج، فكثيرًا ما تتدخل أخت الزوج بشكلٍ أو بآخرَ في شئونِ أخوها تحت مظلةِ أنها الأخت الأكبر أو الأكثر وعيًا، وبالتالي نجدها تقوم بدور حماةِ الزوجة، ومن جانب آخر ترفض الزوجة هذا التدخل أو السيطرة من أختِ زوجها فتحدث الخلافاتُ التي قد تتسبب في كثيرٍ من الأحيانِ إما في خرابِ البيوت أو في قطعِ صلة الأرحام.

 

ونحن نحاول أن نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى وجود مثل هذه الخلافات بين الطرفين ودور الزوجة في استيعابِ أخت زوجها، والضوابط الشرعية أيضًا لهذه العلاقة.

 

أحمد خالد- موظف- يقول: أختي لها احترامها وتقديرها، ولكن هذا لا يُعطيها الحق في التدخل في شئوني أنا وزوجتي، كذلك لا أسمح لكلا الطرفين سواء زوجتي أو أختي أن تصل بينهما المشاكل إلى الحدِّ الذي تقطع فيه صلة الأرحام.

 

فاطمة توفيق- ربة منزل- علاقتها مع أخت زوجها يشوبها بعض التوتر ورغم أنها تحاول التغاضي عمَّا تقوم به أختُ الزوج من تسليطِ الزوج عليها وافتعال المشاكل معها بحكمِ كونهما يعيشان في بيتٍ واحد إلا أنها تحاول أن تصبر على تصرفاتها لأنها الأصغر سنًا والأقل خبرة.

 

سعيدة صالح- فسخت خطوبتها بسبب أخت خطيبها حيث كانت فتاة مدللة تفتعل معهما المشاكل، وكلها كانت تشكو ما تفعله لخطيبها كان يقول لها: تحمليها فهي صغيرة ولكن كثيرة الخلافات.

 

وفاء سعيد- ترى أن الأخت الكبيرة دائمًا ما تحاول أن تفرضَ سيطرتها على أخواتها باعتبار أنها الأكبر والأكثر وعيًا، ولكن يأتي هنا دور الأم والأب منذ البداية ومنعهما من لعب هذا الدور.

 

فوزية السيد تقول: أخت زوجي بمثابة أختي الكبرى فهي تحبني كثيرًا أو تعطف عليَّ وعلى أولادي، وأعمل بنصيحتها لأنها تحب أخوها وتخاف على مصالحنا ولم تحدث طيلة السنوات الماضية أي خلافاتٍ تُذكر بيني وبينها.

 

كذلك تقول عزة فوزي- لا توجد مشاكل بيني وبين أخت زوجي، فالعلاقة يسودها المودة والرحمة، ونتبادل المشورة والرأي ولا تكاد تفترق فنحن بمثابة الأخوات والأصدقاء.

 

علاقة أخوة

نادية شاهين- داعية- تقول: لي ثلاثة أخوة ذكور، تربطني بزوجاتهم علاقة إخوة، لأننا نفهم الضوابط الشرعية في العلاقات فيما بيننا، ولا أتدخلُ في حياةِ أحدٍ من إخوتي، ولم تحدث أي خلافاتٍ تُذكر بيننا بل على العكس تسود علاقة الأخوة فيما بيننا بل اعتبرهم أكثر من الأخوات.

 

أما كريمة عبد الغني- داعية- ترى أنَّ الأخت إذا كانت وحيدة تتحكم بقدرٍ ما في الأم والأب والإخوة؛ لأنها تكون محور الاهتمام من قِبل الأسرة، فإذا لم تكن هذه الأخت على دينٍ فيكون هناك ظلمٌ بيِّنٌ تجاه الآخرين، وإذا وضعنا نُصب أعيننا حديث الرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه"، لما حدث الكثير من المشاكل التي تحدث اليوم.

 

التوجه الديني

كذلك ترى ضرورة إصلاح الإنسان ما بينه وبين الله عزَّ وجل؛ لأنَّ من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين العباد، فالله يصلح القلوب، ومن ثَمَّ فإذا توجهت هذه الأخت توجهًا دينيًّا من بابِ التيسير عليها سوف يكف عنها الأذى والخلافات من أي جانبٍ بل سوف تستوعب الخلافات ولا تُلقي لها بالاً.

 

ولا تنسى أن تؤكد على دورِ الزوج الذي يجب أن يكون عادلاً مع أهله فيُحدِّث أخته بطريقةٍ غير مباشرة عن حُسن العلاقة كما يجب ألا يأتي الزوج على زوجته على حساب أخته؛ لأن هذا فيه ظلمٌ وإجحافٌ كبيرٌ لها.

 

عادات موروثة

ويوضح الدكتور أحمد المجدوب- مستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية- أنه من الطبيعي أن يكون هناك غيرة من قِبل عائلة الزوج الذي ارتبطوا به وارتبط بهم؛ لأنهم يتصورون أنَّ هذه الفتاة أو المرأة استولت على ما يخصهن.

 

ويضيف أنَّ الطبقةَ الوسطى والدنيا في مصر يُطلقون لفظ "العمَّة" على أختِ الزوج بمعنى أنها تُعامل مثل العمة تمامًا بكل احترامٍ وتقديرٍ وخضوعٍ وعدم مناقشة، فهي تقاليد موروثة في المجتمعِ المصري منذ أيام الأسرة الممتدة- فالفتاة العروس هي التي جاءت على البيتِ إذن هي تابعة لهم.

 

تفسخ المجتمع

ويرى الدكتور أحمد أنَّ الخلافاتِ بين الزوجة وأخت الزوج أصبحت أقل حدة من الماضي؛ وذلك لأنَّ الغالبيةَ العظمى أصبحوا متباعدين وشغلتهم ظروف الحياة، هذا إلى جانب تخطيط بعض الزوجات منذ البداية أن تفصل أزواجهن عن أسرهم وللأسف يفعل كثير من الأزواج الآن، أما المشكلة هنا فتأتي إذا كانت لهذا الزوج أخت شخصيتها قوية فتعيب عليه ضعف علاقات صلة الرحم والتي أدَّت في النهاية إلى تفسخ المجتمع ووصوله إلى حالة التدهور الذي وصل إليها اليوم.

 

ثقافة مجتمع

وتضيف الدكتورة آمنة نصير- أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر- أنَّ سوء العلاقة يأتي لصلة القرابة الشديدة بين الزوجة وأخت الزوج، وبالتالي فهناك حساسية شديدة بين الطرفين، وهي تأتي من سوء التربية؛ لأنه يجب على أم الزوجة أن تثقف الابنة بأنه بزواجها من شخص ما انتقلت من أسرتها لأسرة أخرى، وأن هذه الأسرة لها الحق الكامل في الرحمةِ والتراحم والمودة، ومن ثَمَّ يجب أن تمد العلاقة مع أختِ الزوج، ولا تعتقد الزوجة أنها بزواجها من هذا الرجل قد اقتلعته من أهله.

 

وتحذر الدكتورة آمنة من أخطرِ ما في هذه العلاقة وهي تقطيع صلات الرحم، موضحةً أن معظمَ الأسر تتفنن وتعين على شد الحبل وتقطيع الأرحام، ومن هنا يكون الجميع فَقَدَ الطريق الصحيح والمنهج الإسلامي السليم في بثِّ الرحمة والتراحم وقطع صلة مع أختِ الزوج والتي تمتد إلى باقي أفراد الأسرة.

 

معركة المعسكرين

وتتساءل الدكتورة آمنة: لماذا يدخل الكثيرُ من الأسرِ في بدايةِ الزواج في بورصة، بمعنى مَن الذي سيكسب المعركة ولا تبدأ بدافعِ المودة وكأنَّ القضية معسكران، وهي ما الذي تفعله أخت الزوج حتى لا تجعل الزوجة تستولي وحدها عليه.