اجتمعت الأسرة في المساء لتستمع إلى نشرة الأخبار.. وكان من أهم الأخبار "تعديل الدستور"
عمر: يا أبي ما هو الدستور؟

 

الأب: يا أحبابي كل شيء في الحياة له نظام وقواعد تحكمه؛ كالبيت والمدرسة والمسجد والشارع، وبقية أمور الحياة لها ضوابط وآداب ونظم، إذا تخلينا عنها اضطربت الحياة وعمَّت فيها الفوضى والمشكلات.

 

صلاح الدين: من فضلك يا أبي نريد توضيحًا أكثر.

 

الأب: يا أبنائي الألعاب المختلفة التي تمارسونها مثل كرة القدم والسلة وغيرها أليس لها قواعد يلتزم اللاعبون بها حتى يسير اللعب بنظام سليم؛ ليستمتع الجميع باللعب دون خللٍ؟! وكذلك يا أحبابي قواعد المرور والإشارات المرورية يلتزم بها المارة في الشارع وتلتزم بها السيارات لتأمين السير وتجنب الحوادث.. كذلك الدستور ينظِّم الحياة لنا جميعًا.

 

نور الإيمان: نعم يا أبي أيضًا هناك مثال آخر وهو نظام البيت فنحن لنا مواعيد للنوم والاستيقاظ والمذاكرة واللعب، وهناك آداب للأكل والشرب وهكذا، وإذا لم نحافظ على هذا النظام لأصبح هناك مشكلات كثيرة في البيت.

 

الأب: جزاك الله خيرًا يا بنيتي، هذا مثال جيد وفهم رائع.

 

سعيد: نفهم من هذا الكلام يا أبي الحبيب أن الدستور ينظِّم لنا شئون الوطن كما ننظم شئون البيت.

 

الأب: بالتأكيد يا ولدي الغالي، فالدستور "هو مجموعة القواعد التي تحدد كيف تُدار أمور الوطن".

 

الأم: ولكن ما الفرق بين الدستور والقانون؟

 

الأب: الدستور "يشمل مجموعة القواعد والمبادئ الأساسية التي تنظِّم سلطات الدولة وتبين حقوق كلٍّ من الحكام والمحكومين في الدولة، وتضع الأصول الرئيسية التي تنظم العلاقات بين سلطات الدولة العامة، أو هو الخطوط العريضة التي تعمل الدولة بها في مختلف الأمور المرتبطة بالشئون الداخلية والخارجية".

 

أما القانون "فهو تلك الأوامر التي تصدرها الحكومة ليسير عليها الناس في حياتهم، ولا بدَّ أن يستند القانون إلى القواعد الموجودة في الدستور والقوانين تنظم العلاقة" بين الأفراد وبعضهم البعض وبين الأفراد والدولة وبين الدولة والدول الأخرى".

 

حمزة: وما هي سلطات الدولة يا أبي؟

 

الأب: سلطات الدولة يا ولدي الحبيب ثلاثة وهي: 

 

(السلطة التشريعية): وهي مجلس الشعب الذي يسنُّ لنا القوانين.

 

و(السلطة التنفيذية): وهي الحكومة وما بها من وزراء ومحافظين فهي تنفذ القوانين وتدير شئون البلد.

 

و(السلطة القضائية): وهي القضاة الذين يتولون المحاكم ويصدرون الأحكام المختلفة في أي قضية وفق القانون والدستور، وهم أيضًا الذين يشرفون على الانتخابات.

 

 نور الإيمان: وهل يؤثر هذا الدستور على مستقبلنا يا أبي الحبيب؟

 

الأب: بالتأكيد يا بنيتي الحبيبة فالدستور الصالح الراقي المتقدم ينشئ أمةً صالحةً راقيةً متقدمةً، ويرفع كرامة المواطن ويعلي شأن الوطن في المجتمع الدولي والعكس بالعكس.
الأم: وجود دستور لا يتناسب مع قيم الوطن والدين والعدالة والحرية وتكافؤ الفرص يؤدِّي إلى انتشار الظلم وغياب العدل والحق والحرية وانتشار الفوضى وتخلُّف الوطن وضياع قيمة المواطن.

 

الأب: يا أبنائي الأحباء أنتم أطفال اليوم وقادة الغد ورجال المستقبل ونظام الحياة الصحيح الذي يؤسسه الدستور الصحيح، حتمًا يؤثر ليس على مستقبلكم أنتم فقط يا أحبابي بل يؤثر على مستقبل الوطن والأمة كلها كذلك.

 

صلاح الدين: وما رأيك في التعديلات الدستورية التي سيتم الاستفتاء عليها يا أبي؟

 

الأب: هي خطوات على الطريق الصحيح يا ولدي الحبيب، أرى أن نوافق عليها لننطلق منها لخطوات أكبر بإذن الله.

 

الأم: ها أنتم قد تعرفتم على الدستور وأثره على مستقبلكم ومستقبل مصرنا الحبيبة، وأملنا فيكم أن تسهموا في صناعة مستقبل عظيم يليق بمستقبل مصر العظيمة (كنانة الله في أرضه).

 

نور الإيمان: بالتأكيد يا أمي الحبيبة فنحن بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير دبَّت فينا روح الأمل من جديد, وأصبحت المذاكرة لها طعم آخر بعد زوال اليأس الذي خيَّم علينا من النظام البائد الذي أفشل كلَّ شيء في مصرنا الحبيبة.

 

عمر: ونعدك يا أمي الحبيبة أن نبذل أقصى جهدنا لنكون علماء، نرفع اسم مصر عاليًا في ربوع الكون، ونخدم أمتنا الحبيبة أمة الإسلام؛ ليعود لها مجدها من جديد (خير أمة أخرجت للناس).

 

الأب: بارك الله فيكم يا أحبابي، وكلُّنا أمل فيكم أن تحققوا الإنجازات الكبيرة، فأنتم أبناء مصر العظيمة الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهلها أنهم: "خير أجناد الأرض".

 

 سعيد: وما دورنا يا أبي نحو استفتاء تعديل الدستور.

 

الأب: أنتم جزء مهم من هذا الوطن الغالي يا أحبابي، وإن كانت أعماركم لم تصل إلى سن الثامنة عشرة، وهي السن التي تمكِّن من التصويت في الانتخابات وفي الاستفتاء على تعديل الدستور، فيمكنكم أن تشاركوا في أنشطة حملة الدعوة للموافقة على تعديل الدستور، وتسهموا في توزيع المطبوعات وحمل اللافتات وكلِّ الأنشطة في الحي وكلمات الإذاعة المدرسية، وكذلك في حملات الإنترنت على صفحات الـ(فيس بوك) وغيرها.

 

صلاح الدين: نحن طوع أمرك يا أبي في كلِّ وقت وحين، نعدك أن نبذل كلَّ جهودنا؛ لخدمة وطننا الغالي الذي عادت إليه كرامته بعد ثورتنا المباركة وزوال الظلم والطغيان عنَّا.

 

الأب: بارك الله فيكم يا أحبابي، نظِّموا أوقاتكم بين المذاكرة والأنشطة ومساعدة والدتكم الحبيبة، وأعدكم بتقديم مكافأة للأكثر بذلاً ونظامًا ومساعدة للأم الغالية، هيا انطلقوا وضعوا خطة للعمل في المرحلة المقبلة؛ وفقكم الله لكل خير.